قامت هيئة الحج و العمرة العراقية في موسم حج هذا العام بإخلاء حجاجها من مخيم المبيت في منى, حيث تؤدى مناسك الحج, إلى الفنادق المخصصة لهم في مكة في اليوم الثالث من عيد الأضحى المبارك على الرغم أن مناسك الحج تستمر إلى اليوم الرابع من العيد. و بعد الإخلاء طلبت مجموعة من الحجاج من متعهد الحج المسؤول عنها أن يدبر لهم المبيت في منى لغرض تكملة المناسك في اليوم الرابع من العيد حسب الضوابط الشرعية بعد أن تخلت عنهم هيئة الحج و العمرة. و في مساء ذلك اليوم قاد المتعهد هذه المجموعة إلى مسجد يقع في منى يسمى مسجد الخيف, و أخبرهم بأنهم سيبيتون في هذا المسجد لغرض تكملة المناسك. و هذا المسجد ليس فيه غرف أو قاعات للمبيت و من يريد أن يبيت فيه فعليه أن ينام على الأرض في أي مكان يجده فارغا ً. هذه المجموعة من الحجاج التي قبلت المبيت كيفما كان على الأرض، مثل المتشردين، كان بإمكانها أن تبيت في المخيم المخصص لها في منى، معززين مكرمين، الذي أخلتهم منه هيئة الحج و العمرة فالمخيم محجوز للحجاج لغاية اليوم الرابع من العيد و هذا الحجز مدفوع الثمن من قبل الحجاج أنفسهم ضمن المبلغ الذي دفعوه لهيئة الحج و العمرة لأداء مناسك الحج.
إن هذه المجموعة من الحجاج كانت تضم الطبيب و المهندس و المدرس و هي تمثل قدوة المجتمع عجزت عن المطالبة بحقوقها و رضيت بالتشرد فما حال عديمي الشهادات و غير المتعلمين و عليه لا غرابة في تولي الفاشلين إدارة الدولة و سوء حال العراق.
مقالات اخرى للكاتب