تحتفل شوارع بغداد ومجاريها وتيوبات عربات السيارات المطاطية الممتطاة من قبل الصغار والكبار لعبور ازقة بلعتها مياه المجاري بالعيد الوطني للمطر , جموع من الاطفال استوطنت سطوح المباني بعد طوفان غرف النوم ليتوقف عمل العلاقات الشرعية , كخطوة لتحديد النسل , عرس وطني النساء استنفرن فيه النساء خزين السطلات التي عانقت مياه الامطار الممتزجة بمياه المجاري الآسنة الطافحة , عيد للهرج والمرج وتلاطم السيارات تحت انظار اشارات المرور المطفئة , ومنظر التزحلق وبناطيل تحولت الى شورتات بفعل الكفة المرفوعة على زرور المنكوبين , وتنانير غاصت حد الخصر في مسابح غادرت الاسفلت لتعلن وحدة وطنية مع مياه المجاري , مدن الوطن وقراها وبيوتها تطفو على مياه المطر والمجاري والجزمة تعلن موقفا رسميا لتقديم الاستغاثة في احساس عالي المستوى بالمسؤولية يفوق قدرة المسؤول على تقديم نظيرتها , منظر يتكرر اكثر من مرة في شتاء عراق الاربعة مليون برميل للنفط المصدر الى جيوب الدول الكبرى وحافظات المسؤولين الاكبر , احلام تبللت واخرى طفحت , كل هذا والحكومة المتناسية لعيد الحب , تعلن يوم المطر عطلة رسمية , ليس احتفالا بالمطر كمشروع للحياة , وإنما لإيقاف الحياة التي تعطلت بسبب سوء الخدمات , ومرورا عند العطل الديمقراطية للوطن الغارق في مجاري الساسة السفلة وحرمنة المزورين , ارى مناسبا ان نمر بعطل مشابهة تستوقف فيها الحياة , وابرزها عطل حظر التجوال الوطني , حيث وفي كل مرة تشتد فيها آلة الارهاب اليومي على مدن الوطن وشعبه الاعزل , تبادر حكومتنا بإعلان حظر للتجوال , وهنا يتزامن الفعلين الارهابي وقرار الحظر في مشروعين متشابهي الاهداف ومختلفي الاجراء , حيث يعمل الفعل الارهابي وفلسفته على تعطيل الحياة , تارة بسلب الحياة من بشر لا حول له ولا قوة , وتارة اخرى لإثارة الخوف في نفوس من لم تسلب منه حياته لتعطيل حياة المجتمع العملية , اما الحظر التجوالي فهو تعطيل للحياة دون صوت للمفخخات وآثار اجساد تمزقها صراعات التطرف الفكري الديني والسياسي , وتبقى حياة المواطن وآماله حبيسة اعياد الموت والحظر والمطر , الملفت للنظر في عيد المطر انه تزامن مع عطلة مجلس النواب النصف تشريعية , فغابت عن شاشات التلفزة صيحات المبحوحين منهم والجهورين , فضاعت عليهم فرصة ثمينة للمتاجرة المعلنة بحياة الناس وهمومهم , وفي كل هذا الظرف الطافي المحمل برائحة النفايات المبللة , تزدحم الشتائم مختلفة الالوان والأنواع , خارج اسماع مرتادي العربات المظللة رباعية الدفع.