Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عاصفة معطرة بروث الابل
الجمعة, حزيران 14, 2013
حافظ ال بشاره

 

اتعجب عندما أقرأ بحوثا ودراسات عراقية غنية بالارقام والجداول الملونة حول كيفية تنفيذ التنمية ، ومكافحة الفقر والبطالة وازمة السكن والفوضى الاقتصادية ، والكاتب يعلم ان هذه الموضوعات هي بنية فوقية لا يمكن انجازها ما لم تتوفر لها البنية التحتية ، وتشمل البنية التحتية : وجود وطن موحد ، دولة ذات سيادة ، سلطات منفصلة ومستقلة ، دستور ملائم يحظى باجماع وقابل للتطبيق ، برنامج حكومي واضح ، سلطة نيابية قادرة على المراقبة والمحاسبة ، كل هذه العناصر غير متوفرة الا بالاسم ، الحكومة صارت مشكلة من المشاكل وليست لحل المشاكل ، هذه الدولة اسيرة الارهاب والفساد وكل منهما يرفد الآخر ويسانده ، الفساد زلزال اخلاقي اداري ضرب العراق ، وقد هتكت أمامه عصم الناس حاكما ومحكوما ، أما الارهاب فله قصة مرعبة وهو ليس مجرد ظاهرة جريمة منظمة بل هو منعطف حضاري ، فالمجتمع يدفع ثمن بقاءه اكثر من 3 عقود تحت عبودية الطواغيت ، ثم عقدا تحت هيمنة الارهاب ، ثم هيمنة الفساد الميؤوس من اصلاحه ، تراجعت الحياة الاجتماعية كثيرا ، ووهنت خيوط التضامن الاجتماعي ، وغلبت الحياة الفردية بكل ابعادها ، وتعرضت البنية الاجتماعية الى هزات خطيرة فسادت حالة الانطواء والاعتزال والشعور بالخوف من الآخر ، فوجدت قوى التخلف فرصتها الفريدة فسحقت قوى التطور والتحديث ، فكأن العراق زحف زمنيا بتأريخه متقهقرا ، البلد الذي كان بالمقارنة مع دول المنطقة مثالا للمدنية والعمران والوفرة الاقتصادية والفنون والآداب ، بينما كانت دول النفط الحالية تغرق في رمال البداوة والتخلف والعزلة ، لكن بعد عقود تجتاح بداوة نجد والحجاز هذا البلد بكل ارهابها وتكفيرها وجاهليتها ودمويتها وحمقها لتحول العراق المدني الى ساحة للقتل العشوائي والكراهية والعبث والتدمير الممنهج ، نموذج تأريخي مقلوب !! فبدل ان يذهب العراق لجلب البدو الى قصور الحضارة البغدادية النجفية الموصلية ، جرى العكس هم الذين هاجموه ليأخذوا به الى خيمة قرونهم الوسطى ، انتصر سكان الربع الخالي على عراق الحضارات ، اشتروا بعضا من النخبة السياسية ولقحوها بفايروسات الارهاب والطائفية والكراهية ، سيل بدوي حانق من رمال الحجاز الى رمال العراق ، منازلة أخرى بين الحضارة النهرية الخضراء وعدمية البداوة الكالحة ، علموا ضحاياهم لغة التقسيم والعدمية ، اعادوا دفن الشافعي وابي حنيفة ومالك وابن حنبل وشطبوا على المنجز الفقهي والاخلاقي والعقيدي للطائفة السنية الكبيرة العريقة المتسامحة ، اطلقوا في شوارع العراق جمل عائشة وعورة عمرو بن العاص وقرود يزيد اشباحا متحركة كلما صرخت في ظلام العراق اعادته قرنا اضافيا الى الوراء ، اصبحت حياة البلد زحفا الى الوراء على كل الاصعدة ... ان اعادة الحياة بحاجة الى مواثيق شرف لجميع الشرائح ، ميثاق شرف سياسي ، ميثاق شرف اعلامي ، ميثاق شرف عشائري ، ميثاق شرف طلابي ، ميثاق شرف مذهبي علمائي ، تعهد وضمان لمواجهة موجة البداوة المعطرة بروث الأبل ، تلك الموجة التي رافقتها موجة عراقية من التفكك الاجتماعي ، فقد تركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كان الخائفون الصامتون يتصورون انهم سيحافظون على حياتهم ، لا يعرفون انهم بهذا الصمت يضعون انفسهم واهليهم في قبضة الفناء ، فهل من صحوة تبدأ بميثاق جديد ؟

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36785
Total : 101