Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المثقفون الأوروبيون يحذرون من انتخاب أصدقاء إسرائيل
الثلاثاء, أيار 13, 2014
صائب خليل

في الوقت الذي يتدافع بعض المثقفون العراقيون للدفاع عن أصدقاء إسرائيل وانتخابهم، فإن المثقفين الأوروبيين يحذرون مواطنيهم من هؤلاء ويخبرونهم أنهم يمثلون خطراً على أمانتهم الأخلاقية.  

 

يتساءل أنتوني لاوسن في فلمه الوثائقي المعنون بنفس السؤال: "ما الذي يعني أن تكون صديقاً لإسرائيل"؟ ويجيب: "أي صديق لإسرائيل يجب أن يكون مستعداً لـ "غض النظر" عن أفعال لم يكن مستعداً للتغاضي عنها لو أنها وقعت في محيطه". الفلم جدير بالمشاهدة بالتأكيد.(1)

 

فعبارة "غض النظر" هي المحور الأساسي المنتظر من تلك الصداقة: أن تغض النظر أي أن تؤيد أو تتساهل في موقفك من عمل سيء. 

وليعطي لاوسن مثالاً على ما يقصده، يقدم لنا لقطة لجنود إسرائيليون يعتقلون طفلاً فلسطينياً لا يتجاوز الستة سنوات من العمر وهو يصرخ خائفاً لأنه قذف سيارتهم ببعض الحجارة، ويساأ لاوسن مشاهد الفلم: ما هو موقفك من هذا لو أنه حدث في الشارع الذي تعيش فيه؟ هل تعترض على معاملة طفل في السادسة من العمر وكأنه مجرم كبير العمر لأنه قذف ببعض الحجيرات، أم أنك سوف "تتغاضى" عن ذلك؟ 

في اللقطة التالية يعرض فلسطينياً يتعرض للتعذيب الإسرائيلي أمام الناس لأنه طلب من الجنود أن يتعاملوا برفق مع الأطفال، وكان الجنود قد استعملوا ضدهم رشاش الفلفل، ويضع منتج الفلم السؤال أمام مشاهده ثانية: ما هو موقفك؟ هل تستنكر أم "تتغاضى" عن ذلك لو حدث حيث تعيش؟

ومرة أخرى يعرض لاوسن لقطة لجنود إسرائيليون يتعاملون بعنف شديد مع فتاة كانت ضمن متظاهرين ضد الجدار العنصري، ويتساءل ثانية إن كنت سوف "تستنكر" أم "تتغاضى" عن ذلك؟ ويجيب عن السؤال بالقول: بأنه بالنسبة لإسرائيل فأن ذلك التغاضي جزء من الصفقة: أن تحبني وأن تحب جداري (للتمييز العنصري) وأن تتساهل مع معاملتي الوحشية لجيراني الذين هم ليسوا أكثر من قطيع من الماشية على أية حال. 

 

ثم يقدم الفلم لقطات من الحرب الإسرائيلية على غزة بكل وحشية مشاهدها وأرقام حقائقها، حيث يقول جوناثان ميلر: لقد غطيت أخبار الزلازل الأرضية والتسونامي لكني لم أشاهد مثل هذه المشاهد (التي تركتها البلدوزرات الإسرائيية والجيش الإسرائيلي الذي مر من ذلك الطريق). ويسأل منتج الفلم مشاهديه مرة أخرى: ما هو موقفكم؟ هل تستنكرون هذه الأعمال أم "تتغاضون عنها"؟ 

 

ثم بعد ذلك يعرض الفلم الأساليب التي يستعملها الإعلام لتشويه الأخبار ونقلها بشكل يدفع بالناس إلى "التغاضي" عن جرائم إسرائيل، مثل قول مراسلة البي بي سي "إن الإسرائيليين الذين هبطوا على سفن أسطول الحرية كانوا لا يحملون أسلحة قاتلة، لكن كل منهم كان يحمل مسدساً!!".

ويستمر منتج الفلم في عرض مظاهر التزوير الإعلامي الذي يتعرض له المشاهد والسياسي الأوروبي والعالمي فيما يتعلق بجرائم إسرائيل، واختيار شخصيات تتميز بـ "صداقة إسرائيل" لنقل تلك الأخبار بالشكل "المناسب" الذي يشوش الصورة على منظومة الأخلاق الإنسانية الإعتيادية التي تستنكر في العادة مثل تلك الأعمال، وتحدث فيها التشوه المناسب لكي "تغض النظر" عنها عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. 

 

ويعرض الفلم لقطة عاجلة عن التأثير الإسرائيلي في أميركا وسيطرة أيباك الإسرائيلية على القرار السياسي الأمريكي ويشير إلى عملية نقل التجربة نفسها إلى أوروبا، حيث يتم جمع ألاف البرلمانيين والسياسيين من "أصدقاء إسرائيل" لتزوير الحقائق، ويكشف الفلم أن الشعارات المغلفة بعبارات السلام والإنسانية ليست سوى أكاذيب وأن هؤلاء "الأصدقاء" لم يجمعهم إلا الرشوة أو الإبتزاز. ففي أوروبا ـ "مثلما هو الأمر في أميركا، فمن الصعب على أي مواطن أن يحتفظ بمنصب سياسي تمثيلي إن لم يكن مستعداً لـ "غض النظر" عن الجرائم المزرية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين وبقية جيرانها". 

 

ويختتم الفلم بالتساؤل الساخر بمرارة من عنصرية عبارة "الشعب المختار" في قوله "هل هناك ما نستطيع نحن، الشعب "غير المختار" أن نفعله تجاه هذا الأمر؟ نعم هناك، إلا إذا كان لديك استعداد أن تنتخب من يمثلك، ممن هم مستعدين "للتغاضي" عن هذه الأفعال: ليس من أجل الله، ولا من أجل المسيح، ولا بإسم الله، بل بإسم الفلسطينيين والسوريين وأي شعوب كانت إسرائيل قد قررت السيطرة عليهم أو سحقهم، ومن أجل إنسانيتك ذاتها...في الإنتخابات الأوروبية المقبلة: لا تنتخب صديقاً لإسرائيل!". 

 

****

 

لنقارن ما فعله هذا المثقف الغربي الذي أنتج الفلم بما يفعله بعض مثقفونا في ذات الموضوع، لعلنا نرى بوضوح أكبرما يدور حولنا. هذا الرجل يقول بصراحة: لا تنتخبوا صديقاً لإسرائيل! وهي نفس الدعوة التي وجهتها ضمناً بفضحي حقائق مثال الآلوسي ونوع الإسرائيليين الذين يتعامل معهم مثل موشي يعالون – أحد أشد الإسرائيليين وحشية ولا إنسانية –  والإحتجاج على "التيار الديمقراطي المدني" الذي لا يجد سوى رمز إسرائيل ليستضل بضله، وكأنه يطمئن أميركا وإسرائيل، انهم ليسوا ضدهم وضد مصالحهم وأجنداتهم في بلاده ذاتها، ولسان حاله يقول: أنظروا .. رموزكم معنا... ونحن مستعدين للتحالف معكم! عندما أحتججت على ذلك التحالف المشين في مقالة أو تعليق كان الرد عنيفاً من "أصدقاء إسرائيل" الجدد (والقدماء، السريين والعلنيين)، فغضب موسى فرج على التعدي على الرمز "الوطني" مثال الآلوسي، وانقلب من علماني مدني إلى "شيعي" يمثل الـ "80%" ويحميهم من السني صائب خليل الذي يحمل القرباج ليضربهم كما فعل عزت الدوري. 

و فيما بعد، وعلى مقالتي علق الكاتب اليساري(؟) "يوسف آلو" في انفجار منفلت: "وراء مقالتك هذه ثمنا باهضا مدفوعا" و "زيارة مثال الآلوسي لأسرائيل حينها كانت بدعوة من منظمات المجتمع المدني وها أنت قد قلبت الأمور عكسا على عقب وجعلت مثال الآلوسي عميلا وجاسوسا ومجرما وكأن اليهود ليسوا بشرا وليس من حقهم العيش على أرضهم الأصلية التي سلبتموها منهم أنتم!!! كما سلبتم أراضي الآخرين الذي كانوا أصحاب الأرض الأصليين وجعلتموهم اليوم أقليات!" 

 

لندع التهمة بالرشوة تمر دون تعليق، ولكن من "نحن"؟ إن كان العلماني يوسف آلو يضعني أنا العلماني المسلم مسؤولاً عن تاريخ المسلمين فهل يقبل أن أضعه مسؤولاً عن تاريخ المسيحيين؟ ومن هم "أصحاب الأرض الأصليين؟" الذين "جعلناهم "أقليات"؟ متى؟ إنك تحتاج إلى اعتناق أشد النظريات العرقية الصهيونية تطرفاً لتتبنى مثل هذه الأفكار. 

 

كل هذا يكشف الكثير من الحقائق الخطيرة عن رؤية بعض اليسار (السابق؟) بإسرائيل ونظرتهم إليها تذكرنا بيساري (سابق؟) آخر هو الدكتور كاظم حبيب الذي ما إن وجد نفسه في وكر إسرائيل العراقي الآمن - كردستان، لم يتردد بالتصريح بأنه مع التصالح مع إسرائيل وإقامة العلاقات معها، متلاحقاً نفسه بإضافة تذييليه بأن إسرائيل يجب أن تعطي حقوق الفلسطينيين الخ.. 

 

ويذكرنا كذلك بدفاع الدكتور عبد الخالق حسين عن الموساد(!) وإصراره أنها ليست هي التي قتلت العلماء العراقيين بل أن "البعث" هو الذي فعل ذلك! وكذلك دفاعه مع عزيز الحاج عن زيارة مثال لإسرائيل ومصافحة الطالباني لإيهود باراك.... وفي كل من هذه المواقف القدر الكبير من "غض النظر" المنافق الذي تتطلبه "صداقة إسرائيل" كشرط أولي أساسي.

 

هذه المواقف تكشف مدى هشاشة القشرة الثقافية العلمانية واليسارية لدى بعض مدعيها الذين يقفزون فور إثارتهم إلى أقصى انتمائهم الطائفي والديني، ولا يكتفي واحدهم بنسيان كل ثقافته اليسارية المؤسسة على الإنسانية والعدل، بل يذهب البعض ليكشف تبنيه موقفاً صهيونياً واضحاً بل ومتطرفاً من قضايا المنطقة، فأي اهتراء يلف مثقفي العراق، وما مدى تغلغل هذا الخلل المعلوماتي والأخلاقي فيهم يا ترى؟ وهل هؤلاء هم كل من يمثل التماهي العراقي الجديد مع إسرائيل، ام أننا لا نرى إلا رأس جبل الجليد العائم؟ إن كل مثقف، وخاصة اليساريين منهم، مدعوون إلى تبيان موقفهم من إسرائيل ورموزها بوضوح، فلم يعد هناك شيء واضح في العراق. 

 

أود أن أوضح أني لا أدعو هنا إلى "الحرب" ضد إسرائيل، كما اتهمني أحدهم في سياق هذا الأمر، بل إني أدعو إلى الإبتعاد عنها و"الخوف" من خطرها، الذي لم يعط حقه أبداً، وتم التشويش عليه من قبل تلك المواقف وتلك الشخصيات إضافة إلى الإعلام الأمريكي في العراق. أريد أن أضيف أن هذه الشخصيات التي ذكرتها، ليست شخصيات منافقة في طبيعتها حسب علمي، لكن ما أن تأتي إسرائيل أمام البعض حتى يفقدوا كل قدرتهم على القياس الأخلاقي ويتحولوا بقدرة قادر إلى كائنات هزيلة شعارها الأساسي هو "غض النظر" عن مواقف مشينة لا يليق بالإنسان الذي يحترم مبادئه أن يغض النظر عنها. وهذا هو التدهور الأخلاقي الذي كشفه الفلم المذكور اعلاه بشأن ظاهرة "التغاضي" عن جرائم إسرائيل محذراً من المعنى الأخلاقي المدمر لذلك الموقف. 

 

إنهم من أجل تبرير الخطأ، يتحولون إلى بهلوانات لفظية تتقافز بين المعاني لتوهم مستمعها بصحة موقفها. فيوسف آلو يحول موقفي من إسرائيل إلى موقف من اليهود، رغم أني لم آت بذكر اليهود بأية إساءة في تلك المقالة أو غيرها، مثلما حول موسى فرج الموضوع بقدرة قادر إلى موضوع طائفي ليحمي الـ 80% من سكان العراق من "قرباجي"، وعبد الخالق حسين لم يجد سوى سلة الموساد ليضع بيضه فيها ، بلا أي إحساس بالمسؤولية عن سمعته، والدكتور كاظم حبيب يتحدث عن العلاقة مع إسرائيل بإيجابية، مضيفاً شروطاً يعلم أنها خيالية ولا توجد أية مناسبة لتوقع حدوثها، وموحياً بشكل ضمني لمن يسمعه بأن الأمور تتجه إلى هذا الإتجاه في الوقت الذي تسير إسرائيل في الإتجاه المعاكس تماماً، وينتظر من الإنسان السوي أن يصرخ منبها إلى ذلك الخطر بدلاً من الإيحاء بشكل غير مباشر بزواله. إنه لا يقول شيئاً خطأً من الناحية القانونية والحسابية لكنه يوحي بما هو خطأ، تماماً مثل بعض من يكتب ويلح بالكتابة، ربما عن حسن نية، عن اليهود العراقيين الذين يغنون الأغاني العراقية في إسرائيل. إنه لا يقول كذباً، بل يوحي بما هو كذب: إنه بتركيزه على هذه الناحية دون غيرها، يوحي لمن يقرأه أو يسمعه بأن إسرائيل ليست سوى مجموعة عراقيين مهجرين تغني الأغاني العراقية القديمة، لا أكثر، وبالتالي فلم الخوف منها؟

 

إن كان لـ "صداقة" إسرائيل معنى أخلاقي إنساني مؤذي فقط بالنسبة للأوروبي، فإنها بالنسبة لمن يسكن هذه المنطقة ويتعرض لخطر إسرائيل المباشر وإهانة إسرائيل واستخفاف إسرائيل ومطامع إسرائيل التي لا حدود لها، وعدوانيتها واستعدادها التام لضرب كل من لا يروق لها، فإنه يدل إضافة إلى ذلك الخلل الأخلاقي، على أنعدام القدرة على تقدير الخطر، وعلى مشاعر عميقة بالإحساس بالدونية، فلا يقبل بمعاملته ومعاملة أهله معاملة علنية عنصرية متدنية من أحد، إلا من كان لديه إحساس شديد بالدونية، يبلغ حد المرض النفسي.  

 

لقد فشل مثال في تسويق القبول العلني لإسرائيل في العراق حتى اليوم، كما فشل ممثلوا التحالف الكردستاني قبله، لكن إسرائيل لا تيأس بسهولة، ولا تدع لـ "أصدقائها" أن يخلدوا للراحة. إنهم إن كانوا اليوم لا يكشفون أنفسهم إلا حين يزيح الغضب حذرهم، خشية رد الفعل العام على هذا الموقف المؤسف، فنحن الذين نرى إسرائيل دولة عنصرية معتدية ومعادية للعرب وللمسلمين وخطرة عليهم وعلى كل شعوب المنطقة، نحن الجانب الذي سيتوجب عليه الحذر غداً وأن لا يكشف موقفه إلا بانتباه، إن استمر الحال في التدهور في العراق والعالم، وسمح لهذه الآراء الغريبة أن تحتل الشارع وتسيطر عليه وترهب من عداها. إنها تكشف اليوم في تعليقاتها المنفلتة تلك، ما ينتظرنا منها إن صار لها السلطة الكافية لكشف مشاعرها الحقيقية علناً. لقد لاحظت بالفعل أن مقالاتي التي تتعرض لإسرائيل هي التي تهاجم أكثر من غيرها وصار منذ الآن على من يتكلم بالضد من إسرائيل أن يحسب حساب "أصدقاء إسرائيل" وأخلاقيتهم المبنية على "التغاضي" الأعور عن حقائقها الخطرة. إنها علامات تنبيه يجب التوقف عندها، فإسرائيل إن دخلت بلداً، مدت أذرعها إلى مفاصله المحركة، فلا يحس أصحابه إلا وقد إستولت على السلطة فيه، وجعلت مواطنيه بشراً من الدرجة الثانية، محرومين حتى من حق الإحتجاج وممنوعين من الشكوى يتم إخراسهم بتهم جاهزة وإعلام جبار كما يحدث اليوم في أميركا وأوروبا. إن أوروبا وأميركا تئنان من "صداقة" إسرائيل و "أصدقاء إسرائيل"، ويرسل مثقفوها الأكثر جرأة وأمانة صرخات التحذير، فكيف بالعراق وأمثاله إن دخلته إسرائيل علناً؟ 

رابط الفيلم 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.49574
Total : 101