الشعب العراقي اكتوى واحترق بنار البعث , وقاسى الاهوال والمصائب والمحن وسلسلة من الكوارث, التي دمرت والحقت دمار هائل بالشعب والوطن . ولايمكن ان تشطب او تمحى هذه الذكريات المروعة والمرعبة من ذاكرة الشعب , مهما طال الزمان وتغيرت الاحوال , وتبدلت الالوان السياسية بالعهر السياسي , وبالدجل والتزييف والنفاق والتملق , او بالمساومات بالصفقات السياسية المريبة , او الاختفاء تحت العباءة الاسلامية والتشبث بالدين , او المتاجرة بالنزاهة والاخلاص المزيف بمصالح الوطن وخدمة مصالح الشعب . بسبب ان الجروح العميقة , التي تركتها الحقبة الدكتاتورية , ما زالت تنزف دما وقيحا . وتبقى ذكريات الفترة المظلمة التي طالت لاكثر من ثلاثة عقود , وصمة عار وشنار في جبين اصحاب الزي الزيتوني , مهما كانت مظلتهم , اومهما تشبثوا بالعباءة الاحزاب الاسلامية , او انخراطهم افواجا افواجا في حزب الدعوة , لان الدمار والخراب الذي لحق بالوطن والشعب , يعتبر اكبر جريمة في العصر الحديث وفي تاريخ الشعب العراقي . ومهما ما يتسرب من اخبار ومعلومات خلف الكواليس , او على المكشوف من عقد تحالف مع حزب البعث , او عقد قران سياسي بين السيد المالكي ورموز وعناصر حزب البعث , تحت غطاء المصالحة الوطنية , وعرابها السيد ( عزت الشابندر ) بفتح الابواب مشرعة على مصراعيها لازلام النظام المقبور , وعودتهم لاحتلال مواقع مهمة وحساسة في اجهزة الدولة , وليس الاختصار على مسؤويتهم واستحواذهم على الملف الامني , او عودة القادة العسكريين الى مواقعهم السابقة , بل احتلالهم مواقع سياسية حيوية , بمباركة ودعم السيد المالكي , ورعايته القانونية وتبرئتهم من كل الجرائم التي تلطخت ايديهم بدماء الشعب , وعودتهم بقوة الى الواجهة السياسية , ان هذا القرار الذي اتخذه السيد المالكي يمثل انهيار للعملية السياسية . وان الدولة العراقية تسير رويدا رويدا الى احضان البعث , من اجل الحفاظ على كرسي السلطة والنفوذ والمال . ان الاعتقاد السائد في عقل وتفكير السيد المالكي , بان التحالف مع حزب البعث سيقود الى ضمان التشبث بالكرسي وتجديد ولايته للمرة الثالثة , ان هذا الوهم الخيالي والخاطيء , يدل على العقم السياسي وقصور فادح بالرؤية السياسية , وانفصال بشكل كلي عن الواقع السياسي , والجهل الخطير بهموم وطموح وآمال الشعب وتطلعاته السياسية , وان هذا الحلف غير المقدس , سيجلب الخراب والدمار والتمزق والعواقب الوخيمة , ويدل على انزلاق خطير نحو الهاوية , ويمثل بدون شك , بان السيد المالكي اسير تحت رغبات السياسية لمكتبه البعثي , , وسيقود العراق الى نفق مظلم , لان البعث يملك قدرات هائلة على التلون السياسي والخداع والدجل والغدر والتنكيل باقرب حلفاءه المقربين . وان هدف البعث كما صرح ابرز قادته الان ( خضير المرشدي ) بان حزب البعث لن يهدأ لهم بال ولا يستقر بهم الحال , إلا بتصفية العملية السياسية وهدمها بالكامل وانهائها وتخليص العراق وامة العرب من شرورها . ان نزوات السيد المالكي تصب في عودة الدكتاتورية من جديد , وهذا استفزاز واستخفاف بمشاعر الملايين من ابناء الشعب , ومن الشهداء والضحايا , ومن عوائلهم وايتامهم والمظلومين , الذين تعرضوا الى صنوف الارهاب والاضطهاد . ان تكريم ومكافئة فدائيي صدام , الذين شملتهم رعاية السيد المالكي , بعدم حرمانهم من حقوق التقاعد ورد اعتبارهم السياسي , وكذلك تعديل قانون المسائلة والعدالة ( قانون اجتثاث البعث ) بما يتلائم مع اجواء المصالحة الوطنية , وهذا يحتم على كل القوى الوطنية والاسلامية والشريفة والمخلصة لتطلعات ومصالح الشعب , بالوقوف وقفة جدية ومشرفة بوقف هذا الانزلاق الخطير , ومنع عودة البعث من تسلق على السلطة من جديد , ومنع انهيار العملية السياسية وحرق الوطن , وذلك باتخاذ اجراءات شجاعة وجريئة بتحمل مسؤولية الشعب , بنزع الثقة عن السيد المالكي وحصره في زاوية ضيقة , وعدم التصويت على قراراته التي تخص حزب البعث وافشال مخططاته الجهنمية , وانقاذ الشعب من الوقوع في براثن البعث , وفضح الغزل مع البعث وتهشيمه حفاظا على سلامة الشعب والوطن.