بعد كل هذه السنين التي تتوالت على الشعب العراقي وتعاقب الحكام عليه والسياسات المختلفة والثقافات التي حملها الحكام كلٌ على مايشتهي ونتيجة الظلم والقهر والاستعباد التي اشغلت المواطن بفكرة واحدة كيف يجمع قوت يومه او يستطيع ان يدخر لبضعة ايام مقبلة لان الاقدار لا امان لها وخاصة نحن في بلد تحكمه الانقلابات في النوايا بين لحظة واخرى لان الانتماء للوطن اصبح في ضرب المستحيل لان الابتعاد عن شرع الله القويم الذي يحمل كل معاني القيادة الانسانية اصبح هو العنصر الاقوى بعد تلاشي النية الصادقة في حب الوطن والشعب ونتيجة الظروف التي عاشها المواطن انقلب الى نوعين الاول مايمليه عليه فكره صالحا او طالحا يفعل مايشاء ونوعا ماتمليه عليه الثقافة الدينية عبر قياداتها المتنوعة في الفتاوي والافكار والتوجهات وكلاهما على خطأ لانهما يعملان رغم تصادم الافكار الى هدف واحد هو تدمير صاحب معول البناء المواطن الذي هو اصل الوطن وبنائه الاول وشجرته الدائمة في العطاء .
وبهذه الصورة المظلمة لوطن الاشباح التي نرى في طياتها الخيبة في مستقبل مشرق ولو ببصيص امل لفكرة من خلالها ينجو العراق من دوامة التخلف التي يعيشها الان واعادته الى بلد القراءة والثقافة بدل اشعار الدارمي البذيئة والاغاني الهابطة والثقافة الممسوخة التي لاتهدف الا لجمع المال وتلويث العقول اي عاصمة يتم اختيارها للثقافة بل بغداد الان عاصمة للسخافة حتى تعليقات بعض المثقفين على كل مواقع التواصل الاجتماعي ترى العراقي استاذ في الشتم البذيءوليس لديه اسلوب الرأي والرأي الاخر ونزولا من الثقافة الى الشارع الذي يعج بالمليشيات واعمال الخطف اليومية والقتل وغبار السيارات التي حشدت ترابها لخنق المواطن اضافة الى رياح الحرب القائمةحتى المواطن مع نفسه يعيش حربا وذلك بسبب السياسات التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة عليه وخاصة بعد 2003 لانها الحفبةالتي اخرجت العراق من نسيجه العربي والاجتماعي والاخلاقي الى مستوى ضحل من التدني في كل شيء حتى وصل الى الضمير الذي هو لب المشاعر الانسانية وكل هذا بسبب السياسة التي حولت المواطن الى انسان لايبحث عن الحقيقة بل مايمليه عليه قادته كانوا دينيا او سياسيين
ليس له رأي ولاهدف -- اسرق يسرق -- اقتل يقتل -- نام ينام --اكل ياكل -- اشرب يشرب وهكذا يدور في حلقة مفرغة الى ان يصل الى حتفه مباركا بلقب الشهيد وعلى ماذا لايوجد هدف ولهذا كل مسيرات الشعب فاشلة ومظاهراته بائسة وصورية وكل من يكتب مني اولا والى غيري من الكتاب لايجدي كلامنا نفعا والدليل كل العالم قال ان المالكي مجرم وسارق وفي لحظة يخرج في ساحة التحرير ليصرخون له علي وياك علي وهو مدمر العراق وزير يتسبب بسياسته المتخلفة الى منع طيران بلاده من دخول اكثر من ثلاثين دولة ولم يحاسبه احد فهل بعد هذا الحدث من مقال لن يستفيق العراقي حتى ينتفض مع نفسه ويخرج من دوامة التابع الى الانسان الحر الذي يرى الشمس اجمل من فتاوي القتل وسياسة التمزيق العراقي والطائفي التي وضعها فيه القادة المجرمين وحولوه من متخلف ثقافيا الى درجة اعلى ان يقتل نفسه اولا بتسليمها للشهوات ثم قاتل مأجور عقائديا اي سيكون اجره اما على الله او على الحسين فالعراق لايوجد فيه قتل لقضية ما بل قتل ديني ممنهج يستهدف اولا تشويه الاسلام على انه دين ارهاب وثانيا اضعاف المسلمين عن طريق الاقتتال فيما بينهم .... فهل سيعي المواطن البلاء الذي هو فيه .
مقالات اخرى للكاتب