سأروي اليوم لكم قصتان واحدة موجهة للحكومة والثانية موجهة للشعب وفيهما عبرة ودليل على ان الكل مشترك في تدمير العراق بلا استثناء حتى الذي يكتب مقال او ينشر مقطع او يقول كلمة فيها ادامة لروح التفرقة والعداء بين ابناء البلد الواحد .
القصة الاولى ... التقيت مرة باحد الاخوة العرب في امريكا وكان في سفرة للعلاج مع زوجته وبدء الحديث اولا بالتعارف ثم عن وضع زوجته الصحي وما ألم بها وكيف وصلوا الى امريكا فكان كلامه احس به سكاكين تمزق صدري لانه يتكلم وصور قتلى العراق وجرحاه وايتامه وخرابه تمر امام عيني كفلما سينمائي فبكيت بصمت حتى احس انه انني قد بكيت على قصته فبادرني العواطف ذاتها ولم يعلم ان جرحي لايمكن ان يندمل وفي العراق حكومات تتوالا عليه بأي مسمى ولاهم لهم الا سرقته وسفك دمه.
وكانت قصته ان زوجته شارفت على الموت ولايمكن اجراء لها عمل جراحي ثاني في بلده الا في امريكا وسلم امره الى الله بانتظار المصير المحتوم فكانت المفاجأة ان كلمه والدها وقال له لماذا لانحاول ونذهب الى السفارة الامريكية ونكلمهم لان ابنتي مولودة في امريكا .... انتبهوا اخوان فقط مولودة ولم تحصل على الجنسية رجع بها اهلها بعد اسبوع من ولادتها انذاك وهي محاولة لتعجيل سفرها للعلاج لاغير لان حكومته متكفلة بعلاجها ولايريدون الا الاسراع بالسفر وما ان وصلوا الى السفارة وبرزوا لهم شهادة الولادة الا انقلب الامر رأسا على عقب وخرج لهم السفير بنفسه وامر باصدار امر فوري بعمل جوازات امريكية لهم وتسفيرها بنفس اليوم بطائرة اخلاء طبي الى المستشفى الذي ستجرى به العملية.
فماذا تقول حكومتنابهذا العمل واين هي وحجمها في ميزان الحكومات وشعبها بدء ينادي باسقاط جنسيته لانه لايمتلك ابسط مقومات المواطنة .. عراقي من ام واب وابن ارض ويدفن موتاه والحكومة ليس لها حل الا توسيع رقعة المقابر ودائر الطب العدلي لاستيعاب اكبر عدد من الجثث لان هذه الايام صاير ضغط عليهم ..مشكلة الاجئين في دول العالم ومن يوفر لهم العيش الكريم .اذاً ماذا نقول لحكومة تقتل شعبها في الداخل وتُمعن باذلاله في الخارج ولاهم لها الا المكر السياسي والتفنن في طرق البقاء في الحكم حتى وان كان على دماء الشعب .
القصة الثانية _ الى الشعب الذي يريد من الحكومة ان تُلبي له طلباته ولحد الان لم ييأس من التفكير لعل فيها خيرا له ولايعتمد على نفسه باصلاح نفسه اولا ثم مدينته ويترك الحكومة بحالها لانها اصلا ليست حكومته الا عندما تطبق عليه قرارات اعدامه منها الفورية عن طريق عصاباتها اودوائرها المزيفة.
المهم اقرء ايها الشعب مارايت انا.. انتهى فصل الشتاء عندنا وذاب الثلج وظهرت الارض بزخرفها وما ان خرجت شمس الربيع الاولى وبحرارتها المعهودة حتى خرجت مبتهجا مثل جيراني وابناء منطقتي للتمتع بالشمس التي انتظرناها طويلا واذا بي ارى الناس تخرج وبايديها اكياس للزبالة وتنظف في الشوارع مع اولادها يرفعون بقايا اعقاب السكائر وعلب الككولا و بقايا اوراق الشجر التي تساقطت قبل نزول الثلج وكانت مختفية تحت الثلج انهم ينظفون مدينتهم بانفسهم ودون مقابل ولاينتظرون خدمات البلدية ولايفكرون ان عامل البلدية يأخذ راتب اجباري عنه وعن ابو يجي يشيل الزبالة من الشارع وهم يضحكون ويلعبون وكانهم في نزهة وبعد ان يكملوا ملأ الاكياس يُغلقونها ويجمعونها في زوايا بداية كل شارع لتسهيل مهمة رفعها من قبل سيارات النفايات وبهذه الطريقة تبقى مدينتهم جميله وهم مرتاحين لانهم قاموا بهذا العمل.
انظر ياشعبي على هؤلاء من اموالهم يشترون اكياس الزبالة ويخرجون بانفسهم لتنظيف مدينتهم فهل اصبح الشعب الذي ثلاثة ارباعه لايعرف من ابيه افضل منك اذاً لاي مستوى وصلت ولاتعرف نفسك فلازبال تملاء الشوارع والبلدية عبارة عن دوارة تبحث عن البلاستك وعلب الفافون والخبز اليابس اكثر من هم تنظيف البلد والناس لاابالي يرمون اكياس الزبالة اين ما يعجبهم.
وهذا حال البلد الى اين سائر الله واعلم لاالشعب يبني بلده بنفسه ويفرض النظام على نفسه اولا ثم يجبر الحكومة على تطبيقه ولاالحكومة ترتقي الى مستوى المسؤولية وتنهض بالشعب الى مصافي الدول المتقدمة وتبتعد عن الشحن الطائفي وتحولوا الى زبانية جهنم لاشيء عندهم الا تطبيق الاوامر من اسيادهم في حرق الشعب والشعب سلم امره لهم وليس الى الله لان من يسلم امره الى الله ينصره وبالنتيجة سيبقى العراقي مهاناًاينما حل او ارتحل ومن نفسه جنا على نفسه والعراق مات والميت لايعود.
مقالات اخرى للكاتب