تضمنت جلسة مجلس النواب المخصصة للتصويت على حزمة أصلاحات رئيس الوزراء استعراضاً ( للموبايلات), وأفخم البدلات الرسمية الرجالية, وآخر صيحات الموضة النسائية, ناهيك عن أستعراض مكيفات الهواء, ففي جانب واحد فقط من قاعة المجلس كان هناك 15 (سبلت), ولا نعرف أسباب عدم التزام أعضاء المجلس بإطفاء الكيزر!
الأمر الملفت في هذه الجلسة هو حضور النواب, الذي لم يشهد المجلس مثله من قبل ألا في يوم أداء اليمين, وأستلام منحة ال 100 مليون لتحسين المعيشة !
بدأت الجلسة بإلقاء رئيس المجلس كلمة حماسية, تقدم فيها بالشكر والتقدير للمتظاهرين, ولأعضاء مجلس النواب( الي منعرف شمسوين)؟
بمجرد أن أنتهى رئيس المجلس من قراءة خطة د. حيدر ارتفعت الأيادي, مؤيدة في العلن, و ربما ما خفي في النفوس كان أعظم؟, وبعد ذلك شرع النوب بالتصفيق الحاد وكأنهم أفتتحوا قناة الجيش, التي ينتظرها أهالي بغداد, منذ خمس سنوات لغاية الآن ولا نعرف ما الذي سيفعله أعضاء المجلس , لو أنهم أفتتحوا قناة السويس, بضفتين في غضون عام واحد كما فعل السيسي؟
مجلس النواب أرتضى لنفسه أن يتخلى عن دوره, وهو الذي يمثل السلطة التشريعية والرقابية ,ولم يشرع قراراً واحداً يثلج صدور العراقيين, يتعلق بقضايا الفساد الكبيرة, أوبجريمة العصر سبايكر, بل وقف موقف المتفرج مما حصل, وأكتفى بأن يصوت على ما يقدم أليه, بل أن بعض الأعضاء وافقوا مجبرين, على خطة رئيس الوزراء, خوفاً من سخط المرجعية وغضب الجماهير.
في أرشيف المباريات الكروية أقيمت مباراة بين السعودية والمانيا, في حقبة الثمانيات والى الآن يتذكرها الجمهور الكروي, ليس في العراق فحسب , بل ففي عموم الوطن العربي, ما يميز تلك المباراة عبارة ( معلش يمحيسن ) التي كان يرددها المعلق السعودي آنذاك.
تمكنت المانيا من تسجيل ثمانية أهداف على السعودية, ومع كل هدف تسجله المانيا كان المعلق يردد (معلش يمحيسن, معلش يعويضان ) في محاولة منه لمؤازرة لاعب الدفاع, وحارس المرمى, الذي وقف متفرجاَ أمام سيل الأهداف الألمانية, بل أن المانيا لم تكتف بما سجلته, فكثفت هجماتها في الدقائق الأخيرة, طمعا بهدفٍ آخر لأن محيسن أكتفى بأن يكون متفرجا, ولم تسجل السعودية في تلك المباراة سوى هدف واحد, عبر عنه المعلق بأنه هدف لكل العرب! لا أعرف لماذا خطرت في ذهني عبارة معلش يمحيسن , أثناء متابعة جلسة مجلس النواب؟
مقالات اخرى للكاتب