داعش يخسر "ولاية" صلاح الدين ويدعو الهجرة الى افريقيا
قال المتحدث باسم تنظيم "داعش" الارهابي، أبو محمد العدناني الشامي يوم 7 مارس 2015، إن أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم، قبل بيعة جماعة "بوكو حرام" النيجيرية. الشامي قال في كلمة صوتية نشرت على صفحات منسوبة للتنظيم بمواقع التواصل الاجتماعي، إن [الخلافة تتمدد، متابعا: ابشركم بامتداد الخلافة إلي غرب أفريقيا، فقد قبل الخليفة أبو بكر البغدادي بيعة إخواننا في جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد بوكو حرام، فنبارك للمسلمين واخواننا المجاهدين في غرب أفريقيا ببيعتهم]. وتابع في كلمته التي حملت اسم (فيقتلون ويقتلون) صدرت يوم 12 قال في كلمة صوتية نشرت على صفحات منسوبة للتنظيم بمواقع التواصل الاجتماعي يقول فيها [(..) فلن تعجزه أفريقيا، فهلموا إلي دولتكم فإنا نستنفركم للجهاد، ونحرضكم للهجرة إلى اخوانكم في غرب أفريقيا ولئن كنتم تطمحون في الموصل أو جرابلس أو درنة أو غابة في أدغال نيجريا أو السيطرة على عشش في صحراء سيناء، فإننا نريد باريس قبل روما، ونريد كابول كراتشي، والرياض، وعمّان، وأبو ظبي وغيرها].
رسائل داعش الاستخبارية الى مقاتليه
نشر (اعلام ولاية صلاح الدين) مقطع فيديو لتنظيم داعش وهم يقومون بجريمة بشعة اخرى يظهر فى اول الفيديو هادي العامري زعيم (جماعة بدر) الشيعية في العراق وهو يقول لأهالى تكريت كفا حيادية ويجب عليكم ان يكون موقفكم واضح اما تكونوا مع العراق او تكونوا مع الارهارب والذى سوف يكون مع داعش سيكون حسابة عسير وفى اقرب فرصة ممكنة. ويظهر بعد ذلك اربع اشخاص وهم يرتدون بدل الاعدام بالون البرتقالى بعنوان (تصفية خلية تابعة لما يسمى بصحوات فرسان العلم) وهي اشارة الى الحشد الشعبي من عشائر صلاح الدين التي التحقت بالقتال الى جانب القوات الحكومية العراقية ضد داعش.
أعلن الجيش العراقي في الاول من مارس 2015 عن انطلاق عملية تحرير محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم "داعش". وانطلقت العملية العسكرية من عدة محاور بمشاركة الجيش والشرطة ومتطوعي الحشد الشعبي ورجال العشائر تحت عملية "لبيك يا رسول الله" بمشاركة نحو ثلاثين ألف من قوات الجيش والشرطة ومتطوعي الحشد الشعبي مدعومة بالمئات القطع الحربية من الدروع والدبابات وبمشاركة واسعة للطيران العراقي. شهد التنظيم الكثير من الانشقاقات في اعقاب مجزرة ال بونمر في محافظة الانبار العراقيىة فقداعلنت عشيرة البو نمر يوم 31 أكتوبر2015، عن سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" على المنطقة، رغم تحذرات سابقة، التنظيم ارتكب مجازر ومقابر جماعية ضد عشيرة ال بو نمر بعد اعدامه اكثر من اربع مائة من المدنيين. وفي اعقاب اعدام الشهيد معاذ الكساسبة، حيث نشر التنظيم مطلع فبراير 2015 مقطع الفيديو، يظهر فيه اعدام تنظيم "الدولة الاسلامية" الطيار الاسير الشهيد معاذ الكساسبة، والذي كان سابقة لم تشهدها الحروب ولا الجماعات الارهابية "الجهادية" وهي بطريقة الحرق.
هروب مقاتلي داعش
هذه الممارسات الوحشية لتنظيم داعش احدثت انشقاقات وهروب واسعة داخل التنظيم وتحديدا بين المقاتليين وبعض القيادات الميدانية. وفي اعقاب تصاعد ضربات التحالف الدولي وتقدم القوات العراقية في مدينة صلاح الدين وبعض مناطق محافظة الانبار، خسر التنظيم عدد من قياداته وكذلك مصدر رئيسي لتمويل التنظيم وهي مصادر الطاقة من منابع النفط ليصل به الحال ببيع حثث الرهائن. شهادات بعض المنشقين من داخل التنظيم، اظهرت تقليص رواتب المقاتلين عند داعش فبعد ان كانت تصل الى 600 دولار للمقاتل العادي انخفضت الى النصف تقريبا. إن تضيق الخناق على داعش واستشعار التنظيم بمعركة الموصل القادمة التي ستكون كسر ظهر للتنظيم، دفع العديد من الشباب وخاصة من المقاتليين الاوربيين للهرب والعودة الى اوطانهم عبر الاراضي التركية. كشفت تقارير اعلامية تناولتها قناة العربية، عن نشر التنظيم شبكة من عناصره الاستخبارية عند الحدود التركية السورية لتعقب الفارين وتدقيق هويات والمستمسكات الشخصية الى المسافرين. وكشفت المعلومات بان التنظيم احتجز مطلع شهر مارس2015 العشرات من الفارين عند الحدود التركية السورية منطقة (الباب) وكذلك في دير الزور اثناء محاولتهم الهرب، هذه المحاولات جائت في اعقاب تصاعد العمليات العسكرية للقوات العراقية في صلاح الدين وكذلك الضربات الجوية الى التنظيم في الموصل وكذلك تقدم البيشمركة باتجاه الموصل بعد سيطرته على مناطق (زمار). التنظيم خسر الكثير من المساحات الجغرافية التي كان يقف عليها وخسر الكثير من منابع النفط منها ابار ال بوعجيل في صلاح الدين والقيارة في الموصل وكذلك في كركوك. وتقول"العربية نت" أن "الدواعش" يراقبون الإنترنت لجمع المعلومات عن ناشطين فيها ويقدمونها للمكتب الأمني "فيشكل بدوره خلية سرية لاعتقال الناشط أو قتله عند الإمساك به" كما قال. يشار ان حسابات التنظيم على تويتر انخفضت الى اكثر من 70% مما شكلت خسارة التنظيم وسيلة دعائية ومصدر لتدفق مقاتليه. الباحثة دالية يزبك في مركز كارنجي للابحاث، ذكرت ان اعلان بيعات لتنظيم داعش في بقاع العالم مثل افريقيا افغانستان او الجزائر لايعني ان التنظيم اكتسب قوة عسكرية ومقاتليه، هي مجرد اعداد صغيرة لا تمثل قوة عسكرية للتنظيم.
من الطرق التي يقوم بها بعض مسلحي "داعش" قبل الانشقاق هي محاولتهم سرقة أوراق ثبوتية وهويات شخصية من سكان محليين "يشبهونهم (بالأعمار والملامح) للفرار منتحلين شخصيات أصحابها إلى المناطق التي تسيطر عليها "جبهة النصرة" بشمال وغرب حلب، أو إلى تركيا" التنظيم بدأ يلصق التهم الى مقاتليه ويقوم باعدامهم علنيا وهو يبعث رسائل من خلاله بانه قادر على تعقب عناصره استخباريا. التنظيم فقد الكثير من حلقته المغلقة التي كانت تقدر ب 4000 مقاتل ماقبل يونيو 2014 والتي قفزت كثيرا بعد ذلك لتصل الان الى مايقدر 120 الف مقاتا بينهم 20 الف مقاتل اجنبي وخمسة الاف مقاتل من اوربا.
التنظيم توسع افقيا وعموديا في اعقاب ذلك وماحدث ويحدث من انشقاقات حالية هي حالة متوقعة في تركيبته البنيوية مثلما حدث الى سلفه تنظيم القاعدة، التنظيم يشهد حالة التراجع والتدني، لكنه مازال فاعلا ويحاول رص صفوفه داخل الحلقة التنظيمية المغلقة. الاستخبارات العراقية وكذلك الاستخبارات الاقليمية وعشائر المنطقة الغربية استطاعت من احداث خروقات استخبارية داخل التنظيم نتج عنها حالة من فقدان الثقة بين القيادات ومقاتلي التنظيم.
انكسار التنظيم في خطابه الاعلامي
لقد جائت رسالة العدناني عن لسان خليفته ابو بكر البغدادي في رسالته الاخيرة ضعيفة وتعكس انكسار التنظيم ومقاتليه، وهي محاولة من التنظيم لرفع معنويات مقاتليه اما خسارته العسكرية في مدية صلاح الدين وسابقا في مدينة كوباني السورية وزمار في معقل "ولاية" الموصل. وربما هذه المرة الاولى يشير فيها التنظيم الى القدس الشريف في رسالته بعد ان اعترف التنظيم بأنه اعطى ظهره الى القدس الشريف وعدم مقاتلة اسرائيل الا بعد الانتها من مقاتلة " الروافض والعلويين والصفويين" وغيرهم من الاديان والمذاهب التي تقاتله بينهم أهل السنة. رسالة العدناني الاخيرة استعرضت العديد من العواصم العربية والدولية، والتي تعتبر سابقة وتكرار العدناني الى هذه العواصم يعكس حجم التراجع وكأنه يريد ان يقول ان خسارة "خلافة" البغدادي الى مدينة صلاح الدين لاتحدد مصير التنظيم. الرسالة دعت الى الهجرة الى غرب افريقيا، وهي تعكس احتمالات انحسار التنظيم وتقلصه في سوريا والعراق.
مقالات اخرى للكاتب