الشعب العربي اليمني صاحب أعرق الحضارات وأقدمها في شبه جزيرة العرب وربما في العالم أجمعه.. يتعرض هذا الشعب الكريم المعطاء اليوم إلى هجمة عسكرية بربرية تقودها المملكة العربية السعودية ومجموعة من الدول العربية المتحالفة معها !!! حيث تقود المملكة العربية السعودية هذا التحالف على شكل ضربات جوية لأهداف محددة داخل الأراضي اليمنية , يفترض أنْ تكون هذه الأهداف أماكن تواجد عسكري لجماعة أنصار الله والقوات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح , واليوم هو رقم (19) في تكرار هذه الطلعات الجوية المسنودة بالدعم اللوجستي العلني من الحليف الأول لدول الخليج العربي , ألا وهو الولايات المتحدة الامريكية ؛ وتدعي المملكة العربية السعودية انّ هذا العمل العسكري ؛ جاء لاسترداد شرعية الرئيس هادي عبد ربه منصور المتواجد في هذ اللحظة على الاراضي العربية السعودية بعد فراره من عدن عاصمة الجنوب اليمني وحضوره مؤتمر القمة العربية في مصر 3/2015 .
والحقيقة العسكرية الثابتة في هذا الحرب ان هذه الطلعات الجوية الحربية من قبل التحالف العربي { السعودية ,الكويت,البحرين ,الامارات,قطر ,الاردن ,مصر ,السودان والمغرب } والتحالف الغربي { امريكا ومن لف لفها من دول الخدمة } ,لم يستطيع ولن يستطيع أبد الدهر أن يخفي الحوثيين من الوجود على قيد الحياة , فهم حتى هذه اللحظة لم يتبخروا !!! ومازالوا و بعكس التوقعات العسكرية يتصدرون المشهد العسكري الداخلي في اليمن ويتقدمون في مدن وشوارع عديدة ...ويرفضون بشدة أي تنازل للخطاب العسكري المستبد المتكبر من قبل الخصم ..والخصم حائر بأمره وأهدافه المزعومة..
ولكن هذه الحقيقة لاتعني القفز على بعض نتائج , فهذا العمل العسكري الكبير في حجمه , نتج عنه تدمير كبير للبنية التحتية المدنية والتي هي في الأصل بنية تحتية لبلد فقير أو عمد وتقصد الأشقاء العرب الأغنياء إلى ابقائه فقيرا ؛ لإسباب عديدة يقع في مقدمتها الاسباب التاريخية والاجتماعية والاقتصادية وربما الدينية المذهبية ...والأمر الثاني الضرر الكبير الذي لحق بالمواطن اليمني الذي لاحول له ولاقوة في هذا الحرب , المواطن المنهك والمتعب من الأصل , مواطن يسعى إلى لقمة عيشه ويكدح في سبيلها كدحا , فقد تأثرت هذه الشريحة بشكل كبير وأصبح كثير من الناس بلامأوى ولاملجاء في ظل هذه الظروف القاتلة والقاهرة.....
اعتاد المواطن العربي على السلوك المتخاذل لحكوماته وللمؤسساته الرسمية التابعة للدول العربية , ولاسيما في هذا الوقت الراهن ؛حيث تقلب الظروف في كثير من البلدان العربية وعدم استقرارها ...فمالذي يدعو الغرب الديمقراطي !!! إلى التخاذل في هذا الموضوع والتفرج عليه وكأن شيئا لم يكن ؟؟؟ حتى ان خبر الحرب على اليمن لم يتصدر وسائل الاعلام الغربي المسموع أو المرئي وكان خبرا ثانويا في أفضل احواله , فما عدا مما بدا !!! الغرب المتحضر ديمقراطيا نفسه كان قبل أكثر من شهر يقيم الدنيا ولايقعدها , حول الأحداث في اوكرانيا , كانت وسائله الاعلامية تشن حربا لاهوادة فيها على روسيا وكأن وحشا كاسرا يهدد البيوت الامنة في اوربا والغرب كله , وكاد الناس انْ يصدقوا كل الاساطير التي نسجت حول اوكرانيا والتدخل الروسي ,وعجت مجالس الاتحاد الاوربي والامم المتحدة ومجلس الامن بالاجتماعات المتتالية وكأن العالم على أبواب حرب عالمية ثالثة !!!
أما فيما يخص قتل المواطن اليمني بطائرات البترودولار والعواصم الغاشمة المتحالفة معها , فهو موضوع لايعني حقوق الانسان في الغرب الديمقراطي , والموضوع يقع ضمن الشرعية الدولية كما تتحدث بذلك فرنسا رائدة الحرية الفكرية والمساواة والعدالة...في أكثر من مناسبة تسقط الاقنعة المزيفة عن ديمقراطية الغرب المزعومة , ويبرهن لنا العالم على ازدواجيته الاخلاقية والكيل بمكيالين ...الغرب الذي لايرضى ان يتعلم بأن الشعوب لاتموت وانّ الشعوب تصنع الانتصار بارادتها ودماء شهدائها , سواء أغمض الغرب عينيه عنها أو فتحها, الأمر سيان أمام صيحة الفقراء والمهمشين في الجبال اليمنية الشامخة , مثل عنفوان عمق الحضارة في اليمن العربي الكريم الشجاع.. .
مقالات اخرى للكاتب