Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
في ذكراه الخالدة “الحسين ينهض من جديد".
الخميس, تشرين الأول 13, 2016
عباس علي العلي




قضية الموت والخلود ليست فكرة خيالية من صنع أوهام الأساطير ولا هي قصص تداعب مخيلة الإنسان ليعيش بالظن عمرا أخر أو يحيا في غير زمانه، الخلود تجسيد لقيم الطبيعة أكثر من كونها محاولات بشرية لنيل السعادة المعنوية، الطبيعة بقوانينها المحكمة تقول أن التوافق العقلاني بين الواجب والوظيفة تجعل الفكر أكثر ديمومية في البقاء عما سواه، فكلما كان الحدث طبيعيا بمعنى أنه أصيلا ومستوجب لحاجة الوجود يبقى أثرا دائما وإن رحل الفاعل وأنتهى زمن الفعل، هل أصاب الحسين في نهضته عين الواجب الوجودي وصحح أختلال الموازين فخلده الوجود في ضمير الطبيعة؟.
نعم قتل الحسين ومات الجسد الذي حمل راية التمرد على الأنحراف، وقاد الأقلية الحرة ليصحح خطوة غير طبيعية في مسيرة الإنسان المجرد حين أدى وظيفة طبيعية ولكن بصورة منحرفة، فأنتصرت الطبيعة له وخلدت الفعل حينما حافظت على مسرح الحدث في العقول التي أبت القبول بهذا الأنحراف وتعاظمت بصوت الحرية مديات الخلود، قد يشكل البعض على كلامي حينما أقول أن الطبيعة خلدت الحسين وليس شيئا أخر، أقول كما خلدت غيره من الثائرين حينما حافظت على بصمتهم التأريخية على الوجود، كما تحافظ على قوانينها الخاصة فهي بالنتيجة التي فعلت، أما من أمرها بذلك وكيف لها أن تفعل وهي مخلوقة لخالق، فهذا يعني أن النتائج تجري بأسبابها منها القريبة ومنها البعيدة، والخالق هو من وضع الطبيعة وجعل لها ميزان.
بعيدا عن التأويلات الغيبية ومع إيماننا بالقدر والغيب، لكن من العقل أن نكون منطقيين في تناول فكرة الموت والخلود من ناحية واقعية، نجد أن القوانين الطبيعية التي مثلا لا تقر بالخلود البدني ولا تؤمن بالبقاء الأبدي المادي، لأن الحياة دورة مكتملة تنتهي من حيث بدأت، يبر لنا أن نحكم بحق الطبيعة في الأختيار المحكم وتطبيق كل شروطها وقوانينها على الحدث والفعل والموضوع، وهذا يدفعنا أن نؤمن بأن أي مخالفة للقانون الطبيعي هي مخالفة للرؤية الشمولية الكونية التي تحكم الوجود كله بما في الطبيعة التي نعيشها واقعا، فما كان ضمن السياق الطبيعي للرؤية الشمولية ومتوافق مع الأهداف الفردية والكلية ويتسق في مساراته معها، سيتحول إلى جزء معنوي من هذه الطبيعة ومن هذه الرؤية، وبالتالي وبمفهوم المعاكسة نجد أن أي مخالفة وتناقض مع الدور الوجودي هو تناقض مع البقاء المعنوي.
هذه النظرية لو أمنا بها على مستوى الفهم العقلي لتفسير الأحداث والكشف عن قوة قانون الطبيعة في قولنا أن الحسين وقضية الخلود المعنوي هي قضية طبيعة وقضية الرؤية الشمولية الكونية المحكمة، تؤكد لنا أن الخلود مرتبط أولا بالخيار البشري حين يكون واعيا لحقيقته ومنتبها لدور الوظيفة في تجسيد حالة البقاء المعنوي، فكثيرا هم من قاموا وتمردوا على الحكام وعلى الظالمين وعلى خصومهم، لم ينالوا الخلود المعنوي الذي ناله الحسين بن علي، ليس لأنهم ليسوا أبناء سلالة وليس لأنهم غير مؤمنين بالدين، ولكن الغالب أن وعيهم بالطبيعة بمعنى الحق والوجوب كان على قدر ضئيل من التطابق أو الفهم لذا لم ينالوا الخلود ذاته، وهناك أمثلة حقيقية خلدها التاريخ تشير القراءات العقلية أنهم مارسوا نفس طريقة الحسين بالوعي وإن بدرجات فنالوا الخلود، وهم قد يكونوا ممن لا يؤمن بالدين وقد لا يعرفون ما يعرف الحسين من علاقة بالله والغيب والسماء.
إذن عملية الخلود والموت عمليات طبيعية بمعنى أنها تخضع لتقدير الطبيعة الذاتي وفعلها الواعي، وهذا التقدير والفعل ليس عاطفيا واراديا من قبل الإنسان أو المجموعة تنتمي أو لا تنتمي للفعل أو للشخص، إنما يخضع التقدير في كينونته لقانون محكم بأحكامه وطريق ممنهج بالأصل، لا يعرف التبدل والتغيير والمراعاة الذوقية لحدث أو فعل أو لشخص وقضية، من هنا نفهم هذا التجدد الدائم لقضية الخلود المعنوي في الواقع الإنساني لرموز أتصفت بالعظمة الوجودية وليس بعظمة القوة والسلطة والمال، الحسين كان برغم حجمه الديني رجلا مستضعفا بالمعايير المادية ولا يملك من القوة بمعنى الشرط الترجيحي في الصراع المادي إلا القليل، ولكنه في الجانب المعنوي كان يملك كل القوة التكونية لأنه يفهم الحق وينتصر له، والحق هنا أن تكون طبيعيا في كل شيء ومسايرا للقوانين التنظيمية للكينونة البشرية التي تتلخص في قضية من كان مع الله الذي هو الحق كان الله معه، لقد كان الحسين فعلا شخصا طبيعيا بالمطلق ولم يحاول أن يخرج من منطق الأشياء الصحيحة ولا يعاكس منطق الوجود فهو مارس حريته بقوة كما مارس إنسانيته المطلقة بقوة.
هذا هو سر التجدد وهذا هو سر فعل الطبيعة وهذا هو سر الخلود في القضية الإنسانية، أن تكون كما أنت خاليا من أي تحريف وتزييف وانحراف عن الحق، الحق هنا تثبيت القانون الطبيعي للوجود بأن يوضع كل شيء محله لتنتظم دورة الحياة بطريقة صحيحة دون تعارضات ودون قطع وتناقض في الحركة الشمولية، أنا لا أومن كثيرا بأن الإنسان خارج الحدث والقضية هو من يصنع الخلود لغيره، بسبب بسيط جدا هو أن هذا الشخص هو أيضا خاضع لقانون الطبيعة في الفناء والتجدد، والخاضع في مسألة كلية أيضا خاضع في جزئياته التفصيلية ومنه رغبته وعمله، فلا الحسين يتجدد بإرادتنا المجردة ولا يخلد في ضمائر الأحرار لأنهم يريدون ذلك، ولكن لأنه هو أصلا دخل دائرة الخلود بفعله الطبيعي وبموجب نظرية الخلود ذاتها قبل أن نكون نحن أو يكون الحدث المخلد.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46245
Total : 101