لم يكن يعرف سلطان انه يمشي مكشوفا في الشارق او الزقاق او في كل مكان يذهب اليه, فعلى الرغم من بدلته الانيقة الغالية وسيارته الفارهة موديل (؟) الا انه لا يستطيع التخلص من عاداته البالية حيث اللسان الذي لا يخرج الا الالفاض التي تخدش حياء المارة او السامعين, ونكاته البائسة وتعلقاته الفارغة التي تمس الجميع بلا استثناء وغالبا ما تتسبب له في مشاكل مع الجميع, ولكن الجميع يعلم اتصاله باحد المتنفذين واولي الباس والقوة , فيتركونه في حاله, فهو كالاحمق في تصرفاته لا يدرك ما يفعل وهو مقتنع ان الجميع يحترمونه بسبب مكانته ومنزلته ونقوده التي سرقها من قوت الشعب , والجميع يعلم ان تلك البدلة الغالية التي يكفي ثمنها قوتا لعائلة عراقية متوسطة الدخل والعدد لمدة شهر او يزيد, الجميع يعلم انه هو وامثاله يرتدون بدلات فارغة ... خالية من الروح والخلق والادب والكياسة والعقل, وما هم الا مجموعة حمقى خدمتهم ظروف معينة في ان يرتقوا ويصعدوا على اكتاف الاخرين, وهو يظنون انهم على حق والاخرون بائسون ولا يعملون وليسوا من ذوي الارادة والطموح.. ستبقى بدلاتهم فارغة نظيفة انيقة.. بلا محتوى غير فراغ في فراغ وقشور سوف يركلها التاريخ والزمن ويرميها في القمامة, وسيبقة ذلك الموظف البسيط بملابسة البالية التي اعتاد عليها وهو يخيطها كل عام.. هو النقاء والفطرة السليمة التي تأبى ان لا تسرق او تغش او تحتال او ترتشي .. وهو يعلم انه لن يصبح غنيا في يوم من الايام .. وسيحتفظ بنقاء سريرته حتى التقاعد او الموت.
مقالات اخرى للكاتب