مهرجانات وكرنفالات ،وإطلاق البالونات والحمائم في سماء بغداد، وتوزيع التيشيرتات ، يتضاحكون .. يركضون إمام الكاميرات لبضعة أمتار، يطلقون التصريحات ليأتي بعدها دور المداحين والمزمرين والطبالين يشعلون المواقع بالفتح العظيم ، لقد كسرنا الحصار الرياضي، وتقدم منتخبنا الوطني بكرة القدم صفوف المنتخبات، ووزعنا الحلويات ،في افتتاح الملاعب والمنتديات، واحتضنا الشباب وأنرنا لهم الطريق، بل زرعنا عشباً جديدا لأرض ملعب الشعب اليتيم، وأزحنا عن قبرعمو بابا المسكين، كل الحشائش والأشواك والطين ، بل حققنا انجازات في الخليج وأنشون، واكلنا هنا وشربنا الشاي والقهوة واليانسون، ووزعنا الأموال على المحتاجين، فلتحيا رياضتنا التي أصابها الكدر والعوز، وأخيرا التقشف الذي سيقطعها ارباً، بين جاكو واديداس ودوري فوكس المرتقب، مقابل حفنة دولارات تدخل الجيوب قبل القلوب ،وتبوب على طريقة سياسي يدعي انه مفجر الثورات .
**يتسائلون عن المال .. رياضتنا ستتوقف وعروسة الألعاب تتعرى، والملاكمة والمصارعة ستتلظى ،والمبارزة واليد والسلة تتهاوى،وكرة القدم ستنحر،والدراجات ستصبح بايسكلات،والفنون القتالية تنهار، والتجديف والريشة الطائرة وطاولة اوباما بين نار ونار، إما الألعاب غير الاولمبية في خبر كان، والجميع يلطم ويشق الصدور .. ويرددون على المال أخذني .. أخذني ولا تردني .
** يسألني البعض عن الأسباب التي أدت إلى تراجع الرياضة العراقية ،ولماذا هذه إلا مبالاة من قبل المسؤولين تجاهها ،أجبت إن ألرقعة كبيرة ،ومحملة بأطنان من الأتربة الملوثة ، بسماسرة الانحطاط، فحتى الشيطان جمد جميع العابه المؤذية ، عندما رأى ممارسات لم يستطع إن يجاريها ،في وسط مغلف بالحب والطاعة والاحترام ، ومبطن بكل أنواع الفساد، لذا عجزت الأقلام وانسحب الشرفاء ، ولم يتبقى إلا القليل ،منهم يأملون بأن الانحراف لن يدوم وان محاربته واجب مقدس
مقالات اخرى للكاتب