بغداد – كعادة حكومة نوري المالكي، فبعد أن تغسل يديها من دماء العراقيين الذين يسقطون بسبب الفوضى السياسية وأنعكاسها على الشارع الشعبي، يخرج علينا نوري المالكي بصورة المدافع عن الشعب العراقي، ويندمج في دور البطل من خلال إجتماعات وقرارات محاسبة وإقالة بحق المقصرين وأجراءات أمنية وعسكرية على أرض الواقع.
المالكي وبعد اليوم الدموي الأبشع في الفترة الماضية، ووقوع تفجيرات إرهابية في عدد من المحافظات والمدن العراقية ومنها العاصمة بغداد، أستهدف أغلبها زوار الإمام الكاظم (عليه السلام)، قرر تعطيل الدوام الرسمي في العاصمة يوم غد الخميس. وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ إن "الحكومة قررت تعطيل الدوام الرسمي ليوم غد الخميس في العاصمة بغداد لتسهيل عمل القوات الامنية ولإنسيابية حركة زائري الامام الكاظم".
ويصادف يوم السبت المقبل ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم سابع ائمة أهل البيت (عليهم السلام)، إذ يقصد مرقده الشريف في مدينة الكاظمية عشرات الالاف من الزائرين من مختلف المحافظات العراقية لإحياء ذكرى وفاته.
في غضون ذلك دعا المالكي، إلى اتخاذ اجراءات صارمة بحق القادة الامنيين "المقصرين" في اداء واجبهم، محذراً من استمرار الخلافات السياسية وانعكاسها على الواقع الامني في البلاد.
جاء ذلك خلال اجتماع امني عاجل عقده المالكي مع القيادات الأمنية في البلاد لمناقشة اسباب الخروقات الأمنية الأخيرة، والذي حذر من خلاله المقصرين بعقوبات قاسية في حال وجود تراخي أمني.
وقال المالكي في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي اليوم الأربعاء أثر ترؤسه إجتماعاً ضم عدداً من آمري ألوية الجيش والشرطة إن "الأمن هو البوابة لتحقيق كل طموحاتنا وتطلعات المواطنين وفسح المجال لعملية البناء والإعمار وإقامة الدولة العصرية والمستقرة".
وطالب المالكي بـ"إيجاد السبل الكفيلة بمعالجة بعض الثغرات التي يستغلها الإرهابيون والجماعات الداعمة لهم والمستفيدة من أعمالهم".
وشدد المالكي على "ألاّ يكون هناك استرخاء من قبل قواتنا في أداء واجباتها أو الغفلة عن هؤلاء"، داعياً إلى "إتخاذ إجراءات صارمة بحق من يثبت تساهله وإهماله في أداء الواجب".
وحذر المالكي من "الخلافات السياسية التي تقف عند حد معين، مما قد ينعكس سلباً على الوضع الأمني".
وعلى الرغم من سقوط العشرات من القتلى والمئات من الجرحى في التفجيرات الإرهابية التي شهدتها بغداد والمدن العراقية، كذبت قيادة عمليات بغداد إحصائيات القتلى والمصابين وأدعت كاذبة وبكل أستهتار وصلافة أن التفجيرات التي حصلت اليوم ليست خرقا أمنيا.
وقال الناطق الرسمي بأسم عمليات بغداد العقيد ضياء الوكيل، أن التفجيرات التي استهدفت العاصمة اليوم لا تعد خرقا نوعيا للأمن، ولفت إلى أن حصيلة تلك التفجيرات بلغت 47 شهيدا وجريحا، في حين أكدت مصادر أمنية وصحية عراقية بأن تلك التفجيرات أسفرت عن مقتل وجرح ما لا يقل عن 88 شخصا بينهم زوار وعناصر أمن.
وقال الوكيل في حديث لعدد من وسائل الاعلام خلال تفقده لساحة عقبة بن نافع وسط بغداد التي شهدت تفجيرا بسيارة مفخخة، إن حصيلة التفجيرات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد بلغ نحو 12 شهيدا و35 جريحا، مبينا أن "هذه الحصيلة اعتمدت على معلومات قدمتها وزارة الصحة".
وأضاف الوكيل أن "الحصيلة النهائية للتفجيرات ستصدر بعد إعداد وزارة الصحة لتقرير نهائي عن أعداد القتلى والجرحى"، مؤكدا بكل صلافة ومستهينا بدماء الضحايا أن "تفجيرات اليوم تمثل جرائم إرهابية ونهجا تكفيريا ولا تمثل خرقا نوعيا للامن".
ولفت الوكيل الى أن "قيادة عمليات بغداد اتخذت عددا من الاجراءات لحماية حشود الزائرين المتوجهة لزيارة مرقد الامام موسى الكاظم في منطقة الكاظمية".
من جانبها أفادت مصادر أمنية وصحية عراقية في العاصمة بغداد، اليوم الأربعاء، بأن ما لا يقل عن 88 شخصا بينهم زوار وعناصر أمن سقطوا بين شهيد وجريح في سبع هجمات شهدتها بغداد نفذت بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وهجمات مسلحة وبقذائف الهاون. وذكرت المصادر إن "نحو 39 شخصا استشهدوا وأصيب نحو 49 في حصيلة اولية للهجمات التي شهدت العاصمة العراقية بغداد، صباح اليوم".
وكانت مصادر أمنية وصحية عراقية ذكرت، اليوم الأربعاء، أن ما لا يقل عن 293 شخصاً بينهم زوار وجنود وعناصر أمن سقطوا بين قتيل وجريح في أكثر من 32 تفجيراً نفذت بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وهجمات مسلحة وبقذائف الهاون وضربت ثماني محافظات عراقية، كان أعنفها في بغداد وبابل.
وتأتي هذه التفجيرات بالتزامن مع إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد الإمام موسى الكاظم عليه السلام الموافق الخامس والعشرين من شهر رجب، والذي يصادف السبت المقبل، وسط تصاعد خطير للأزمة السياسية بين السياسيين العراقيين، حيث دعت العديد من الكتل السياسية وعلى رأسها الأكراد والعراقية والتيار الصدري لسحب الثقة البرلمانية عن المالكي وحكومته.
