هاهي دولة حمودي تشيع الى مثواها الأخير في مزبلة التاريخ. فهذه الدولة التي رأسها أمين عام أعرق حزب اسلامي في العراق يدعي الاقتداء بسيرة اهل البيت لم تكن سوى نسخة مشوهة من تجارب حكم اعدائهم التي سادها الفساد والطغيان والجهل والتخلف .
لم يستهدي زعيمها باي قبس من سيرة علي ابن ابي طالب الذي يتشدق باتباعه بل لم يستهدي حتى بسيرة زعماء عراقيين عظام كالزعيم عبدالكريم قاسم. قدم اسوأ تجربة اسلامية في العصر الحديث على صعيد جميع الاحزاب سنية وشيعية. احال العراق الى خراب واصبحت مرتعا لشذاذ الآفاق ودعاة التكفير وواحة للفاسدين .
حول الدولة العراقية العريقة الى ضيعة يتحكم بها حفنة من الجهلة والاغبياء والشرهين يقودهم ابنه احمد وصهريه حسين وصخيل وابناء خالته ، حتى اصبحت قرارات الدولة تطبخ في هذه الدائرة العائلية الصغيرة التي تتحكم بها ابنتيه. لم يعد يقيم وزنا لبرلمان او لحزب او لشخصية سياسية او لمرجعية دينية فكان مصداقا لقوله تعالى (إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى).
صفقت له مافيات الفساد في الداخل والخارج وعيونها ترنو كل عام نحو موازنة مقدارها لا يقل عن 100 مليار دولار وكيفية اقتسامها بين عائلته واعوانه. سخر السلطة القضائية التي اصبحت مطية بين يديه يوقظها في الساعة الثانية عشر ليلا ليقدم شكوى ضد رئيس الجمهورية ويتم في الصبح النظر بالشكوى عبر الهاتف ويصدر القرار ظهرا في واحدة من اسرع القرارات في تاريخ المحاكم العراقية.
لتطبل لللقرار شبكة إعلام دولة حمودي التي يرأسها الشبوط لتثير الرأي العام وتحرضه على الاخرين لقرار تافه لاقيمة له . عاثت قوى الارهاب دمارا في العراق وابو حمودي يصر على استخدام اجهزة فاسدة لكشف المتفجرات استوردها وكيل وزارة داخليته ليقتل بها العراقيين. وبعد ان اصدر 127 نائبا في التحالف الوطني قراراهم بترشيح الدكتور حيدر العبادي لمنصب رئيس الوزراء ظهر المالكي يرعد ويزبد مدعيا انه صاحب الحق الشرعي علما بانه لم يتبق معه سوى 45 نائبا في افضل الاحوال ان لم نقل 28.
وهكذا كشف المالكي عن تشبثه بالكرسي بل كشف عن جنونه فهل يمكن بهذا العدد تشكيل حكومة مقابل حكومة سيشكلها العبادي وهو ليس بحاجة الا الى اصوات 38 نائبا من القوى الاخرى؟ ولكنها عمى البصيرة وغشاوة كرسي الحكم التي تشل القدرات العقلية. اراد المالكي بنفسه ان يشق طريقه نحو مزبلة التاريخ لانه اولا لم يف بوعده الذي قطعه على نفسه بعد اندلاع ربيع العرب عنما قال لن ارشح لولاية ثالثة.
واختار المالكي مزبلة التاريخ لانه لم ينصت لاصوات القوى الوطنية التي نصحته مرارا بالا يرشح نفسه للمنصب لان القوى الوطنية الاخرى لن تقبل به في وقت العراق فيه بامس الحاجة لحكومة وحدة وطنية غير انه اصر مراهنا على شراء اصوات النواب والاحزاب كما كان يفعل كل مرة.
واختار المالكي مزبلة التاريخ مأوى له عندما عندمالعب لعبة سمجة لا اخلاق فيها ولاقيم عندما ادعى ان كتلته هي الاكبر وفي ذات الوقت الذي يدعي فيه انه عضو في التحالف الوطني وفي ذلك سقوط مابعده سقوط. واختار المالكي مزبلة التاريخ نهاية له عندما خرج يرعد ويزبد ويهدد مع 28 نائبا بائسا يتقدمهم الفاسدين والفاشلين على صعيد تحقيق الامن والمصالحة وهما عدنان الاسدي وعامر الخزاعي وصهريه والطائفية البعثية حنان الفتلاوي مهددا العراقيين بجحيم.
نعم لقد اختار المالكي هذه النهاية بنفسه بعد ان رفض الخروج المشرف من السلطة ولازال مصرا وحتى مقتله او اعتقاله . وهكذا اختار المالكي مزبلة التاريخ مثوى له لانها نهاية كل طاغية فلقد طغى المالكي وملأ العراق فسادا وشوه صورة الاسلام وفكر اهل البيت عليهم السلام فباء بخزي الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر وصدق تبارك وتعالى( فاما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى) فابشر يامالكي بنار تلظى مع اسيادك خلفاء بني العباس الذين رفعوا راية مظلومية اهل البيت للوصول للسلطة فما هم الا قدوة لك وما انت الا امتداد له.
مقالات اخرى للكاتب