المتتبع الى الشأن السياسي العراقي منذ 2003 يجد تناقضات كبيرة لدى معظم الاحزاب، والكتل، والشخصيات، وقرارات مرتبكة، ومراهقة، وفي زخم هذا التناقض الرهيب جعل المواطن يعيش الارباك في حياته اليومية؛ ولا يريد يسمع ما كان بالأمس.
في ضل غياب المشروع الوطني، وعدم الرؤية الواضحة لدى بعض الكيانات، والاحزاب السياسية في العراق، جعلتهم يعيشون الضبابية، وغياب الشفافية بكل شيء، ويلجأون الى اساليب خاطئة، ومطبات خطيرة؛ افضت في نهاية المطاف الى احتلال محافظات، ومدن، وزهقت ارواح، وسلبت ممتلكات من قبل قوى التكفير، والارهاب"داعش".
حيث جمعت تلك الأحزاب حول عرشها أصحاب سطوة اللسان، والمتملقين في حضرت السلطان، وجعلتهم سوراً يحتمون به، ومخالب يهاجمون الأخرين، وأنياب حاقدة، والسن تتاجر بأرواح الشعب، وتنفخ في موقد الفتنه الطائفية، والحزبية، والقومية، وافواه لا تتكلم إلا ونرى الاشلاء متناثرة، والرؤوس مقطعة.
هذه الثلة الباغية التي تتعامل بأرواح الشعب العراقي بالمعادلات الرياضية، واستباحة الدماء من اجل دنيا غيرها، وجدت نفسها اليوم خارج الكابينة الديمقراطية، وتغرد خارج السرب كما يقولون، وهي نفسها التي زرعت روح العداء، والتهكم، وتخوين الأخرين في نفوس انصارها، وتجمع حولها المتعطشين الى البطولات، والخطابات الحربية، والقرارات الانفعالية.
مع جل احترامنا الى الدلالات، والكوالات(أي الدلالة هي التي تبيع، وتشتري في الاسواق، والكواله هي التي تقرأ على الاموات في العزاء) كونهن يمتلكن سطوت لسان رهيب، ولا يخشن من الألفاظ النابية في محضر الرجال الجنب، وهذا ما جاءت به بعض الكتل، وجمعتهن حولها، ومهاجمة خصومها متى ما تشاء، وتقلب الحقائق، والتنصل من المسؤولية، والقفز على ارادة الشعب.
احد تلك المخالب ارادت سحب الضباط، والقوات العراقية من مواقعها، وترك مقاتلة داعش في المناطق، والمحافظات الغربية من العراق، وجعل قوى التكفير، والارهاب داعش تقتل الابرياء، وتستبيح الاعراض، وتفجر مراقد الأنبياء، والاولياء، والصالحين، وتهجر العراقيين من مناطق سكناهم، واوطانهم، والمخلب الثاني اراد ان تغرق العاصمة بغداد بدماء الابرياء، ويجعلها تطفو على الاجساد المتناثرة.
اما رأس الافعى، وصاحبة المعادلة 7*7 ارادت ان تقود باكورة الانقلاب العسكري على العملية السياسية، وتحرق العراق، وتصفيت القادة الوطنين جسدياً؛ باعترافها الصريح على الفضائيات بإرجاعها الضباط، الذي قمعوا الانتفاضة الشعبانية بدايت التسعينات من القرن المنصرم.
اما الأن نقول، وبكل ثقة ان طاقم المركب الجديد قد اعلن انطلاقة في 11 اب 2014 الى محطته الاخيرة في 11اب 2018، وسوف ينتهي هذا العواء كل ما تقدم المركب خطوة الى الامام...
مقالات اخرى للكاتب