لم يكن من العسير ان تصيب التوقعات والاجتهادات في قراءة التأثير المباشر للأوضاع المتفجرة على الساحة العربية لما تشهده من تغيرات متسارعة في المواقف وردود الفعل الدولية وتفرض عدواها السلبية على صميم الوضع العراقي الذي يعاني اصلا تشنجات وتوترات عميقة على المستويات كافة نتيجة فقدان النخبة السياسية للارضية المشتركة لتوحيد المواقف والتوجهات تجاه القضايا المصيرية للبلد او ما يمكن ان يمتد تأثيرها عليه ، واستمرار انعدام التوافق و التجاذب السياسي رسم خارطة مشوهه لطبيعة العلاقة التي تحكم الكتل السياسية وتعري مقاصدها وتكشف لهاثها للمنافع الخاصة على مدى السنوات العشرة المنصرمة ،الى ان وصل امر ارتهانها الى اجندات خارجية حيث يمكن تقسيم ولائها او انتمائها بشكل صريح وعلني لتك الجهات ، مما قيد مسارات الموقف الداخلي و الخارجي العراقي بفروض تلك الاجندات الخارجية ويعتبر من الاسباب الجوهرية لضعف الموقف العراقي وتحجيم تأثيراته في القرارات المتخذة في الميادين الدولية المختلفة ،ودول عربية نافذة لها موقف عدائي للعملية السياسية في العراق وارتباطاها مع القوى الدولية ، كان لها دور واضح في تهميش مواقفه و جعل الصوت العراقي في المحافل والاجتماعات العربية والاقليمية دون صدى يمكن ان يعول عليه في التغيير او التأثير على الاخرين، وتوضح ذلك في الاجتماعات الاخيرة للجامعة العربية او المؤتمر الاسلامي او المنظمات الدولية على مختلف عناوينها ، حيث تغيب الموقف العراقي وتراجع ولم يكن له حساب يذكر في كافة الترتيبات التي تجريها الدول المعنية وخصوصا بقضية سوريا رغم ان العراق اقرب دولة امتد لهيب النار الى ساحته، لذا يتحمل السياسيون مسؤولية الوهن والضعف وما تعرض له العراق من نكبات وكوارث امام الله والشعب .
مقالات اخرى للكاتب