العراق تايمز ــ كتب جمعة عبدالله: ماذا اصاب بغداد من كارثة , حتى تتحول الى مدينة عائمة وسط المياه , كمدينة ( فينيسيا ) وسط البحر ؟ وغرقت بطوفان الفيضان , ودخلت المياه الجارفة الى داخل البيوت , وخاصة المناطق الفقيرة المهملة والمنسية , وهدمت بيوت الصفيح . وانقطعت الكهرباء عن معظم مناطق بغداد , وتحولت شوارعها الى مستنقعات عائمة , وصارت فخ لسقوط المواطنين في البرك المائية , بسبب الحفر والمطبات المائية . ماذا اصاب بغداد من خطب وجلل ولعنة القدر , حين يتحول سكان بغداد كالاجئين يترحلون بالنزوح من منطقة الى اخرى , كأنهم غرباء وطارئين ومنكوبين , كنكبة اهل فلسطين , ماذا اصاب بغداد من عقاب الالهي ولعنة السماء , حتى تتحول بغداد الى مدينة منكوبة , تتعطل فيها الحياة . . انها عقوبة السماء الى المسؤولين الفاسدين والمفسدين , الذين سعوا الى الفساد المالي بشهية جائعة ,ونسوا الاصلاح والبناء والاعمار , وقامة المشاريع الصادقة , التي تحفظ المال والعباد من غضب الطبيعة وكوارثها المدمرة . انها عقوبة سماوية الى المواطن , الذي وضع مصيره ومستقبله وحياته , في قبضة افاعي الفساد , كأن يرهن حياته على كف عفريت , , انها ضربة ماحقة , ليستيقظ المواطن من سباته العميق , وغفوته المريبة , ليستيقظ من مورفين الطائفية , التي جلبت البلاء والمصائب لحياته اليومية , هكذا يلتقي الارهاب والطائفية والفساد المالي في بوتقة واحدة , لتمنح جهنم بالمجان دون مقابل , او بدون ثمن , هكذا حولوا صعاليك الزمن الاغبر , بغداد الى مدينة ترثي حالها ورحيلها , بالتخلي احبابها عنها , وتركوها وحيدة تعاني الموت السريري , لان مواطنيها عشقوا الذل والمذلة والهوان , حين منحوا ثقتهم بهؤلاء الثعابين ومنحوهم اصوتهم الانتخابية , حتى صاروا رقم انتخابي مضمون ومؤكد في جيوبهم , حتى لو قطعوهم الف قطعة , حتى لو صلبوهم الف مرة , فانهم يعودون وينتخبونهم الف مرة بخشوع كخشوع العبيد , فاقدي الكرامة والانسانية , فانه يعودون اليهم كالجرو الجائع حين يعود الى سيده الهمجي . هكذا خدروا المواطنين بمورفين الطائفية , ومنحوهم كأس الاحزان والبكاء والنحيب , على قدرهم المنحوس , الذي تحولوا الى مواطني منكوبين ومنكودين ومكرودين يتسولون الفتات والرحمة والشفقة والعطف من هولاء الصعاليك . . هل طرح المواطن العراقي على ذهنه هذا السؤال : من المقصر والمسؤول والمسبب , لغرق بغداد ؟ هل طرح على نفسه السؤال: اين ذهبت المليارات الدولارية , التي خصصت لبغداد لعقد من الزمان , لاقامة مشاريع تليق بعاصمة دولة , تعتبر ميزانيتها السنوية المالية , اكبر ميزانية في المنطقة , بحيث تتحول بغداد مع الزخات الاولى من الامطار , الى برك مائية عائمة , ماذا لو استمرت الامطار ليومين او ثلاثة , كما هو الشائع في دول المعمرة , ماذا ستكون النتيجة المأساوية ؟!! . المحافظ الجديد , يتهم امانة بغداد بالتقصير , وامانة بغداد تتهم المحافظ الجديد بالتقصير ايضا , ولكل يتهم بفساد المسؤولين !! . ولكن علة بغداد ومصيبتها , هي الهدر والنهب والسرقة الاموال الطائلة ايام المحافظ السابق ( صلاح عبدالرزاق ) الذي نهب المال والعباد , وحولها الى مملكته المالية الجديدة , التي ولدت مع ولادة العراق الجديد , وترك بغداد خرائب تنوح فيها الغربان , لتكون لقمة سهلة للكوارث الطبيعة , بمشاريعه الورقية والمزيفة , لاشباع جشعه بالمال الحرام , وكما يتحمل جزء من المسؤولية المحافظ الجديد , الذي لم يهيئ المحافظة , بالتحضير اللازم لموسم الامطار , بتنظيف المجاري المسدودة باكوام الازبال , اما امانة بغداد فحدث ولا حرج , لان اسمها يعني الامانة على الفساد والمال الحرام والنصب والنهب بكل حرية واقتدار , دون مراقبة ومحاسبة , في دولة واق واق , او دولة جمهورية الفساد العظمى العراقية.