من كان حقا قد فوجئ بظهور المالكي في ساحة التحرير فليراجع نفسه. ومن غضب فليغضب على نفسه أولا. الطائفية ليست لعب جعاب. بلد تحكمه الطائفية وتتحكم في عقول أهله ماذا تنتظرون منه غير ان يهتف للسارق وللغبي. كنت أتوقع ان تأتيني بعض الرسائل والاتصالات حول ما حدث. في الحقيقة كان العدد اكثر مما كنت اتوقع. كان ردي على الجميع، كرد الكبير عريان السيد خلف:
اجيبه بكل برود وعودتي بسني
لانه من الهموم ولا الهم مني
اجابتي كانت للجميع ضحكة عريضة مع رد بوصف الذي حدث على انه كتلك التي ضاعت في سوق الصفافير يا أصحاب، فعلام انتم منخبصون بها؟ عودوا واقرأوا ما كتبت قبل سنين فان وجدتم أنى لم احذر من كل الذي حدث من خراب ودمار وفساد ورعونة عاتبوني. ماذا تنتظرون من طائفي حكم البلد ثماني سنوات وضيع كل ما فيه من خير دون ان يحاسبه أحد، غير ان يحول العراق الى سوق صفافير.
اغرب ما سمعته من المحتجين على وقفة "الحجي" بساحة التحرير هو اتهامه بأنه دنّس قداستها. أولا، ليعذرني الربع والقراء عن اعتقادي بان اوصاف القداسة التي تلحق بالأشخاص والأماكن العامة تخيفني واني اراها حيلة دفاعية تزيد ادمغة الناس غسلا. ثانيا، ساحة التحرير ما هي الا واحدة من مئات الساحات في بغداد وهذا يعني ان بغداد مقدسة أيضا. ولأن بغداد واحدة من مدن العراق فالعراق بهذا المعنى يصبح مقدسا أيضا. فأين كان هؤلاء المتباكين على "القداسة" من وضع العراق كله تحت رحمة ولايتي المالكي؟
اعود لضحكتي، التي بلا غرور أقول اني اعتز بها، على الذين تسيدوا منصة تظاهرة السبت بالتحرير وعلى الذين هتفوا لهم مرحبين ومهللين ومطبلين. اضحك لان الهاتف والمهتوف له يضحك على نفسه. وما الذي لا يضحكك أيها القارئ اللبيب وانت ترى المسروق والمنهوب والمقتول يصفق لسارقه وناهبه وقاتله ولأيقونة الغباء في بلده؟ لمن نسي او تناسى فهذا هو شر البلية التي عندها يحلو الضحك ان لم اقل انه مطلوب جدا.
مقالات اخرى للكاتب