في مقابلة خاصة و ما أكثرها على شاشة " العراقية "مع السيد نوري المـالكي , قال دولة السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ( علماً بأنه لم يدفع حتى بدل نقدي مثلي!) ووزير لعدة وزارات أمنية مهمـة منها " الداخلية" و"الأمـن" و"الـدفـاع" ولو إن السيد الدكتور سعدون الدليمي وزير "الـثـقـافة" يداوم بوزارة " الدفاع" ليمشّـي أمــور الوزارة ويضع توقيعه " الثـقـافـي" على قرارات يتـخـذهـا السيد المـالـكي ؟!! ليعــم الأمــن والأمــان في ربـوع عـراقـنا الكبيـر !
قـال السيد المـالكي رداً على تساؤلات مقدم المقابلة "الخاصة" عندما سـألـه عن عدم حضوره الى مجلس النوّاب رغم إستدعائه من قِبَل السيد أسامه النجيفي رئيس مجلس النوّاب الذي صـوّت علـى منصب رئيس الوزراء أو مجلس الوزراء الذي ليس له قانون لحد الآن رغـم مرور" 10 "سنوات عـجـاف على النـظـام الديمقراطي الذي جاء بعد سنين "أعجف" من نظام تعسفي ظالم ودكتاتوري , فاشي ومجرم وغير إنساني والى آخـره من الأوصاف غير الشريفة والنزيهة التي تليق بنظام البعـث "الصدّامي" البغيض , ولو إني أعـتبر مجرد كلمة البعث هي وصمة عار ما بعده من عار كلّلت هامات العراقيين لمـدة 35 عامــاً وكانت سـبــة ونقصان وخسة على من حملهـا ! وكنت أتحسّس منـها وأخـا ف كلما ذُكرت أمـامي أو طــرقــت مـسـامـعـي كخوفي من جرذام أو مرض سرطاني خبيث! قال السيد المالكي رداً , إنهـا دعاية إنتخابية
وحلف بالعباس " لو حضرت لقلبت الدنيا" ! هنا حمدت الله وشكرتـه لإنقاذه شعبنا مـن "الإنقلاب" على رأسـه وإلا لكانت عواقبه – هذا الإنقلاب- كبيرة على أبنـاء شعبنا , إذ ستـكون هـامات رأسـه على الأرض مـمـا سيصيب الرؤوس بالصلع وهو يسير بشوارع العـراق " المحفّرة" والمطبات والنزلات ! ونحن بدورنا نشكر السيد رئيس الوزراء الذي رأف بحال شعبنا وأبقاه يسير على رجليه بدلاً من هامته لو حضـر جلسة إستجواب في مجلس " النوّام" عفواً " النوّاب" الذي لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا وبحثها وناقشها وسبر أغوارها ودرسها بتمعن ودراية وتوجس حتى يصل الى قرار يفيد به الشعب العـراقي ويخرجه من الظلمة الى النور بعد أن جلس طويلاً في نفق البعث المظلم الحالك الظلام ! آه ثم آه , الله سـتـر وحفظ وخفف على شعبنا بعد أن قـرّر السيد المالكي عدم حضور جلسة المجلس "الموقر" وإلا لكانت معركة مجلجلة , تشهر بهـا سيـوف"الكلمات" وأسلحة " المماحكات" وعندها يقلب السيد المالكي الدنيا على رؤوس "النوّاب" وخاصة رأس النجيفي الذي ليس له قـرار و لايعرف كباقي "شلة" السياسيين الذين إبتلى بهم العراق "ساسه من راسه" وعندها سيسير الجميع على هاماتهم وتُحَف صلعاتهم و الأصلع منهم يذوب جلد هامته سريعـا بعد أول زحفة على الهامات !
نحمد الله كثيراً على عدم حضوره وإلا لألقمهم حجراً بعد حجـر ولَدَحَـضَ أقوالهم بـحـقـائـقـه , فالأمـن يـعـم بغداد وضواحيها وخاصة "المنطقة الخضراء" وليس هناك " تفجيرات" من أي شكل ولون , البنى " التحتية" لم يبقى على تحقيقها وتنفيذها سوى توقيع مجلس "النوّاب" الذي يتثاوب ويتمغط ويفتح عيونه العمشة رويداً رويداً , سوف يقلب الدنيا لأن أقوالهم هي " زوبعة" في فنجان الإنتخابات , ودعاية لجلب الأصوات من الأحياء والأمــوات ! لو حضـر السيد الرئيس لأخرسهم بطروحاته وألجمهم بمنجزاته , وقلب عاليهم سافلهم !
في الديمقراطيات القديمة والمعتقة , يحضر كل المسؤولين – بريطانيا مثلاً- ليتناقشوا بحدة ويعترضوا ويقاطعوا الرئيس إذا لم تعجبهم كلمة وليس قرار أو بيان أو عـملية إرهابية قتلت العشرات كما يحدث كل يوم في العراق , أو مشروع وهمي فيه رائحة فساد كما يوجد في العراق , أو إغتيالات بكاتم الصوت في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الناس وعلى مدار السنة
ويستقيل رئيس الوزراء أو الوزير إذا حدث حادث أو نكبة أو عاصفة ترابية أعمت عيون البشر وسببت لهم جـرح أو أي ضـرر أو خـدر ! ونحن في العراق وبعد عشر سنوات أي بعد إسقاط الصنـم لم تقم لنا قائمـة من رقيّ وتنمية وبنى تحتية وقوانين حياتية كقانون النفط والغاز وقانون الإنتخابات وقانون الأحزاب وقوانين تضع حداً لتعاسة وكآبة العراقيين وإنما قامت قوائم من كل نوع آخـــــــر – أي من كل زيج ركعه- قائمة الشمعة – حتى تضئ الطريق للشعب بدلاً من الكهرباء – وقائمة المواطن والمواطن آخر من يعلم بنواياها وشعاراتها ! وقائمة دولة القانون ولم نر قوانين عصرية إلا بما يفيد هذه الفئة أو تلك ! وقائمة موحدون ووطنيون وفضيلة وأحرار والعراق الموحد وديمقراطيون وغيرهـا من الأسماء الطنانة والرنـّانة وما أجمل هـذه الأسمـاء , وما أعظمهـا ولكنها مجرد شعارات جوفاء , فلا الأحـرار يريدون الحرية لشعبنا ولا الفضيلة في الفضائل تسبح و لا القانون في الدولة يحكم و لا الموحدون يريدون العـراق موحداً أوحدا , و لا الديمقـراطيون للعراقيين موئلاً ومسنـداً .
نحمد الله إن السيد المالكي لم يحضر وخاصة في هذه الأيام الإنتخابية الهائجة المائجة وإلا لأكتسح القوائم قاطبة بفضل إنجازاته وإنجازات قائمته العتيدة بسن وتطبيق ورص وتعميق ونشر القانون بكل صدق ومحبة ومساواة وحرص حتـى أصبح العــراق واحــة للـراحـة والمـحـبـة , يتـزاور العـراقـيـون مـن والى كل مـحـافـظة , عبد الـزهـرة يزور الأحبة في الأنبار فيـلـقـى كل الحب والإعتـبـار ويزور إبن البصـرة البار – أقصد الذي يبر وليس المشرب والخمّارة والعياذ بالله- مدينة أربيل فيحتفى به بكل تبجيل ويدار بـه مـن دار الى دار ويذهـب النجفـي الى المـوصل فتفتح بـوجهـه كـل الأبواب والمفاصل وما أن يدخـل " الشروكي" الى تـكـريـت حتـى تـقـام علـى شـرفـه الحفلات والولائم بدون تبديد أو وعيد وعندما يطل عـمـر إبن الأعظميـة بطلعـتـه البـهـيـة تـهـلهـل كـل حسناوات الكـاظمية.

كل هـذا والكل سعيد والعمـر مديد والرئيس المالكي ذو الرأي السديــد لـن يحضــر ليدلي بما يجيد من الكلمات حتى لـو طلب منه الشعب كلـه وليس النجيفي وأحباره ومقتدى وأحراره وعلاوي وأطـهـاره والـعـلوانـي وأبـراره والمطلك وأشـراره والحكيم الذي لا تنطفئ نـاره و لا مـسـعـود اللي عـلـى الجـبـل واقـف والبيش مركه دايـر مـا داره ولا حتـى أوبـامـا اللي تورط بهل المصايب وما شايف لـهـا حل و لا جـاره .

**** عند الشدائد تـعـرف الإخــوان وعند الإنتخـابـات تـعـرف النـفـاق والشعارات والكـلام المعسـول , عندما أستمع الى آراء " المرشحين" لإنتخابات المحافظات , أقفـز فـرحـاً ويـرقـص قـلـبـي طـربـاً وتمتلئ نفسي حسـداً لشعبنا على ما سيقدمـه هذا المرشح أو تـلـك " المرشحـة" من إنجازات سيعيش بعدها شعبنا هانئاً سعيداً مطمئناً , خالي البال من كل شائبة وكآبة وأهوال ولكن حينمـا أسـتـرجـع شعـارات "مسؤولي" المحافظات الحاليين والتي كانت شعـاراتهم غاية في الرقة والدقـة و الثقة والصدق واللطف والعـفـة وأرى ما فعـلوه وقدمـوه لمدنهم وقراهم وشوارعهم وأبناء جلدتهم أجد إن " كلام الليل يمحوه النهار" وكلمات " إن شاء الله" و "بإذن الله" و " توكلت على الله" وغيرها من جمـل تخديرية يضحكون بهـا على السذج والبسطاء ويظهرون أنفسهم طاهرين مطهرين , لا يأتيهم الباطل من خلفهم و لا من أمامهم , ورعون , مؤمنون ولكن حينما يصعدون المناصب , يأتون بكل قريب وصاحب ويبلعون الشعارات وينسون المصائب والمتاعب التي جاءوا من أجل إزالتها بكل حنكة وأفعالهم يشوبها شائب وألف شائــب.

*** كتب لي أصدقائي مستفسرين عن سبب غياب مقالي الإسبوعي , ولـم يدروا إني عانيت ما عانته إسرائيل من قرصنة على مواقعها الألكترونية , وهجم عليّ "الأنتيموس" وأنا العبد الفقير للاب توب , ولم أسلم مـن هجوم أنواع الفيروسات الخبيثة والتي جعلت كمبيوتري كعصف مـأكول , ورغـم التغيير والتبديل في الوندوز ووضع مضادات وهاونات ومدافع قاذفة للفيروسات إلا إن اللاب توب ما زال يعاني مـن هـزال وخوار ودوار وإختلاط الحابل بالنابل , وهذا المقال جاء بعد جهد جهيد وتحايل على عصابات الفيروسات والأنتيموس ولف ودوران حتى وضعت آخــر الجملة نقطـة