حينما يسمع المجتمع الدولي عن الدول الاكثر فسادا فان أول مايتبادر الى أذهانه ان هذه دول فاشلة تقودها أنظمة سياسية فاسدة وان الأجهزة الأمنية والقضائية هي قاطرة الفساد وكل انتهاكات حقوق الإنسان فيها لهذا نرى المجتمع الدولي لم يصدم ويصاب بالدهشة من التقرير الأخير لمنظمة هيومن رايس بخصوص العراق بل اعتبره تحصيل حاصل . وبسبب الكوارث المتتالية التي حلت بالعراق بعد 2003اصبحت كل دول العالم تعرف بان كل الذي جرى بالعراق هو أاستبدال نظام قمعي علماني يهدد أبناء شعبه و العالم ومصالح القوى الكبرى بنظام قمعي متطرف طائفيا وفاسد يهدد أبناء شعبه فقط لأنه منغمس في حرب أهلية لانهاية لها دفاعا عن اليقين المذهبي المقدس والفرهود ولهذا فهو في أسوء الأحوال أفضل من إي نظام بديل يذكرهم بكابوس النظام السابق اما العراقيون ليذهبوا الى الجحيم وهم مايذهبون اليه فعلا منذ أكثر من عشر سنوات فهم لعقدين فشلوا بتخليص أنفسهم من نظام صدام الدكتاتوري القمعي وحينما سقط بتدخل خارجي عام 2003 اختاروا ديمقراطيا نظاما طائفيا متطرفا مقدسا أكثر قمعا من النظام الساقط ومرتبط عقائديا بأكثر أنظمة العالم تطرفا وإرهابا وفسادا وهناك اعتقاد شائع ألان أثبتته التجربة العراقية وهي ان الشعوب المتطرفة لاخيار لها الا صناعة أنظمة متطرفة وقمعية فاسدة مقدسة وهي مصانع للإرهاب والحل هو ان يتركها العالم تغرق في دماءها لتجعلها المأسي التي تمر بها أكثر اعتدالا عندما تشعر ان ثمن التطرف غال جدا . وعندما يقول رئيس الحكومة العراقية ان دول العالم الحر تقف معه في محاربه الإرهاب الذي يصنعه هو ونظامه السياسي بواسطة التطرف والفساد فالرجل لايكذب وهو يقصد انها تقف معه بقتل ابناء شعبه بحجة الارهاب وسرقة امواله وايداعها في مصارفهم لتصبح قروضا ميسرة لمواطنيهم مثل قرض المائة راتب عندنا. والرجل لطالما علق الارهاب على شماعات دول الجوار لانها تخاف وتحمل الضغينة على نظامه الديمقراطي الفريد من نوعه وتوعدها بان هذا الارهاب سوف يرتد عليها يوما ما ونحن ربما نموت ولا نرى متى سيرتد عليها فهذه انقرة والرياض والدوحة وابوظبي وعمان عواصم دول بجوارنا تزهوا بالعمران والامان وبعضها يعج بالسواح الاجانب ولا تسمع فيها حتى (طكة نفاخة ) بينما بغداد تحرق وتدمر كل يوم بالمخخات . لماذا وكيف يحدث هذا. فهل في هذه الدول زعماء يؤمنون بالديمقراطية اوالاعتدال اوالعقلانية حقيقية بينما عندنا زعماء مافيات وعصابات ومليشيات يلبسون قميص الدبمقراطية والاعتدال للتخفي او التقية يعيشون برفاهية وامان في المنطقة الخضراء المحصنه وفي خارجها ينهش اتباعهم ابناء جلدتهم العزل بالمفخخات والعبوات اللاصقة من اجل حفنه من العظام ترمى لهم من هذه المنطقة . والا كيف نفسر اختفاء فخامة(صمام امان العراق) جلال الطلباني لاكثر من سنه ولا احد يعرف هل لازال في هذا العالم ام انتقل الى العالم الاخروهذا لم يحدث حتى في ( العراب ) اشهر افلام المافيات. وكيف نفسر انفجارعشرات السيارات المفخخة كل شهر ولا نعرف رقم واحدة منها ولا مالكها وكل ماسنعرفه بعد شهر تصريح الناطق باسم الداخلية (لقد قبضنا على الارهابيين منفذي تفجيرات الشهر الماضي في عملية نوعية )وما عليك الا ان تصدق حتى لاتتهم بالدعوشة او البعثنة حتى وانت تشاهد مليشيا ارهابية مقدسة تعمل لحساب دولة اجنبية جهارا نهارا تتصرف مثل الحمل الوديع و تقوم بتسليم بعض السيارات التي تفخخها الى الاجهزة الامنية الحكومية بينما تقوم باحيان اخرى بمسك اشخاص تدعي انهم ارهابيين وتحرقهم احياء امام انظار نقس الاجهزة الامنية الحكومية وتنصب من نفسها جيش الشعب وشرطة الشعب بدلا من جيش وشرطة الدولة ولم يحدث هذا حتى في ولاية فشتالة حينما كانت محاكم التفتيش في القرن السادس عشرلا تحرق متهم الا بعد المحاكمة. هذا الرعب الذي نعيشه في العراق في كل ساعة وكل يوم اشبه بيوم المحشرلانعرف متى ياتي دورنا لنلقى في جهنم ونصير قربابا لالهة التطرف الفساد المقدسة في معبد المنطفة الخضراء المقدس حيث تقام مهرجانات للموت العبثي ( الشهادة)المقدس.
مقالات اخرى للكاتب