نجح ائتلاف المالكي بفضل ماكينة الاعلام الكاذبة في تسويق فكرة ان حكومة المحاصصة هي أس مشاكل العراق وان الوزراء يخضعون لارادة كتلهم وليس لارادة رئيس الوزراء وبان البرلمان يعرقل عمل الحكومة وانه لولا المحاصصة لنجح المالكي على كافة الصعد والى غيرها من الترهات التي انطلت وللاسف على السذج والجهلة حتى وصل الامر ان احد قيادي حزب الدعوة وفي معرض اجابته عن سبب غياب اي تكريم للشهيد الصدر فاجاب مدعيا انها المحاصصة التي تمنع ذلك والى غير ذلك من الاكاذيب والتبريرات الواهية التي يسوقها المالكي لتبرير فشله وفساده وطغيانه.
فعراق اليوم لاتوجد فيه حكومة محاصصة بل حكومة اغلبية سياسية من ائتلاف دولة القانون وحلفائه وفي طليعتهم جبهة الحوار التي يتزعمها نائبه المطلك والتي انضم لها مؤخرا سعادة النائب المناضل مشعان الجبوري. فهم يهيمنون على عشرين وزارة من وزارات الحكومة ولم يترك لباقي الشركاء سوى ثمان وزارات بدأ من وزارة الداخلية والدفاع والامن والمالية والاتصالات والكهرباء والتربية والزراعة والتعليم العالي والبيئة والنقل والعدل والنفط والشباب والرياضة وحقوق الانسان والثقافة والصناعة اضافة الى منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الذي يشغله الشهرستاني ومنصب رئيس الجمهورية الذي يشغله الخزاعي فالمالكي وحالفائه يهيمنون على عشرين منصبا تنفيذيا ويقولون حكومة محاصصة.
هذا فضلا عن احكام قبضة المالكي على الهيئات المستقلة بدأ من هيئة النزاهة والمفوضية العليا للانتخابات والبانك المركزي وديوان الرقابة اضافة الى هيمنته على السلطة القضائية وبشكل مطلق فماذا يقصد المالكي بحكومة الاغلبية السياسية اوليست الحكومة الحالية حكومة اغلبية سياسية ؟ ام ان مفهوم الاغلبية يتحقق بالاستحواذ على وزارة الخارجية الناجحة وتحويلها الى فاشلة ووزارات التخطيط والاسكان والبلديات والمرأة والتجارة فهذا كل ما تبقى لباقي الكتل. وفي ظل حكومة الاغلبية الحالية فشل المجلس في استجواب المالكي او احد وزرائه ولو لمرة واحدة فاي عرقلة قام بها المجلس لعمل المالكي؟ لقد جرب العراقيون حكومة الاغلبية السياسية الحالية بقيادة المالكي التي فشلت فشلا ذريعا في تحقيق اي انجاز وعلى مختلف الصعد فهل ستسمح القوى الوطنية للمالكي بتكرار هذه التجربة المثيلة؟
وهل يمكن للقوى السياسية ان تثق مرة اخرى بوعود وباتفاقات المالكي التي وضعها تحت قدميه ؟ لاشك بان هناك اجماع اليوم على عدم اتاحة الفرصة للمالكي لتدمير ماتبقى من العراق ولذا فان حلم المالكي في اعادة تشكيل حكومة اغلبية سياسية هو كعشم ابليس بالجنة. والواقع ان حكومة الاغلبية السياسية مطلوبة اليوم اكثر من اي وقت مضى ويجب تشكيلها من دون ائتلاف دولة القانون وقائمة العربية الارهابية والفضيلة وتيار الاصلاح الذين عاثوا في الارض فسادا وملؤوها بالرذيلة عليهم ان يجلسوا على مقاعد المعارضة بعد ان دمروا البلاد فالمجلس الاعلى الذي ليس لديه اي وزير في الحكومة والتيار الصدري الذي قدم اروع نموذج في الحكم الا وهو القديس علي دواي والتحالف المدني قادرة على تشكيل حكومة اغلبية سياسية بالاتفاق مع باقي القوى الاخرى فهذه هي الفرصة الاخيرة لاصلاح الاوضاع وبغير ذلك فان العراق مقبل على انهيار تام ولن تقوم له قائمة بعد اليوم.
مقالات اخرى للكاتب