جميلٌ جدا ان يستنكر العرب ماحدث في فرنسا فعمليات تستهدف مدنيين آمنين في بلد آمن صار هو وشقيقاته ملجأ للفارين من جحيم بلداننا المحكومه بالحديد والنار تستحق الشجب , وبما اني لست من أنصار (أمه عربيه واحده) بمعنى تحويل العرب الى دوله واحده فلن أُطالبهم كما يريد (القومجيه) بأن إستنكارهم لجرائم ألأرهاب بالعراق وسوريا وليبيا واليمن أولى , لكني سأخاطبهم بلغة الانسانيه التي حركت دمائهم البارده فهاجوا وماجوا لأن أقل من 20 شخص قتلوا في فرنسا وهذا العدد ليس أكثر من (فطور) صباحي يومي للأرهاب في معظم البلدان القريبه منهم دعك عن بقية وجباته ( الدسمه) من أجساد ودماء أبناء (ملتهم) وابناء (أمتهم) فلماذا لم تتحرك (غيرتهم) ؟ أين كانت إنسانيتهم ؟ ... يبدوا إنهم إنسانيون جدا جدا لكن مشاعرهم الطيبه تلك مكتوب عليها (للتصديرعبر البحار) أي ليس للقريب منه نصيب .
لاشك إن ماحدث في فرنسا شيئ يثير الحميه والاستنكار لأنه جريمه ضد ألأنسانيه ولكنه لايختلف عما يحدث هنا في بلادنا وبلدان الجوار العربيه وألأسلاميه , كذلك فان ردود الفعل الداخليه الفرنسيه والتضامن العالمي مع ضحايا الارهاب والموقف الموحد ضده فاتحة خير لفعل مأمول دوليا لمحاصرة مجرمين قتله إستباحوا الدماء وواجهوا أمان وطمأنينة الناس بادوات قتلهم المرفوضه , لكن مايُخجلنا أن أوائل المبادرين للشجب وألأستنكار لتلك الجريمه البشعه قوم يتصدرون بلدانهم ك(قاده) حدث على مقربة منهم ماهو أبشع ولم يند عن بعضهم ما يؤكد وقوفهم ضده _إن لم يكونوا من مموليه ومباركيه _ ومع هذا فقد أسموا أنفسهم بأسماء ونعوت لايستحقونها فكانوا بهذا لايختلفون عن أخوان (عواد) وابناء عمومته , فلطالما شكا منهم لخاله وموضع سره لكن الخال كان يرده متهما إياه بالتجني عليهم , وذات ليله تعرض قطيعهم من ألأغنام للسرقه فأستنجد (عواد) بخاله طالبا منه أن يرسل من يعتمد عليهم من رجاله للبحث عن مسروقاته , لكن ألرجل إستنكر ذلك من أبن أخته فأمتطى فرسه وجاءه مُغضَبا عاتبا لائما إياه على عدم استنجاده باشقاءه وأبناء عمومته في البحث , إبتسم الرجل بوجه خاله رغم مرارة الموقف وطلب منه أن يستريح ليسمع ويرى , ونادى على شقيقيه وثلاث من ابناء عمومته وسلحهم باحسن ألأسلحه واسرج لهم خيرة الخيول وطلب منهم أن يذهبوا ألى أحد اللصوص المعروفين علهم يعثرون على ماسُرق منهم , عاد (ألأشاوس) قبل الغروب هاشين باشين , وحين وقع عليهم بصر الخال تصور انهم عادوا غانمين واعتبرها فرصة للشماته بأبن أخته , لكن عواد لم يكترث لمقدمهم , ما أن نزلوا عن ظهور الجياد حتى بادرهم الخال متسائلا فكان ردهم : لقد إستقبلنا الرجل واكرم وفادتنا واقسم لنا انه لم يخرج من داره منذ ثلاثة أيام ثم أقام لنا وليمه على اثنين من أغنامه , صفق عواد بكلتا يديه وصاح (الغنم عنده) , ثم ركب فرسه واغار على الحرامي بمفرده وعاد بمنتصف الليل مع قطيعه بعد أسر اللص .
توجه من فوره نحو خاله الذي كان في مقدمة مستقبليه قائلا :(تكول يعواد عندك زلم , لو بيهم خير عرفوا حلالهم من طعم اللحم ) .... دُهش الرجل من فطنة (عواد) وسأله كيف عرف السر ؟ فرد عليه : عرفته من إكرامه لهم فهو يعرف إنهم لايستحقون حتى (المسموطه) , أما أن يكرمهم ب(خروفين) فمعنى ذلك إنه أطعمهم من لحم ثورهم لأنهم أغبياء .
و سسسسسسسسسسسسسسسسسسسلامتكم
مقالات اخرى للكاتب