نشرت صحيفة الصباح في عددها المرقم 2312 تأريخ 6/8/2011 بأن شركة سرتي پورت منحت رئيس الجامعة المستنصرية الأستاذ الدكتور إحسان كاظم القرشي لقب الأستاذ الأول في العالم، فضلا ً عن جائزة الشرف العالمية لفوز الجامعة المستنصرية بمسابقة التعليم الرقمي العالمية التي نظمتها الشركة.
و لكن بعد الرجوع إلى موقع شركة سرتي پورت Certiport الألكتروني http://www.certiport.com/Portal/desktopdefault.aspx?page=Common/PageLibrary/release_080811_01.htm
فإن عنوان الخبر يقول بأن شركة سرتي پورت منحت رئيس الجامعة المستنصرية جائزة المعرفة الرقمية السنوية للشركة و ذلك لإنجازه تدريب المعرفة الرقمية لـ 12000 طالب في العراق.
أما تفاصيل الخبر فيقول بأن رئيس الجامعة المستنصرية أنشأ مركز إختبار للـ آي سي ثري IC3 في كل من الكليات الـ 12 التابعة للجامعة المستنصرية و جعل الجامعات الـ 43 العامة في العراق تفتتح مراكز إختبار للـ آي سي ثري IC3 و جعل 12000 طالب من العراق يشاركون في أداء إمتحان الـ آي سي ثري IC3 للعامين الماضيين.
يتضح من عنوان الخبر و تفصيله بأن شركة سرتي پورت لم تمنح رئيس الجامعة المستنصرية الأستاذ الدكتور إحسان كاظم القرشي لقب الأستاذ الأول في العالم و لا جائزة الشرف العالمية، لأنه و بكل بساطة ليس للشركة الحق بمنح لقب الأستاذ الأول في العالم و ليس لديها جائزة الشرف العالمية لتمنحها.
إن لقب أستاذ في الدول الغربية يمنح من قبل المؤسسات الأكاديمية للذين يعملون لديها و بشروط خاصة، و كل من يحمل لقب أستاذ من مؤسسة أكاديمية معينة فإنه يفقده عند تركه العمل في هذه المؤسسة لأن المؤسسات الأكاديمية الأخرى لا تعترف به حيث أن كل مؤسسة أكاديمية لها لقب أستاذ الخاص بها. حيث أن لقب أستاذ هو عنوان وظيفي أكاديمي. أما لقب
الأستاذ الأول في العالم فلا وجود لمثل هذا اللقب و لم تمنحه أي مؤسسة أكاديمية سابقا ً في جميع دول العالم، و إذا أريد منحه فيجب أن يكون من قبل هيئة أو إتحاد يمثل جميع المؤسسات الأكاديمية حول العالم، و ليس لأي مؤسسة أكاديمية أو شركة أو مؤسسة خاصة أو عامة أن تمنح لقب الأستاذ الأول في العالم.
ليس لشركة سرتي پورت التجارية أو أي شركة أو أي مؤسسة أخرى تجارية أو أكاديمية جائزة تسمى جائزة الشرف العالمية فليس للشرف جائزة و لم يفكر أحد أن يؤسس للشرف جائزة لا على المستوى المحلي و لا على المستوى العالمي، و صفة العالمية لا تحددها شركة تجارية هدفها الكسب المالي و حسب.
إن هؤلاء الـ 12000 طالب الذين إمتحنوا الـ آي سي ثري IC3 في العراق للعامين الماضيين و الذين تتباهى بهم الشركة كان بسبب أن وزارة التعليم العالي و البحث العلمي جعلت النجاح في إمتحان الـ آي سي ثري IC3 شرطا ً أساسيا ً للقبول في الدراسات العليا داخل و خارج العراق و ليس لأي سبب أخر.
لقد كان على شركة سرتي پورت أن تمنح الجائزة لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي لأن الوزارة هي التي فتحت مراكز إختبار الـ آي سي ثري IC3 في الجامعات التابعة لها و بأموال العراقيين و هي التي جعلت النجاح في إمتحان الـ آي سي ثري IC3 شرطا ً أساسيا ً للقبول في الدراسات العليا داخل و خارج العراق مما أجبر 12000 طالب من العراق يشاركون في أداء إمتحان الـ آي سي ثري IC3 للعامين الماضيين. و عليه فإن منح الجائزة لرئيس الجامعة المستنصرية الأستاذ الدكتور إحسان كاظم القرشي أمر غامض يحتاج إلى توضيح.
الجامعة المستنصرية و على موقعها الألكتروني http://www.uomustansiriyah.edu.iq تقول بأنها تسعى للعمل على أن تكون مركز إشعاع خلاق للثقافة ينتقي القيم الاجتماعية و الخلقية و يصون القيم العربية الإسلامية الأصيلة ضمن إطار التحولات الاجتماعية للقطر. و هذا الهدف الذي تسعى الجامعة المستنصرية لتحقيقه يتناقض بما قامت به من نشر خبر و على لسان مصدر مسؤول في إعلامها على الصفحة الأولى لصحيفة الصباح بأن شركة سرتي پورت قد منحت رئيسها لقب الأستاذ الأول في العالم و جائزة الشرف العالمية و الذي هو تأويل لمواصفات الجائزة التي منحتها الشركة لرئيسها و كما جاء في أعلاه. إن الجامعة التي تريد أن
تكون مركز إشعاع خلاق للثقافة ينتقي القيم الاجتماعية و الخلقية و يصون القيم العربية الإسلامية الأصيلة عليها أن تكون مهنية و دقيقة و أمينة في نشر أخبارها و نشاطاتها قبل أي شيء آخر.
إن صحيفة الصباح تصدر بتمويل من المال العام و لذا فهي تمثل الشعب و على من ينشر خبرا ً فيها أن يتوخى الدقة و الأمانة في نقل المعلومة و خاصة ً الدوائر الحكومية لأنه بخلاف ذلك فإنه يمثل إستهانة بالشعب عامة ً و إستهانة بقرّاء صحيفة الصباح خاصة ً، فالصحافة الرصينة هي لنشر الأخبار الصحيحة و المعرفة و الثقافة البناءة و كذلك هي وسيلة للتواصل الإجتماعي الإيجابي.
ملاحظة: المقالة أعلاه سبق أن أرسلتها في حينها إلى صحيفة الصباح بعنوان: "تعقيب على خبر رئيس الجامعة المستنصرية ينال لقب الأستاذ الأول عالميا ً" التي نشرت الخبر موضوع المقالة و لكن لم يتم نشرها. و اليوم أجد نفسي ملزما ً على نشرها بعد أن أعلنت الشركات الألمانية، التي وظفت المهاجرين الشباب في العام الماضي، عن إصابتها بالصدمة و الخيبة من أن هؤلاء الشباب لايمتلكون أدنى المؤهلات و أن معظمهم يفتقد حتى أساسيات التعليم المدرسي و بالتالي لا توجد أية فائدة أو أي مردود إقتصادي من إيوائهم. و هذا كله بسبب إستغلال بعض المسؤولين في جهاز التعليم لمناصبهم لمصلحتهم الشخصية و التباهي بها و الذي أدى إلى هذا التدني في المستوى العلمي لهؤلاء الشباب بحيث أصبحوا عبئا ً على المجتمع و على أنفسهم.
مقالات اخرى للكاتب