تعد زيارة الأربعين، من أهم وأضخم الزيارات، التي تشهدها كربلاء؛ لما لها من فضل عظيم، وهي من علامات المؤمنين، كما ورد في الروايات.
الأربعون سر من أسرار الخالق، لم يصل العلماء إلى تفسيرها، فنلاحظ هذا الرقم، قد ورد في كتابه العزيز عدة مرات، فقد قال في محكم كتابه (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة)وقال جل وعلا(قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة)وقد ورد(حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة) وقد ورد هذا الرقم في بعض، الأحاديث والروايات لا يسع المقال لذكرها.
لم يقتصر ذكر الأربعين على المسلمين، بل حتى غير المسلمين، لديهم إعتناء بالفقيد، بعد أربعين يوما من وفاته، فالنصارى يقيمون حفلا تأبينيا، يوم الأربعين من وفاة فقيدهم، يجتمعون في الكنيسة،ويعيدون الصلاة عليه المسماة بصلاة الجنازة.
فكيف بذكرى أربعينية سبط الرسول، الذي كان عظيم الموقف كبير التضحية، يقول الإمام الباقر(إن السماء بكت على الحسين، أربعين صباحا تطلع حمراء وتغرب حمراء).
نجد أن كل الطغاة، الذين حاربوا الشعائر الحسينية ،سقطوا ومحي ذكرهم، وبقي ذكر الحسين، فلاحظنا بعد سقوط الطاغية صدام، تزايد أعداد الزوار، عاما بعد عام، حتى وصل عدد الزائرين، في العام الماضي، قرابة عشرين مليون زائرا، ومن بلدان مختلفة، وهذا التجمع البشري الهائل، لم تشهده أي بقعة من بقاع الأرض سوى كربلاء.
قد أبرزت تلك الزيارة، كرم العراقيين، وحسن ضيافتهم، رغم تلك الأعداد المليونية، إلا أن الزائرين، قد توفر لهم كل مايحتاجوه، من طعام وشراب وسكن، ووسائل الراحة الأخرى، فضرب العراقيون مثلا رائعا في الكرم، وإستقبال الزائرين، لهذا أختير العراق في المركز الأول، في مؤشر الكرم والعطاء العالمي.
لزيارة الأربعين دلالات عديدة، فهي رسالة واضحة، لكل الطغاة والنواصب، بأن تواصلنا مع الحسين، هي قضية مبدأ، كلما إزداد أولئك حقدا وحربا، إزددنا تمسكا وإصرار، على تخليد القضية الحسينية، فالمقاتلين في جبهات القتال، يستلهمون من الحسين العزيمة، والثبات والصبر، ونيل إحدى الحسنيين، إما النصر أو الشهادة، ليلتحقوا بالحسين وأصحابه.
مقالات اخرى للكاتب