مرّت يوم أمس الذكرى الرابعة عشر لـ "اليوم الأسود " على أكبر هجمة إرهابية تهز العالم، تضرب معاقل أمريكا وتهز أوصال أوروبا، وترّمي بمخلفاتها في حاويات انقاض الوطن العربي !!
نعم؛ لقد أصبحت أحداث 11/سبتمبر "عقاب جماعي" للعرب والمسلمين؛ ما زالنا ندفع ثمنه فواتير طوال دفعا بـ"الأجل"؛ على شكل "أقساط مُرّيحْة"، أما لماذا مكان التنفيذ للهجوم والتوقيت والدلالات فلها حساباتها السياسية التي وعينا عليها لاحقاً؛ _ أو ربْما لم يعّيها الغالبية حتى اللحظة عن قصد _؛ حيث كان الكثير من الشباب العربي الثائر فرحاً مُثلج القلب؛ مُمتناً لأسامه بن لادن على فعلته (!!)؛ هاتفاً بروحه؛ مصفقاً له لدوره (!!)؛ نتيجة ضعف الوعي وجهل التفكير والحسابات البعيدة المدى، كان يجدر بنا تقديم الشكر للمخابرات الأمريكية؛ لأنْ بصمْات الجريمة والتخطيط كان أمريكي غربي بامتياز، وكانت أدوات التنفيذ تحمل بصمة عربية وإسلامية بالمرة !!
لم يكن العقل العربي بادئ الأمر قادراً على الأقناع بأن "رائحة المؤامرة" من أحداث مانهاتن تفوق رائحة البارود والرصاص (!!)؛ لأنه كان يتمنى أي خبر يسئ أو يضر بمصالح أمريكا والصهيونية، مهما كانت الجهة المنفذة وأسمها وهويتهّا وعنوانها؛ وأمريكا حققت للعقل العربي هذه "الرغبة المُشينْة" تساوقاً مع فكرتها الماسونية المسمومة والموسومة: "البحث عن عدو افتراضي" فوجدت في الإسلام والعرب هو العدو أو "الخطر الأخضر" كما أسمته الدوائر الغربية؛ فصنعت كارثة مانهاتن حتى تبرر حربها على العرب والمسلمين وتبقى مُطمئنْة على تدفق البترول والموارد العربية في خزانتها؛ الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني؛ ومصالحها هي الأخرى.
ما حدث في نيويورك لا يخرج عن الصناعة الغربية والأدوات الإسلامية، فنحن نؤمن بأنْ الحركات الإسلامية هي بالأساس "صناعة غربية" رعتهّا ودفعت بها وساعدت على ظهورها المخابرات الأورو _ أمريكية؛ ونجحت في ذلك على الأغلب الأعم؛ وما زالت على حلف وطيد و"عِروةٍ وثقى" معها؛ غالباً ما يجتمعون في "الحديقة الخلفية" للبيت الأبيض؛ لأن الإسلاميين يخجلون من الظهور الإعلامي إلى جانب الشخصيات الأمريكية حتى لا تهتز ثقة مواطنيهم جمهورهم المغمور؛ وهم مقبلون على السلطة وخوض الانتخابات وبحاجة إلى كسب ود الجماهير من خلال "الدوغماتية" العقدية التي تلعب دور الاستقطاب الجماهير للإسلاميين.
وباعتبارنا ننتمي للمدرسة "الباراغماتية" في التحليل السياسي الموضوعي نلتمس إنْ نتائج "غزوة مانهاتن" كانت بمثابة "التحالف المدنّس" التآمري من الداخل (الإسلامي) مع الخارج (الغرب الأورو _ أمريكي) على العرب والمسلمين.
مقالات اخرى للكاتب