معلومات خاصة، کما سميت عن أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، يقاتل بواسطة عراقيين في سوريا قد تخطى عددهم(بموجب تلك المعلومات)، حدود خمسة آلاف مقاتل، يتوزعون ضمن فصائل(نشرت منها اسماء 8 فصائل)، تتدرب في إيران و العراق في معسکرات تدريب خاصة و بأمر من الحکومة العراقية ومن ثم يرسلون الى سوريا براتب شهري قدره 500 دولار أمريکي، بحسب ماقد جاء في تقرير خاص منشور في موقع إيلاف.
هذه المعلومات التي لاتفاجئنا بطبيعة الحال لأنها حاصل تحصيل تنسيق و تعاون و أمور أخرى متعلقة کلها بالنفوذ المستشري للنظام الايراني في العراق و خضوع حکومة المالکي لسلطان و جبروت ذلك النفوذ الذي تخطى کل الحدود المألوفة، تتزامن مع معلومات أخرى موثقة حصلت عليها المقاومة الايرانية عبر مصادرها الخاصة من داخل إيران بشأن طلب قائد قوات القدس قاسم سليماني من نوري المالکي التنسيق لشن هجمات على أحياء تقطنها غالبية سنية في بغداد و على مخيم ليبرتي للمعارضين الايرانيين تحت غطاء داعش، تضفيان ظلالا أکثر من داکنة على الاجواء العامة في العراق و تسلبان معالم أي أمل او تفاؤل خير بالمستقبل في ظل بقاء نوري المالکي في منصبه الذي يستغله أيما إستغلال لأهداف و أجندة خاصة لاعلاقة لها بمصالح الشعب العراقي و أهدافه الوطنية.
تلك المعلومات التي تشير الى أن الفصائل العراقية التي تقاتل في سوريا فصائل الثورة السورية، يتم التنسيق فيما بينها عبر السفارة الايرانية في بغداد من خلال شخصين إيرانيين هما الحاج منتظري و يعمل لصالح الحرس الثوري الايراني و الاغا مهدي الذي يعمل لدى السفير الايراني في العراق دانائي فر، تؤکد أيضا بأن التوصيات تصدر و ترسل بطريقة مباشرة او غير مباشرة من قبل قاسم سليماني، في الوقت الذي نرى فيه ان العديد من المرجعيات الشيعية في العراق تحرم اراقة دماء العراقيين في داخل العرا ق او خارجه، من بينها علي السيستاني و مقتدى و الصرخي الحسني و غيرهم، لکن يبدو أن الاوامر القادمة من سليماني الذي وصفته وسائل الاعلام و اوساط سياسية بالحاکم المطلق للعراق، ليس تتجاهل فتاوي هذه المراجع وانما حتى تتخطاها و لاتکترث لها تماما کما يفعل قائد عسکري تابع لدولة غازية مع دولة وقعت تحت إحتلالها!
العراق الذي يمر حاليا بواحدة من أسوأ الفترات التأريخية حيث ينشهد تخلفا و إنحطاطا من مختلف النواحي و على کثير من الاصعدة الى الحد الذي صار فيه هذا العراق الذي کان مبعث فخر و إعتزاز من حيث رقيه و تقدمه و أمنه و إستقراره واحدا من البلدان البارزة في مجال الفلتان الامني و إنتشار الفساد و الفقر و التسول و المواجهات العرقية و الطائفية، هذا العراق الذي کان عامل للسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، يصبح اليوم عاملا لإثارة الفوضى و تصدير الارهاب و تهديد السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، لکن السؤال الذي لامناص من طرحه هو: الى متى سنبقى نشاهد هذا المشهد المثير للقرف و الاشمئزاز، وهل سيبقى سليماني فوق السيادة الوطنية و القانون و الفتاوي و کل شئ؟
مقالات اخرى للكاتب