Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المسدس والفيروز
الأحد, أيلول 13, 2015
انعام كجه جي

تستعجل متاجر الثياب، مع بدايات الخريف، وتعرض للزبائن أحدث ما ابتكره المصممون للشتاء الآتي. إن المصممين مثل الضرائر في الأفلام، يتنافسن على الزوج لكنهن يتفقن سوية على إقلاق عيشته بالشكاوى وبقصص المكائد. ويبدو أن أساطين الأزياء قد اتفقوا، هذا الموسم، على تسميم عيشة القوم الطيبين المسالمين وقرروا أن يكون اللون الخاكي، أو الكاكي، هو موضة الشتاء. ماذا يمكن أن تفعل «الناس الرايقة اللي بتضحك على طول»؟ هل بقي في بلادنا ناس «رايقة»؟
والموضة مثل التاريخ، تعيد نفسها. ففي سبعينات القرن الماضي، غزت الثياب العسكرية المتهرئة أجساد الأولاد والبنات وصارت لها دكاكينها الخاصة. وكانت حرب فيتنام قد انتهت وبدأ الجنود العائدون محاولات مضنية للخلاص من ذكرياتها المريرة. رموا بزاتهم الكاكية في حاويات الزبالة. وانتشلها تجار «السكند هاند» وجعلوا منها موضة للشبيبة. سراويل عريضة متهدلة وفانيلات مثقوبة وقمصان بجيوب كبيرة وقبعات فقدت الرؤوس التي لبستها. كان اعتماد تلك القيافة نوعًا من الاحتجاج الفوضوي على المؤسسة العسكرية وعلى العقلية الحربية التي ترسل للموت بشرًا في زهرة العمر.
حصل الأمر نفسه، أو ما يشبهه، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. ورأينا قبعات الجيش الأحمر ونياشين الجنرالات تباع على الأرصفة في صوفيا وبلغراد وبراغ، وفي دكاكين الأنتيكا و«سوق البراغيث» في باريس، وبسطات بورتوبيللو في لندن. وكان من يقتني تلك المخلفات خليطًا من شباب شاهدوا الحرب في السينما وسمعوا عنها من آبائهم ولم يعرفوها، أو رفاقًا عقائديين سابقين انهارت أحلامهم في الاشتراكية ولم يحتملوا رؤية رموزها مبذولة ومبتذلة على القارعة. ولعل من يشتري وسامًا بائدًا يرحم عزيز قوم ذُل.
وابتهج القلب وهو يتابع، قبل فترة وجيزة، خبرًا سعيدًا من بغداد. خبر لا يحمل رماد المفخخات ولا هتافات المظاهرات ويرأف بالعباد من مسلسل النهب والفساد. فقد أقامت وفاء الشذر، وهي مصممة عراقية للثياب، عرضًا لأزيائها في قاعة أنيقة من قاعات مدينة كانت عاصمة لـ«التبغدد» والدلال. وكانت صور العارضات تبعث على الأمل وهن يتمخطرن بالثياب الحديثة أو بالزي الهاشمي، وبينهن من حملت رسمًا للمغني ناظم الغزالي على حاشية الفستان. ثم جاء مشهد أطاح بالفرحة من «فوق النخل» إلى أسفله. طاخ. ما الحكاية؟ من الذي سمح لهذا الشاب مفتول العضلات أن يعتلي مسرح العرض وهو يرتدي الكاكي ويتمنطق بمسدس على طريقة مفوضي الشرطة في المسلسلات الأميركية؟
قيل إن المصممة أرادت أن توجه تحية للجيش العراقي وهو يخوض حربًا ضد الجماعات الإرهابية، فاختارت تقديم بعض الأزياء القتالية. حسنًا يا سيدتي وفاء الشذر. إن من حق المجند أن يكون أنيقًا يحب الثياب مثل بقية شباب العالم. لكن اجتماع لقبك الجميل المقرون بالشذر، وهو الفيروز بلهجتنا، مع سلاح يُطلق الرصاص، يستعصي على ذائقتي. هل هو قدر مكتوب على رجال البلاد أن يعيشوا الحرب بعد الحرب وأن يرتدوا ذلك اللون جيلاً بعد جيل؟
تذكرت آلاف الجامعيين والجنود المكلفين الذين أدوا الخدمة العسكرية بأضعاف المدة المقررة لها. وكانت مفردة «تسريح» هي الحلم الذي يداعب مخيلة كل واحد منهم ومخيلة والدته أو حبيبته. تنتظر أن يخلع الكاكي لكي يفلت من بين فكي الموت ويتزوج وينام قرير العين. لكن التسريح تأجل سنة بعد سنة. وحين تنفس الصعداء بعد انتهاء حرب إيران، جاءت حرب الكويت وسيق إلى المسلخ مجددًا. وكان الكاكي قد تحول لدى البعض إلى اللون الزيتوني. وهو مصطلح قد لا يكون له وقع على القراء العرب لكن العراقيين يفهمونه جيدًا. وقد ارتدى زميل لي بزة عسكرية زيتونية اللون، يأتي بها إلى العمل كل يوم ولا يخلعها حتى فاحت ريحتها. لماذا لا تغسلها يا فلان؟ إنها هدية من قائده وهو لا يريد أن تتبدد أنفاس القائد منها.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44513
Total : 101