يبدو إن العراق لا يغادره حكم الصبيان، والمراهقين الذين تسلطوا عليه منذ سبعينيات القرن المنصرم إلى يومنا هذا، وما إن قبرنا أحدا إلا وظهر لنا أخر؛ حتى أصبحنا نعيش اليوم، ولا ندرك ما يخفي لنا الغد. صدام حسين الذي حكم العراق منذ سبعينيات القرن المنصرم إلى 2003 أبان الاحتلال الأمريكي إلى العراق، والذي أطاح بعرشه خلال أربعة وعشرين ساعة، وطيلة هذه الفترة التي كان يحكم فيها قائد البعث؛ التي استمرت إلى أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ورافق هذه الحقبة الطاغوتيه الشبل الأكبر للقائد العام للقوات المسلحة، وهو عدي صدام حسين صاحب المشانق، وماكينات الثرم البشري، وصاحب الكيف، والسهرات ألليلية؛ التي كانت تقدر كل ليلة على شرف الشبل المدلل بمجمع سكني يحمي مئات العوائل من حرارة الصيف، وبرد الشتاء، ويبني عشرات المدارس، والمستشفيات في عموم العراق؛ وهذا الصبي الطائش الذي تسلط على رقاب الشعب، ومقدرات البلاد؛ بسبب التصفيق، والتهليل من عاريي الثياب، وجائعي البطون. هذه الحلقة من ذلك المسلسل الرهيب التي تحمل لنا ذكريات مؤلمة، وشواهدها الأيتام، والأرامل، وأصحاب العاهات الجسدية؛ أمثال قطف الإذن، أو قطع الساق...الخ، والتي التفت إلينا اليوم برداء الديمقراطي، وعادة علينا بعد 2003 بمشاهد جديدة قد لا تختلف عن المشاهد السابقة؛ ممثلها صاحب القرار، وإبطالها الفتيان الجدد. احد هؤلاء الفتيان، وضع له أسهم في جميع الشركات الاستثمارية الداخلة إلى العراق، ويمتلك أكثر من سبعة فضائيات، وصاحب الكازينوهات الكبيرة، والمطلة على نهر دجلة في بغداد، وصاحب الرتبة العسكرية الافتخاريه العالية، ولديه حرية التصرف المطلقة بجميع شؤون الدولة، وله اليد الطولى على جميع مؤسسات العراق؛ ومقدراته. إما الأخر الذي اجتاز الأول بسرعة فائقة، وتعدى جميع الخطوط الإنسانية، والأخلاقية، والقانونية، وتسبب بمشكلة كبيرة لم تحصل في تاريخ العالم منذ صناعة الطائرات؛ حيث ارجع طائرة ركاب تابعة إلى الخطوط الجوية الإماراتية"الشرق الأوسط" والتي كانت قادمة من لبنان إلى العراق تقل عشرات المواطنين العراقيين، ورجال الإعمال. هذا الطيش، والمراهقة الذي تسبب بخسائر كبرى إلى شركة طيران الشرق الأوسط، وأحرج الشعب العراقي أمام الشعوب الأخرى؛ كونه عمل غير قانوني، وغير أخلاقي، ولا يتلاءم مع أدبيات الشعوب، ومن الجانب الأخر لغي أرادت هؤلاء الركاب، وجعلهم كالدمى يتصرف بهم كيف ما يشاء..
مقالات اخرى للكاتب