في الوقت الذي صمدت "آمرلي" و"الضلوعية" لأشهر إنهارت محافظة الأنبار في غضون أيام باستثناء بعض مناطقها المقاومة، وقتل قائد شرطتها بعبوة ناسفة، لتكشف عن سيناريو جديد على الطريقة "المصلاوية" تتحالف فيه مليشيات عشائرية وأطراف أمنية من أبناء المحافظة مع الدواعش لاكمال المشروع الأمريكي في العراق.
الإنهيارات في الأنبار سبقها بيوم إعلان نائب رئيس مجلس المحافظة تقديم طلب للبرلمان بالسماح للقوات الأمريكية بالتدخل البري في الأنبار، ثم أعقبه تصريحات مماثلة لقادة سياسيين "سنّة". فأمريكا ترغب بإنشاء قاعدتين عسكريتين في الأنبار ومقر قيادة لمشروع التقسيم. والحكومة العراقية ترفض، والمرجعية العليا رفضت وحذرت من ذلك، ولم يعد من خيار أمام واشنطن غير اللعب بورقة حلفائها "المليشيات العشائرية، والدواعش" للزحف بخطر الارهاب على أبواب بغداد لإجبار الجميع بتقبل تدخلها البري بنفس طريقة تركيا مع "كوباني". ومن المتوقع أن تدفع أمريكا بالدواعش ومليشيات العشائر باتجاه "جرف الصخر" وحزام جنوب بغداد لتهويل الاحساس بالخطر على الحكومة.
هذين اليومين ستسمعون إشـــــاعات كثيرة تتحدث عن هجوم وشيك على كركوك وسامراء، وعن سقوط مناطق في شمال بغداد، وعن آلاف الدواعش يستعدون للهجوم على العاصمة، وغيرها من الإشاعات التي يعتمد عليها الارهابيون في "صناعــة الرعــب" وتهويل قوتهم، وتخويف الساحة الشعبية وإرباك الناس، وتحطيم معنويات القوات الأمنية... فلا تصدقوها، ولا تسمحوا للآخرين بتداولها..!!
ما يجب أن تثقون به هو أن الإرهـــاب مثل النــار، إن لم تجـد ما تأكله ستأكل نفسهــا... ففشل مخططات تمدد الارهاب خارج حواضنه التي ترعرع في أحضانها أججت الصراعات بين أطرافه (دواعش، مليشيات عشائرية، مجلس البعث..الخ)، ودفعت القوى الدولية المتحكمة به لمحاولة صناعة معارك هنا وهناك، وتكثيف التفجيرات، أولاً لاشغال الجميع مؤقتاً عن خصوماتهم، وثانياً لإيهام الآخرين بأن الارهاب مازال في أوج قوته، ومن ثم استغلال ذلك كورقة من أجل بلوغ أهدافها السياسية في التقسيم وتحويل الأنبار الى "محمية أمريكية"، فإلادارة الأمريكية قالتها علناً: أن سبب إختيارها للجنرال (جون آلن) قائداً للتحالف الدولي هو لقوة علاقاته بشيوخ عشائر الأنبار ودوره السابق في تشكيل الصحوات... أي أنه "المندوب السامي" الأمريكي لمحمية الأنبار، عاصمة الأقليم السني...!!
مقالات اخرى للكاتب