وزير الداخلية والصحة البلجيكي ( السيد بيرتـــل ) .. يذهب الى عمله بدراجة هوائية ( بايسكل بالعراقي الشعبي ) ولما استوقفه السائل أجاب بكل تواضع انه يفعل هذا لغاية الوصول الى عمله بسرعة اضافة للفائدة الصحية وانه لايأبه للاتكيت .
السؤال الكبير : لماذا يحرص المسؤول العراقي ( من الرئيس الى امام جامع ) على التهويل واطالة الركب بعدد كبير من السيارات الفارهة وأعداد كبيرة من أفراد الحماية ؟ بعكس الغربي المتواضع البسيط .. فهل المسؤول الغربي لايخشَّ على حياته من ابناء شعبه ام انه ليس ذاك وإنما هو نوع من التواضع وكِبَرالنفس والسمو الإنساني ؟! وان كان كذلك فهل امام الجامع عندنا اقل تواضعاً وزهداً ببهارج الدنيا من وزير هو في رأي المعمم - امام الجماعة - انه كافر من اهل النار ؟ فهل المعمم يخاف على نفسه من الموت وهو ُيعلّم الناس ان لكل فرد أجّل وإذا جاء لايتأخر ولايتقدم لحظة واحدة ام انه دجّال ورجل دنيا يحب بهرجة الدنيا وهو مطعون في شخصه ، لانه يفترض انه القدوة في مكارم الأخلاق والتواضع صفة المؤمنين ؟!
اما أرتال ومواكب سيارات الرئيس وبقية الزعماء فحدِّث ولا حرج .. العشرات من السيارات المصفّحة ضد الملاك عزرائيل (ع) ومئات من أفراد الحمايات المدججين بالاسلحة والبعض يخرج جسده من زجاج السيارة ملوّحاً للمارة بالويل والثبور تملقّا لسيده الذي لايقل تفاهة عنه .. يحضرني هنا ابو الفقراء وعملاق الانسانية علي بن ابي طالب (ع) الذي كان يخصف نعله المصنوع من ليف بيده ومدرعته مرّقعة يستحي الامام من راقعها السّبط الحسن (ع) وطعامه اليومي لايزيد عن قرصين من خبز الشعير وله ثوبين في السنه ! ويسير الى مركز الخلافة في مسجد الكوفة على قدميه ! ويقابله في الشام معاوية يلبس الديباج والحرير ويأكل أطيب الأطعمة ويسكن القصور الفارهة !
اعتقد لايوجد تفسير للمبالغات في مواكب المسؤولين والحمايات الاّ شعور هؤلاء بالضِعَه والصَغار لما كانوا عليه في منافيهم وتفاجؤوا بهبوط الجاه والسلطة والثروة عليهم ففقدوا توازنهم ( لأنهم يعرفون أقدارهم ومكانتهم ) وأنهم كاذبون ومنافقون من الطراز الاول ، وان المسؤول في الغرب إنسان يشغل موقعه باستحقاق وكفاءة وهو إنسان كبير في ذاته !
مقالات اخرى للكاتب