لم يَحدث ابدا ان دخل مسلحون عراقيون بسكاكين او بمسدسات او ببنادق او بأسلحة ذرية الى مكان عبادة، وهددوا المسلمين باداء طقوسهم وعباداتهم بهيئات ومظاهر معينة، وإلا كان الفناء مصيرهم.. كما لم يقدم المسلحون لاقتحام قلوبهم وعمدوا لتنظيم محتوياتها ومنازل قداساتها ومواضع احترامها... بالعكس.. فالعراقي ما زال حتى اليوم يتحرج في لفظ الطائفة ويصعب عليه نطقها.. ولكنها، الطائفية، تعمل على قدم وساق لتوفير المنافع وتوظيفها في السياسة... وقد يفقد الطائفي صوابه حال سماعه دعوة ابعاد الدين والطائفة عن السياسة... وقد دس طاقم الاحتلال الالغام في الدستور، وضمنوا ديمومة الفتنة الى مدياتها المطلوبة...
اننا نتعبد ونؤدي ما علينا من فروض وطاعات وواجبات لإرضاء الله لا لثروة دنيوية وامتيازات ومواقع الا التي نصلها ونحققها بمثابرتنا وجهودنا واعمالنا الصالحة.... وظفر ذلك الناشط الديني النجفي بـإعجاب وتقدير كل من شاهده على الفضائية وهو يؤكد ان ديانته والتزاماته بحدود بيت العبادة والا فهو في حياته المدنية يلتزم السلوك والتصرف والتعامل وفق ما يرضي الله والناس... بينما تولت صورة المتاجرين بالدين والمذهب تشويه صورة الاسلام بنظر العالم.. فالعالم يؤمن بان الثمار من صنف الاشجار والثمار التي يرونها اقتتال على الزعامات والنفوذ والثروات.. وتباري في الافكار المغلقة وبالجهالات الفاضحة وباستخدام الاطراف المتناقضة لمنطق الدين. فتساءل البشر عن معنى دين يذبح الجميع باسمه، وبحجج وتغطيات ونصوص دينية وشواهد تاريخية.....
يمكن للمسلم ان يأخذ كامل مداه في ممارسة ايمانه، واداء طقوسه، وتقديس ما يقدسه فالتأريخ لم يذكر ان هناك من تدخل بشأنه.. ولكن التفاعل والمواجهة والاصطدام دائما ما يكون بواعز سياسي ومشاغل دنيوية تتقنع بالدين فبدا الدين بمثابة حزب سياسي يثابر لاستلام السلطة وامتلاكها.. وربما كان اكثر تشددا وعنفا من الحزب المدني لاعتماده على المقدس ومساندة السماء... ولان اتباعه هم بسطاء ومحدودو التفكير بالضرورة والا ما اقترفوا حماقة وصفاقة ووضعوا الدين طريقا لمواقع ومنازل وانتماءات دنيوية باطلة... وهل تشكل الطائفة مؤهلا للادارة والسلطة ونيل الثروة؟؟ هل هي اكاديمية او مركز تأهيل وتدريب واعداد للوظائف والمناصب والتقدم والافضلية على الاخرين...؟؟ وتلك هي الاهانة الكبرى للدين وللطائفة واستخدام فاضح وغبي لهما... وكان متاحا الدعوة لهما بتجسيد العدالة والتسامح واقامة مجتمع الفضيلة والسعادة لا هذه الظاهرة برقمها القياسي في الفساد والعنف وخلع القيم والاعتبارات والاواصر مثل خلع ما في القدم... وصار لكل موقف وشخص ثمنه ومبلغ شرائه.. والمشكلة انهم يمسكون بمصير بلد، وها هو البلد على ما يراه البشر... مع التذكير بان الطائفة ليست حزبا.. وان الاحزاب الاسلامية باسماء كثيرة ولكن لم تكن الطائفة فشرعية الطائفة لا تبرر شرعية الطائفة، والا كانت ضربا من العنصرية.. وذاك وهم الى جانب الوهم الذي يحسب الاحتلال وما ترتب عليه انه عمل سياسي عراقي..
مقالات اخرى للكاتب