Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عن أزمة الوعي وأمراض أخرى
الأربعاء, شباط 13, 2013
عبد الصاحب الناصر

مرت أكثر من ثلاثة عقود على كثير منا ممن هاجر من العراق و اكثرهم من المتعلمين و المثقفين . اكثرهم مهاجري الضمير و مهاجري الحس الوطني و محبي الشعب والحق و أصدقاء التاريخ العراقي بكل أبعاده و من يخاف على العراق بأكمله. وجاء الاحتلال الأمريكي. و قبلناه على مضض أملا بالحرية و الديمقراطية و التقدم و التطور و ربما بإعادة بناء الحس الوطني للعراقيين ضمن بناء العراق من جديد على أسس علمية و وطنية.

لكن ما يعصر قلوبنا اليوم هو الخيبة داخل نفوسنا الصامتة المسالمة وعمق الحيرة مما يحدث في العراق بعد عشر سنوات عجاف، ليس على ايدي البعث المجرم هذه المرة، بل على ايدي من كنا نأمل منهم الخير على بساطته وعلى قلته. إلا انه احتلال جديد هذه المرة و هذا ما اكتشفناه مؤخرا، فهم احتلوا البلد عن جهل و تبنوه و نحن معهم نحتل كل البشاعة الحضارية و نعتنقها بفخر ليس لعزة بالإثم، بل بالإصرار عليه، و المرارة ان المحتلين هم من أهل العراق و لكن من صوب الجهل لا من صوب الرصافة، حيث المدرسة المستنصرية منذ ألف ومائتي عام، و جامع أبي حنيفة النعمان، أو من صوب الكرخ و ضريح الأمام الكاظم ع و المحطة العالمية. بل جاء من صوب الجهل المقيت المدقع المتوسع أبدا ، فهم يصرون على ألا يقبلوا بغير هذه التسمية يتغنون بها علناً وجهرا.
فوصلنا إلى ما يخيفنا في غربتنا اليوم هذه، وهي الهجرة الثانية و لكن من المهجر وإلى المهجر هذه المرة و أبعد و من جديد، ولا نعرف إلى اين يريدون بنا ان نبتعد عن العراق أبعد من هذا.

أقول دائما بأننا لم نتوصل بعد إلى عمق المصيبة والخراب و الجهل و تفسخ المجتمع الذي خلفه جرذ ألعوجه في المجتمع العراقي، لأنه خلف مجتمعاً مهشماً متباعداً بلا حس وطني و بلا معرفة، يميل إلى النفاق قبل ميوله للحق، يتسابق في الغش والسرقة والفرهود، و يتسابق في الجهل و كأنه يكتشف الدقائق الخمسة و الأربعين الخطرة التي بنا عليها الأمريكان خوفهم المزعوم و خططهم لاحتلال العراق. لا نملك من العراق شيء و لم نطالب بأي شيء إلا ان نراه عن بعد وقد استعاد عافيته يتقدم، فنفتخر و نفرح في دواخلنا.
وهذا ما اكتب عنه اليوم بمرارة. حيث ، هم ، حتى هذه النظرة عن بعد قد استكثروها علينا وسرقوها منا بما يبنون و بما يقام في العراق من مسخ حضاري ومعماري وتعد صارخ وقح رذيل على الذوق السليم، و كل القيم وعلى كل عمق التاريخ الحضاري لهذا البلد العريق، و كأن لا الأكديون ولا السومريون و لا البابليون و لا الأشوريون و لا العباسيون قد شيدوا حضارات يعتز بها كل العالم، ولا يعرف قيمتها شعب أثراه بالمسخ جرذ ألعوجه، وبعده سلم الأمريكان لهم أمور البلد على غفلة من هذا الزمن العاهر.

أي زمن وقح هذا حين تصمم و تشيد بنت من أهل العراق، زها حديد، تشيد صروح حضارية رائعة في كل أنحاء العالم و تعتز وتفتخر بها كل شعوب الأرض، لكن و من الجهة الثانية و من ارض الحضارات، وبلد زها حديد، وفي وقت الحرية و الديمقراطية كما يدعون يبني بعض الجهلة بوابة جديدة حدودية في منطقة صفوان، بناءً و شكلاً، اقل ما يقال عنه انه عاهر وضيع و مسخ لا يقبل به حتى سكان القطب المتجمدون ولا مواطنو أهل الكهوف. من سمح لهذا البناء ان يقام في العراق؟؟؟ ، إلا إذا أكدنا و أعترفنا بأننا قد سقط الحس الجمالي و الثقافي والإنشائي عندنا إلى هاوية لن نتمكن من إنقاذها
ويعصر الألم قلوبنا و أن عن بعد عندما نرى ما يحدث في العراق من هذا التشويه للذوق.
و لا نملك إلا ان نقول لهم اسرقوا ما تشاؤون و احرقوا ما تريدون و تعسفوا بما يحلو لكم و تشضوا كما تريدون و لكن لا تزرعوا و لا تبنوا ما هو غريب عن ارض الحضارات، انه النشاز يا سادتي الحكام و هو الهبوط إلى الحضيض حيث لن ينفع بعد اليوم اي علاج.

و خبر آخر عن تصميم بوابة أو مدخل جديد لبناية المتحف العراقي لا تقل نشازاً و لا صلافةً و لا تعسفا عن بوابة الحدود في صفوان. من صممها و من سمح باعتمادها؟ لماذا لا نعمل مسابقات تصميميه معمارية عالمية لمثل هذه الابنية كما يفعل كل من يحترم تاريخ و حضارة بلده؟ هل نحن نشاز مزمن يتخلى التقدم عنه و يخزي فيستنكر و لا من يسمع؟
هل يعرف السادة العقلاء انه صممت و شيدت من الأساس اول مدينة في تاريخ العالم هي مدينة الكوفة في عصر الخليفة الثاني وخططت و شيدت ثاني مدينة في العالم ومن الأساس و هي بغداد في العصر العباسي سنة ثمان مئة ميلادية ؟؟؟ و منذ ذلك الوقت لم تشيد أي مدينة من الأساس في كل أنحاء العالم إلا في القرن الثامن عشر و في المستعمرات الجديدة ؟؟؟
كانت بغدا تعتبر مركز العلم و النور و التقدم و الحضارة في كل أرجاء العالم. وهل يعلم السادة القائمون على تفسخ العراق بان ألكسندر المقدوني قد اختار ان يعيش في بابل لجمالها و تقدمها و حضارتها بعد تخليه عن الحكم وهو من أحتل اكثر أرجاء المعمورة.

ماذا يُرجى من بلد يقوده مقتدى الصدر و حيدر الملا و الحكيم و مها الدوري و صباح الساعدي و عتاب الدوري و أبو ريشة و النجيفي و علاوي و الآلاف على شاكلتهم؟
اشطبوا هذين البيتين إذاً من تاريخ و حضارة العراق بعد ان مسختموه

سلام عليك على رافديك عراق القيم
فأنت مزار و حصن و دار لكل الأمم

عبد الصاحب الناصر
مهندس معماري ، ما زالت جذوره مزروعة في قلب بغداد .
لندن في 13/02/13


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4539
Total : 101