طغى على الساحة الاعلامية بكل اشكالها هذه الايام موضوع ..تحركات الجيش التركي داخل الاراضي العراقية ..وتناول هذا الخبر العديد من السياسيين حتى أصبح الكثير من الاعلاميين يتراكضون للحصول على سبق صحفي واعلامي من اجل الاعلان عنه عبر وسائل الاعــــــــلام التي ينتمون اليها.. والبحث عن أخر تطورات هذا الحدث الجلل الذي مس سيادة العراق ((المصونة)).

وهنا اريد ان استعرض قليلا الهرج والمرج من بعض هذه التصريحات التي لم يفهم المواطن العراقي شيئا منها ..بسبب تضارب واختلاف تلك التصريحات.

فبعد اعلان رئيس الوزراء التركي السيد داود اغلو..السبت الماضي ان تحرك القوات التركية داخل الاراضي العراقية جاء بالتنسيق مع بغداد وان تركيا تدعم حكومة السيد العبادي …وبين ان قواته دخلت من اجل اقامة دورات تدريبية عسكرية .

دعت حكومة العراقية الجانب التركي الى سحب قواتها من الاراضي العراقية ..واوضح السيد العبادي لوزير خارجية المانيا ان دخول القوات التركية الى الاراضي العراقية يعد انتهاكاً للسيادة العراقية. في حين ان وزارة الدفاع اعلنت انها غير متاكدة من بقاء القوات التركية او انسحابها من العراق ..

بينما اعلن المتحدث المدني لوزاره الدفاع السيد نصير نوري ..انسحاب القوات التركية من العراق.

وبنفس الوقت استدعت وزارة الخارجيه العراقية السفير التركي في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج رسمي بهذا الصدد.

و اعلن محمود سورجي المتحدث باسم قوات الحشد الوطني في تصريح صحفي ان القوات التركيه تنتشر على اطراف الموصل .

واتهم نائب عن المكون التركماني جاسم محمد جعفر رئيس اقليم كردستان ورئيس ائتلاف متحدون بعمل مؤامره ؟؟واضاف ان القوات التركيه دخلت الموصل قبل اكثر من عام ؟؟؟..وبين ان هناك اتفاقاً بين الولايات المتحده الامريكية وهذه الاطراف لسد الطريق امام الحشد الشعبي في الدخول الى الموصل .

وطلب رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي السيد حاكم الزاملي اصدار اوامر للقوة الجوية العراقية بضرب القطعات التركية في حالة عدم انسحابها من العراق.

وفي الوقت نفسه اعلن المسؤولون في الادارة الامريكية عن علمهم بتحرك القوات التركية وان هذا التحرك ليس جزءا من انشطة التحالف الدولي.

اما ايران فقد وصف مساعد وزير خارجيتها للشؤون العربيه والافريقيه حسين اكبر عبد اللهيان دخول الجيش التركي الى الاراضي العراقيه بالاجراء الخاطىء .

وبعد هذا الاستعراض للتصريحات الصادرة عن المسؤولين العراقيين وغير العراقيين حول هذا الموضوع الذي ظهر على الساحة الاعلامية بقوة …اود ان اوضح رأيي المتوضع بهذا الصدد.

ان كثرة التصريحات الاعلامية لهذا المسؤول او ذاك وتناقض بعض التصريحات بينهم …سيخلط الاوراق على المواطن المتلقي ..وسيجعله مشتت الافكار ..

ثانيا يجب على وزارة الخارجيه عدم الاكتفاء بأستدعاء السفير التركي بل كان يجب ان كان هذا التدخل حقيقيا …ولم يتم تنسيق مسبق بين الحكومتين العراقية والتركية …ان ترفع شكوى الى الامم المتحدة تطلب منها اصدار قرار يتضمن انسحاب القوات التركية من الاراضي العراقية …أو باقل تقدير تحرك وزير الخارجية دبلوماسيا على كافة الصعد ..للضغط على الجانب التركي لسحب قواته من الاراضي العراقية.

متابعاتنا الاعلامية والسياسية …تؤكد وجود قوات تركية على الاراضي العراقية منذ منتصف التسعــــينات من القرن الماضي.

ثم ان مدينة الموصل باكملها محتلة من قبل تنظيمات داعش..فلماذا كل هذا التصعيد غير المسبوق ..؟؟..ثم ان كان هذا التدخل التركي يشكل انتهاكاً للسيادة العراقية ونحن نؤكد ذلك …فما بال تدخل احد دول الجوار طول وعرض بالشأن العراقي …ألم يشكل ذلك انتهاك للسيادة .

من جانب اخر اليس من المتوقع ..ان تكون هذه الزوبعة للتغطية على مايجري من اتفاقات وعقود سترهن ثروات اجيالنا لعقود من الزمن كما في العقد مع اليابان قيد المناقشه في البرلمان …؟؟

وقد تكون الغاية من هذه الزوبعة ..ابعاد الرأي العام عن رخص التخويل النفطية الذي اصبح العائد المالي المتحقق من بيع الثروة النفطية عاجز عن تسديد استحقاقات الشركات المنتجة.

كذلك من المتوقع ان يكون ازمات كهذه ..هو ابعاد ساحات التظاهر عن المطالبة بكشف واحالة الفاسدين واللصوص الى القضاة بعد ان توضح للشعب العراقي ان معظم اولئك السراق ..هم من المتنفذين السياسيين في الدولة العراقية.امور كثيره قد تكون وراء الاهتمام بهذه الزوبعة وتوجيه الاعلام والراي العام العراقي لها ……والله يستر من المفاجات غير معلومة لنا نحن المتابعين.وأخيرا نقول للسادة السياسيين ان السيادة العراقية ((محفوظة )) ولا تستطيع اي دولة اختراقها…والدليل على ذلك..ان الولايات المتحدة الامريكية …ودول الجوار تصول وتجول وبشكل علني بكل شؤون العراق الداخلية والخارجية …؟؟..

حتى غدا العراق مرتعاً لكل الطامعين .. والمستعمرين.. وشذاذ الافاق ..بفضل وحنكة ادارتكم العلمية الرشيدة…