رايات آلأمام الحسين (ع) وصلت شمال أمريكا في القطب الشّمالي و في معظم المقاطعات الكندية حتّى القطب الجنوبي في إستراليا و نيوزلندا مروراً بأوربا و آسيا .. في الهند و الصين و بنغلادش و أندنوسيا و كل أرض آلله وهم يحيون ذكراه كل عام في عشرات بل مئات آلمراكز و الحسينيات و المساجد .. إنّه أمر الله تعالى و لا علاقة لها بآلجهد البشري!
فما آلسّر في هذه القضية مع إنّ آلتأريخ ألأنسانيّ فيه آلاف بل ملايين الأحداث و المعارك و القتل و الملاحم!؟
لقد عرضت الفضائية الفرنسية الخامسة (تي في سنك) قبل أيام فيلماً عن جماعة في الصّين لم يصلها التلفون و لا الكهرباء و لا السيارات و لا آلأنترنيت .. تعيش معزولة في ذرى اعلى جبل في الصين!
هذه الجماعة كما رايتها تقيم مجالس العزاء من اوّل محرّم الى يوم ألأربعين حزناً على الحسين ألمظلوم!
فلا تأكل اللحم ولا تتعطر ولا تتزاوج و لن تسمع في بيوتها وازقتها سوى ولولة و نُواح تميّز منها (ياحسين ياغريب) و هم ينطقونها بصعوبة, و المُعلّق يتساءل بجديّة و دهشة: [كيف وصل الحسين الى هؤلاء و هم لا يعرفون العربية و لم يبرحوا قصبتهم الجبليّة المعزولة و ربما هؤلاء لم يعرفوا التاريخ ولا شأن لهم به!؟]
ومن يشاهد "الريبورتاج" سيتعاطف مع تساؤل المعلق : [كيف وصل الحسين الى هؤلاء ؟]
نعم لقد وصل الحسين الى كل مكان!
كما أن شجرة "فاتيما" ألمعروفة في أحدى مناطق إستراليا لهي دلالة أخرى على مظلومية أهل البيت, و لتلك الشجرةألتي يتبرك بها آلكثيرون حتى المسيحيون قصّة عجيبة شهد لها أهل قرية أجنبية مسيحية كاملة ما زالت الشجرة تُعانق السماء, رغم إنهم لم يسمعوا من قبل بإسم "فاطمة الزهراء" عليها السلام, و للقصّة شجون لا مجال لذكر تفاصيلها هنا!
صوت آلأمام الحسين و مظلوميته وصلت آلشرق كما الغرب عن طريق الأندلس التي كانت بأيدي المنتصر المتغلب من العباسيين الى الأمويين الى سواهما و كانت مواكب العزاء في مدن الأندلس و أريافها تغيض الحكام واللؤماء! فدبروا للمواكب الحسينية المذابح و الحرائق و الضرب بالهراوات! لكنهم خابوا فقد اضحى العدد في تزايد و التحدي في تصاعد!
المواكب الحسينية بعد تلك المذابح صارت مثل بحر تتدافع امواجه !! و لأنها امواج بشريّة كما يقول ( ليفي بروفنسال ) فقد اضطر الحكام الى الرضوخ للأمواج البشرية! ممّا يُعزز انّ الحسين مبدأ و قضية ازليتان و ليس حالة طائفية خاصّة كما يتوهم البعض!
فقد كتب فيه المسيحي و الصابئي و اليهودي و السيخي بل و كتبتْ عنهُ اقلامٌ معروفةٌ بتقاطعها مع الدين ! و لم يكتب احدٌ من هؤلاء عن الحسين و كانه حكرٌ على طائفة او دين و إن كان الحسين مسلماً وطالبيّاً و في الصميم منهما ايضاً .. و لكنه مُلك الإنسانية جمعاً وقصراً !
و رهان المباديء و السمو و الحضارة قطعاً و جزماً!
إنّه سرّ حركة آلوجود!
و آلسّؤآل ألذي أطرحه بعد هذا هو:
ما حكم آلمسؤوليين العراقيين المجرمين ألّذين يسرقون أموال الناس و الفقراء عبر رواتب و مخصصات شهرية تعادل حقوق أكثر من 150 عائلية عراقية دفعة واحدة في كل الشهر و على مدى آلعام و منذ 2003م .. ثم يلبسون السواد في عاشوراء متظاهرين امام الناس بحزنهم و خدمتهم للحسين(ع)!؟
ألجواب متروك للشعب, و شكراً لكم.
مقالات اخرى للكاتب