من خلال إختلاطي بمجتمع ريفي أثناء السفرة ألأخيرة الى القرية البعيدة سمعتُ حكايات من بعض الشباب والفتيات عن حالات رفض متعددة لبعض الزيجات من قبل فتيات رائعات خريجات لأن المتقدم لهن كان خريجاً لكنهُ عاطل عن العمل. ” ..شاب مؤدب ومقبول من ناحية الشكل وهو خريج كلية محترمة لكنه بلا عمل. أنا خريجة وهو خريج ولكن كيف سنعيش؟ متطلبات الحياة متشعبة. هل سيظل طوال حياته يعمل في البناء كعامل؟ هذا إن وُجِدَ العمل. لا أستطيع ألأرتباط به وأبقى طوال عمري أعاني الشيء الكثير ” . قالت هذه الكلمات فتاة في عمر الزهور إلتقيتُ بها مصادفة هناك عند القرية البعيدة بالقرب من أحد ألأسواق. حسناً ماذا ستكون النتجية؟ آلاف الشباب والفتيات تخرجوا من جامعات محترمة لكنهم يحلمون بوظيفة بسيطة من أجل مواصلة الحياة. البلد يتراجع الى الخلف بطريقة مخيفة..الجامعات تقذف بألاف الشباب سنوياً الى الشوارع والكل بلا عمل. بعض ألأشخاص في الدولة العراقية بدأت جيوبهم تنتفخ بشكل مهول من المال السحت والسرقة من المال العام. آلاف الشباب يفترشون الشوارع والطرقات يصرخون على بضاعتهم من أجل توفير لقمة العييش. أنا لاأفهم لماذا لاتفكر الدولة بصورة جدية لحل هذه المشكلة الكبيرة؟ أم أن إسم دولة حقيقة لم يعد لها وجود أصلاً في عالمنا المتقدم؟ لو إجتمع عشرة أشخاص من أصحاب ألأموال العملاقة وفتحوا مصانع مختلفة بأموالهم لحققوا أشياء كثيرة للبلد منها تشغيل ألأمواج الهائلة من الشباب العاطل ورفع القدرة الشرائية لهم. من المؤكد أن البلد سيتقدم في ميادين مختلفة لكن المصيبة أن كل من أثرى من ألأموال العامة وبطريقة غير شرعية هربها الى خارج الوطن كي يستثمرها في مكان خارجي وبذلك يكون قد ساهم مساهمة فعلية في تدمير البلد وتأخير طموح وآمال الشباب من كلا الطرفين. سلاماً أيها العراق وأنت تستنزف كل شيء.
مقالات اخرى للكاتب