من البديهي وحسب ما يرى ان أي سياسي وبالخصوص ساسة العراق يرون ان المثقف هو العدو الاول لهم .. فالسياسي بارع في الخداع والمناورة وديدنه الكذب والنفاق وكذلك الصاق التهم وقذف المنافسين بأساليب مبتذلة ورخيصة .. بل ان كل هم السياسي هو كيفية اعتلاء المنصب واخذ حقوق الاخرين ونهب الاموال لمصلحته ومصلحة الجهة السياسية التي ينتمي اليها وهو بعيد من الناس وقريب من رغباته (وهذه الصفات رأيناه جليا نحن العراقيون في كل ساسة العراق اليوم .. لا بل ان ساسة اليوم تعد هذه الصفات من ابجدياتهم فهم تفوقوا بأكثر من هذه !!!) ..
اما المثقف فهو القريب من الناس والعالم بأوضاعهم ويحول مشاعرهم وآلامهم الى فنون كالشعر او القصة او المسرح او الرسم او النحت او أي فن من الفنون كي يتم معالجتها او ايجاد الحلول لها .. كما ان هم المثقف بناء وطن ينعم بالامن والاستقرار وحرية الاراء والتسامح والعيش الرغيد وعدم اسقاط الاخرين بذرائع وتهم باطلة .
من اجل هذا بدأ ساسة اليوم بوضع العراقيل امام أي مشروع يدعم شريحة المثقفين والحيلولة دون تطوير مشاريعهم لبلوغ اهدافهم لانها ستأتي في الاخير في غير مصلحة السياسيين لانها ستكشف مأربهم ومؤامراتهم وخبثهم واطماعهم الدنيئة ..
المنحة السنوية والتي جاءت على غفلة من الساسة كانت كالصاعقة التي وقعت على رؤوسهم المتحجرة فحاولوا وعبر ثلاث سنين من اجهاضها وقمعها (كما اجهضت واقمعت مشاريع للوطن وللشعب) ولكنهم لم يتمكنوا حتى اتت فرصة ما يسمى بالاصلاحات الحكومية فكانت اولى مهامها قطع هذه المنحة والخلاص منها .
جيوش الحمايات التي تحمي عوراتهم وملايين الايفادات لتنزيه عهرهم لا يشملها التقشف والاصلاحات بل (فتافيت) منحة المثقفين هي التي نخرت الخزينة وافلست الدولة .. وزارة الثقافة (البعيدة كل البعد عن الثقافة والمثقفين) التي يعنيها الامر لم تحرك ساكنا وهزت برأسها الذليل امام امر وزارة المالية دون أي دفاع عن حقوق المثقفين .
ليكن بعلم الساسة ان اقلامنا وافكارنا لا تقف عند منحتكم او تتوهمون ان قطع المنحة سوف تكمم افواهنا وتكسر اقلامنا .. بل ستزيدنا قوة لكشف كل مؤامراتكم واطماعكم على هذا البلد الذي ابتلي بكم شر بلية ..
مقالات اخرى للكاتب