العـراق يغـرق والبيوت تتهاوى على ساكنيها والحياة تتوقف والحكومة تسدل الستار على مسرح الحياة العملية بإعلانها عطلة " رسمية" وكإن العطل الأخرى غير كافية في العراق والتي تسبب بخسائر بالملايين للعراق وإقتصاده الواهن , بسبب مـطـر لمدة ساعتين تتوقف الحياة ويقتل البشر وتنقطع الشوارع وتعـم الفـوضـى , وكانت عايزه إلتمت ؟!! وشعبنا يغني وعذراً للتحوير " يغركنا مطـر الصبح ويلعبنا طفّيـره " .
الحياة لم تتوقف في بغداد العاصمة التي غـرقت من قبل ولم تحرك " الجهات الحكومية " المعنية ساكناً لإتقاء مطر هذه السنة وقد لا تكون المطره الوحيدة , فالتغييرات الجوية والمنخفضات والمرتفعات الجوية سوف لن تسمح للبلديات بإلتقاط الأنفاس وإذا كان اليوم عطلة " رسمية " فماذا سيفعل الناس الذين لا يعيشون " عالة" على الحكومة ويكدحون لأنفسهم وعوائلهم ؟ طبعاً هذا لم يحدث في بغداد فقط وإنما أصاب المحافظات العراقية وأبتلت بشر المطر بعد أن كان يصلي بعضهم وفي بلدان أخرى " صلاة الإستسقاء" ولم تنزل لهم " زخة مطر "
المطر سيكون مأساة في زمن الفوضى وفساد الآخرين , فأي مطر يا شاعرنا الراحل بدر السياب طلبت في قصيدتك , مطر يروي الأرض أم مطر يغرق الشوارع ويهدم البيوت ويدخلها بغير إستئذان ؟!!
كان الأحرى بأن تقوم الحكومة بتفعيل أقصى جهودها لتفادي مثل هذا الذي حدث ولا تجلس مكتوفة الأيدي بإنتظار المطر لتعطي عطلة ليجلس الناس في بيوتهم بإنتظار زيارة المطر لهم والإطمئنان عليهم و " ترطيب" أجوائهم البيتية .
لماذا لا تعمل الحكومة على تحقيق البنى التحتية حتى بدون المرور على مجلس " المصالح" والنفاق , لماذا التعمير وبناء الوطن يحتاج الى موافقة حفنة من " المنافقين" الذين لا يعكسون أي روح وطنية من أي شكل ولون؟؟ , تأخير القوانين وإطالة النقاش "البيـزنطي" الذي يتمحور على المصالح الحزبية الضيقة هو عنوان لا يمت الى الوطنية بصلة و لا يستحق ما يسمى بهذا " النائب " أن يقبض راتباً ليصول ويجول دون أن يقدم شئ يذكر للوطن , رواتبهم ليست حلالاً عليهم إنها سرقة بكل وضوح وعلى شعبنا أن يعي جيداً إن الإنتخابات لا تكون شعارات مزوقة وكلمات منمقة وإنما عمل حقيقي لخدمته وقد رأي على طوال السنين الأربع من عمر المجلس أو الحكومة , إنهم يتصارعون من أجل مصالح " أحزابهم" وأحياناً " عوائلهم" أما الوطن فآخــر إهتماماتهم , فما عليك يا شعبي إلا أن تلقـنهم درساً في الوطنية وتسقط كل " تاجـر" سياسي أو تاجـر " ديني" و أطلب وبإلحاح من كل الكفاءات أن ترشح نفسهـا وتقدم الخبـرة التي حصلوا عليها سواء في الوطن – على المحك – أو في الخارج حيث رأوا بأم أعينهم مدى التطور والحضارة والإهتمام بمصالح الشعب مهما كان الحاكم أو المسؤول ومن أي جهة مُنتَخَب , هذا درس لك يا شعبنا لكي تختار الأصلح والأنفع والأشرف وليس الملتحي والجاهل والمنافق وأصحاب الشعارات " الرنّانة" وفي داخلها مجرد " طنانة" . فهل وصلت الرسالة وقرأتها أم تحتاج الى من يعيد قراءتها عليك يا شعبنا لكي تتعمق الفكرة وتأتي بالقـرار الصائب وتجلب النائب الصالح وتبعد الطالح وما أكثرهم في هذا المجلس .
مقالات اخرى للكاتب