ما أن تتشكل الحكومات وتصبح المناصب حكراً على شخص معين هو و حاشيته,سرعان ماتتكون ملحقات الدكتاتورية الأخرى من أعلام ورجال يعرفون بصفة رجال دين,ألا أنهم يحسبون خطئاً على الدين ويدعون أنهم يعرفون الباري جل وعلا,بالاضافة الى المتشدقين والمطبلين والمزمرين,وبذلك تكتمل الصورة ويبدأ الكادر بالعمل كفريق متكامل لخدمة الحاكم الأوحد وبمجرد أن يخطو حاكمنا الجليل خطوة واحدة يبدأ التطبيل والتزمير في الأعلام والصحف,ثم يأتي دور رجل الدين الذي باتت خطبه مدفوعة الأجر,فيستغل منابر خصصت لذكر الخالق جل وعلا ولآل بيت النبوة عليهم وعلى رسولنا الكريم (افضل الصلاة وأتم التسليم),فهم أناس غيروا مجرى التاريخ,وخطوا أسمائهم في العقول والقلوب ومثلهم من يستحق الذكر على المنابر,وأذ نتفاجأ بأن المنابر الدينية قد تحولت الى منابر حكومية تمجد المسئولين والسلطة والقائمين عليها,وذكر أسم فلان وماذا حقق ؟ وماذا أنجز؟وكأنه أفضل من الأمام صاحب الذكرى الذي أعتلى خطيبنا الموقر المنبر ليذكر الناس بمصيبته وسيرته ومناقبه,والمشكلة أن من أمثال هؤلاء يستخدم بيوت الله من أجل الترويج للمشاريع الوهمية ولتغطية الفساد الأداري,وأيهام الناس بأن الأمورعلى مايرام,كيف لا وهو ينعم بخيرات السلاطين,بينما المواطن المسكين الذي يلتجأ الى بيوت الباري جل وعلا ليسمع ما ينفعه في آخرته, بعد أن ضاقت به الدنيا يتفاجأ بأن الخطب التي من المفترض أن تخصص للجانب الديني,والقيمي وتعزيز الجانب الروحي,قد تحولت هي الأخرى الى منابر حكومية سياسية بأمتياز,وربما بعد فترة نجدها تروج لمرشح معين في الأنتخابات,أن المنابر وجدت لخدمة الخالق العظيم,ولآل بيت النبوة وأرتبطت بالتحديد بأسم سيد الشهداءألأمام الحسين (عليه السلام),فأصبحت تسمى بالمنابر الحسينية لأنه رمز الفضيلة والتضحية,والأخلاص لله عز وجل ولرسالة السماء وأسمه وسيرته ومنابره,أطهر من أن تستخدم لخدمة طلاب الدنيا وأصحاب الكراسي الزائلة أن من يسعى لأستخدام سيرة آل بيت النبوة لن يضر الانفسه لأن أسمائهم وتاريخهم,أطهر من أن تستغل لصالح شخص معين,اياً كانت صفته أو منصبه,ومن ألاجدر بوعاظ السلاطين,ممن لايخلوا منهم زمان أومكان أن يثوبوا الى رشدهم,ويراجعوا أنفسهم فقدسية المنابر من قدسية أصحابها ممن أقترنت المنابر بأسمائهم,ولاتحسب بأسم خطيب حصل على أجر معين مقابل أن يمجد المفسدين,من المفترض أن لايحسب هذا الصنف من الخطباء على المنابر الحسينية,بل يجب أن يحسبوا على المنابر الحكومية والأبواق الأعلامية التي تسَوق للناس الزيف والكذب
مقالات اخرى للكاتب