أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قرارا بتأنيث كليات التربية للبنات فيما يخص الكادر التدريسي في ايام وزير التعليم العالي السابق علي الأديب وبدات الوزارة والجامعات والكليات بتطبيقه الان وهنالك عدة ملاحظات نحب ان نشير لها فيما يخص هذا القرار اولا ادعى بعض السياسيين الذين تبنوا هذا القرار على الأقل في جامعة البصرة ان هنالك الكثير من العوائل في البصرة تطالب بسياسة الفصل في التعليم العالي وانا باعتباري استاذ في كلية التربية للبنات قبل ان تولد هذه الكلية وإعلامي متابع للشان السياسي والتعليمي في البصرة والعراق لم اسمع في يوما ما ان احدا في البصرة على الأقل طالب بسياسة الفصل في التعليم. ثانيا ان سياسة الفصل في التعليم تحتاج الى فصل تام للإناث عن الذكور وهذا غير موجود أصلا في كلية التربية للبنات في جامعة البصرة فهذه الكلية التي تأسست منذ اربع سنوات تقع داخل مجمع باب الزبير الجامعي وتحيط بها كليات مختلطة وتقع في وسط الموقع وبالتالي الاختلاط حاصل أصلا اثناء دخول الطالبات او خروجهن او حتى اثناء الاستراحة من خلال الذهاب للكافتيرا او الذهاب للمكتبات للاستفادة من المصادر او المراجع او للمطالعة وارتياد معارض الكتاب او أية نشاطات جامعية اخرى .ثالثا ان تأنيث الكادر التدريسي يشكل طعنا في سمعة الاستاذ فهذا الاستاذ نفسة سيذهب الى كلية اخرى حتى وان كانت مختلطة فإن فيها طالبات فماذا تغير ؟ فهو ايضا سيقوم بتدريس طالبات ايضا أليس هن طالبات ايضا ويجب الحفاظ عليهن من هذا الاستاذ ؟ رابعا من خلال استطلاع الاّراء للطالبات في كليات التربية المراد تانيثها اتضح ان اغلب الطالبات معترضات على هذا القرار وان حتى الطالبات اللائي جائن من اجل التأنيث لا يرغبن بالاستغناء عن الكادر التدريسي الرجالي علميا واخلاقيا اداريا فهن يتعبرنهم مثل آبائهن تربويا كما انهم اكثر استفاده منهم علميا . خامسا بالمقارنة مع اقرب دولة إسلامية لنا هي الجمورية الإيرانية الاسلامية نجد ان التعليم الجامعي مختلط وان هناك ابداع ونجاح علمي باهر وان الضوابط والقوانين الاسلامية مطبقة وليس هناك اي فصل جنسي في الجامعات وهي دولة إسلامية تطبق نظام إسلامي يعتمد ولاية الفقيه اما نحن في العراق فان النظام جمهوري تعددي فيدرالي يعتمد الاسلام مصدر أساس للتشريع فلا اعرف ماهي الحكمة من هذة الحملة للفصل بين الجنسين في وقت دخلت فيه آليات عصر العولمه الى كل دولة ومدينه وشارع وزقاق وبيت وغرفة ؟!! سادسا ان الحكمه الألهية قائمة على ثنائية الذكر والأنثى وأنها أساس الإبداع والاستمرار في الحياة بشروطها الدينية المعروفة في كافة الأديان والمذاهب فلماذا لا نؤكد على أشاعة روح واصل ثقافة الثنائية الموجودة في الكتب السماوية بدلا من اتباع سياسات سطحية فاشلة . سابعا ان التعليم العالي في العراق أساسا يعاني من المحاصصة والحزبية وسوء الادارة وتراجع واضح في المستوى العلمي كان الاجدر بالوزارة معالجة هذه المشاكل قبل ان تقفز الى خطوة فاشلة اخرى .
مقالات اخرى للكاتب