مرة أخرى يلفت رئيس الوزراء العراقي الانظار الى نفسه عندما يصرح بإنتصار حققه و عنونه تحت مسمى(إنتصار الدولة على الارهاب)، وهو بذلك يشير الى حربه الشعواء المجنونة في الانبار و التي تحرق کما ظهر لحد الان الاخضر و اليابس و تسببت في تهجير 300 ألف مواطن بسبب من ذلك لحد الان.
حرب الانبار، والتي صار المجتمع الدولي عموما و دول المنطقة خصوصا، ينظرون إليها على انها حرب طائفية من أجل تسوية حسابات سياسية و تستخدم مسألة الحرب على الارهاب من أجل أهداف و غايات لاعلاقة لها بالارهاب بتاتا، لکن المالکي عندما يصرح بإنتصار و يعنونه بإنتصار الدولة على الارهاب، فإنما هو في الحقيقة و الواقع يقوم باللعب بالاوراق و يخلطها ببعضها من أجل التمويه على واقع القضية و إضفاء ستارا من الغبار و الضباب عليها، خصوصا عندما يقوم بالتستر و تجاهل مبادرة إلقاء السلاح و التي ترعاها الحکومة الاتحادية لکن يتجاهلها المالکي، غير ان الجدير بالملاحظة في تصريحات و مواقف المالکي و بصورة دائمية، انها تتفق و تتطابق تماما مع توجهات و مواقف و آراء النظام الايراني، وليس هناك من موقف او رأي او تعاطي سياسي له يغرد خارج سرب ملالي إيران بل هو اساسا أحد الطيور التي تتبع السرب الايراني في تغريده!
تورط حکومة المالکي بشکل او بآخر في الوحل السوري بسبب من علاقته و تحالفه بالنظام الايراني، والذي لم يجلب سوى المزيد من المشاکل و المصائب و الازمات الجديدة للعراق و شعبه، انما هو تورط في شن حرب طائفية بالمعنى الدقيق و الحرفي للکلمة، خصوصا عندما نجح النظام الايراني"ولغايات و أهداف متعددة أهمها بقاء نظام الاسد الحليف له في المنطقة" في جعل الحرب الدائرة في سوريا، حرب مواجهة طائفية، فإن العالم کله قد صار على إطلاع بأن الميليشيات الشيعية العراقية المتقاطرة من العراق للقتال في سوريا دفعا عن النظام(العلوي)، انما يتم إرسالهم بعد زرقهم بشحنات طائفية استثنائية و الاهم من ذلك أن السفارة الايرانية في بغداد و قائد قوة القدس قاسم سليماني يقومان بترتيب و تنظيم و توجيه عمليات تجنيد الميليشيات الشيعية العراقية و إرسالها الى سوريا، وان تصريحات المالکي بشأن الاوضاع في سوريا أيضا، هي تصريحات تشابه و تتطابق مع تصريحات و مواقف النظام الايراني، لأنه"أي المالکي"يرى في سقوط نظام الاسد خطرا سيهدده و حزبه و حکومته(وليس يهدد العراق)، ولذلك تراه يتمنع عن إتخاذ أي موقف مضاد للأسد و النظام الايراني، وحتى مسرحية تفتيش الطائرات الايرانية المتوجهة لسوريا عبر الاجواء العراقية المثيرة للسخرية و التهکم، انما هي ضحك على الذقون و خداع و تمويه للمجتمع الدولي و على المکشوف.
بالامس، وعندما قامت قوات تابعة للحکومة العراقية و مؤتمرة بأمر المالکي شخصيا بالهجوم على معسکر أشرف للاجئين الايرانيين، وبعد أن عرف العالم کله تورط حکومة المالکي في الهجوم و إرتکابه لمجزرة قتل و إعدام 52 من اللاجئين المعارضين الايرانيين، سارع لتغيير الموقف و الزعم(من خلال لجنة تحقيقية سخر منها العالم کثيرا لضحالتها و مشبوهيتها) بأن الذي جرى في أشرف انما کان صراعا داخليا و تصفية حسابات وان الرهائن السبعة المختطفين من جانب القوات المهاجمة، متورطين في الهجوم و لذلك هربوا!! والانکى من ذلك أن الهجوم الصاروخي الرابع الذي جرى على مخيم ليبرتي في 26/12/2013، سارعت حکومة المالکي للإدعاء بأن ثمة هجوم صاروخي قد وقع على منطقة نائية و لم يتسبب عن أية خسائر روحية او مادية، في حين أنه وقع أربعة قتلى من سکان ليبرتي و تم تدمير و إعطاب العديد من الکرفانات بسبب القصف الصاروخي، وخلاصة الامر، أن المالکي يحاول دائما التمويه و الخداع و اللف و الدوران و تحريف و تزييف الامور من أجل مصلحة النظام الايراني بصورة عامة، تماما کحالة الانبار او التدخل في سوريا و تفتيش الطائرات الايرانية و إنتهائا بإرتکاب الهجمات على اللاجئين الايرانيين في أشرف و ليبرتي، غير أن الذي يثير السخرية أکثر من أي شئ آخر، هو تفاخر المالکي بتحقيق نصر له على الارهاب، لکن العالم کله يعرف بأنه يعني إنتصاره المزعوم على أهالي الانبار و الذين هم جزء اساسي من الشعب العراقي، و السؤال هو: هل هناك قائد سياسي في العالم کله يتفاخر بتحقيق الانتصار على شعبه؟!
مقالات اخرى للكاتب