سبق نوري المالكي رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي حتى الطاغية المقبور صدام في جشعه وفي عدم حيائه. فصدام الذي كانت لديه عدة قصور رئاسية موزعة في انحاء العراق , لم يسجلها باسمه بل سماها قصور الشعب. ولكن المالكي استحوذ على احد القصور ويرفض التخلي عنه وكأنه ملك ورثه عن أبيه.
فالقصور الرئاسية في الدول الديمقراطية تعود ملكيتها للدولة, والرئيس المنتخب الذي يشغلها سرعان ما يخرج منها حال خسارته لمنصبه لتؤول لمن يأتي من بعده. وخير مثال على ذلك البيت الأبيض في أمريكا الذي أشرف على بنائه جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة لكنه لم يسكن فيه , فيما تتابع على السكن فيه 43 رئيسا , آخرهم الرئيس الحالي باراك أوباما.
وأما قصر الآليزية في فرنسا فقد تعاقب على الجلوس فيه 6 رؤساء ومنذ تخصيصه كمقر للرئاسة الفرنسية. والأمر ينطبق على داونينغ ستريت 10 في بريطانيا المخصص لرئيس الوزراء والكرملين في روسيا وغيرها من الدول. الا في العراق الديمقراطي , فكل رئيس وزراء اذا جلس في قصر رئاسي فإنه يرفض اخلائه ويصبح حاله حال المتجاوزين!
ومصطلح متجاوزون يطلق في العراق على الفقراء ممن لا سكن لهم والذين يبنون دارا متواضعة على أراضي الدولة ويظلون عرضة للتهديد بهدم منازلهم. الا ان رؤساء الوزارات في العراق الذين يستولون على قصور الدولة فلا احد يسميهم بالمتجاوزين. وفي طليعة هؤلاء المتجاوزين نوري المالكي ! الذي استولى على احد القصور الرئاسية واتخذه سكن له, وهو يرفض اليوم تسليمه لرئيس الوزراء من بعده وكذلك فعل سلفه الجعفري.
لم يكتف المالكي بالقصر الرئاسي بل سجل الطائرة الرئاسية باسمه وهي ملك للدولة العراقية. فبأي مسوغ قانوني يستحوذ المالكي على ملكية طائرة أهديت للدولة العراقية؟ وهل كانت ستهدى له لولا منصب رئاسة الوزراء وهو منصب حكومي وليس شخصي؟ فهل سيسكت القضاء العراقي عن هذه الفضيحة وهي جريمة بكل المقاييس؟ ومالذي قدمه المالكي وعائلته للعراق من تضحيات ليبيحوا لأنفسهم استباحة ثروات العراقيين؟ وإن كان ذلك مقياس فإن أمريكا اولى بثروات العراق فهي التي أسقطت نظامه وليس المالكي الذي عاد الى العراق تحت حماية الدبابات الأمريكية.
إن هذا غيض من فيض وستكشف الأيام المزيد من فضائح الأمين العام لحزب الدعوة الحاج ابو اسراء المالكي الذي أباح لنفسه وابنه وصهريه وأقاربه وحلفائه الفاسدين فعل أي شيء في العراق وتحت ذريعة خطر الإرهاب المحدق بالعراق وتدخلات دول الجوار وعودة البعثيين , الا انه كان خير عون وسند لهؤلاء في تدمير الدولة العراقية ومؤسساتها وتحويلها الى ملك عضوض له ولعائلته!
مقالات اخرى للكاتب