العراق تايمز/ وكالات : تلقى الكويتيون صدمة عنيفة لم يفيقوا منها حتى الآن.. فجأة اكتشفوا أن أموالهم التي ترسلها الحكومة وبعض الحركات السياسية إلى المجموعات المسلحة في سورية فرخت كتائب سمت نفسها بصدام حسين الذي احتل الكويت واستباحها في ذلك الصيف من عام ألف وتسعمئة وتسعين.. صدمة أحدثت جدلا سياسيا واسعا في الكويت لم يتوقف بعد .
ما هو حال الكويت، انتم الكويت اقتطعتموها لما كانت جزء من العراق،من ينسى تلك المشاهد من شهر أغسطس آب عام 1990 عندما اجتاحت قوات صدام حسين دولة الكويت واحتلتها مستبيحة مدنها وقراها وبيوتها مدمرة مقدراتها وسارقة ثرواتها . لن ينسى الشعب الكويتي تلك الأيام المظلمة من حياته .
ولكن تزامنا مع الذكرى السنوية الثانية والعشرين لاحتلال الكويت شاهد الكويتيون مشهدا أذهلهم وقلب بشكل كلي الصورة التي رسمتها حكومتهم عن المعارضة المسلحة في سورية مبررة تمويلها من أموال الكويتيين .
أنا القائد الثوري أسامة محمد جولات أعلن أنا ومجموعة من الضباط، وصف الضباط، والجنود من تشكيل كتيبة الشهيد صدام حسين أعلنها في ريف إدلب الجنوبي سيفاً من سيوف الجيش السوري الحر، وسنعمل جاهدين على إسقاط النظام الطاغي المجرم بكل ما أوتينا من قوة وصمود لبناء سورية الحرة والله ولي التوفيق.
ولم يكد مشهد إعلان كتيبة صدام حسين في ما يسمى الجيش السوري الحر يصل إلى الكويتيين حتى ثارت ثائرتهم ووصلت إلى الشارع والصحافة وأروقة مجلس الأمة حيث تبادل النواب الاتهامات حول كيفية هدر الأموال الكويتية في سورية على من يوالي صدام حسين الذي احتل ودمر الوطن والشعب .
وردا على الحرج الكبير قال النائب وليد الطبطبائي المتحمس لتمويل المجموعات المسلحة في سورية :ليس لأي كويتي أو أموال كويتية علاقة بما يسمى كتيبة صدام ونحاول ان نتأكد من صحة الفيديو وأهداف ومنطلقات أصحابه ان كان الفيديو صحيحا .
وقال النائب جمعان الحربش :أشك في صحة ذلك الفيديو وأحسب أنها من صنيعة خصوم الثورة الذين يريدون للمد المجوسي البقاء في ارض الشام غير أن هذا الكلام لم يقنع نوابا كثيرين ومنهم أسيل العوضي التي تساءلت :هل شكلت كتيبة صدام حسين بأموال كويتية؟؟ وقالت سؤال جدا مهم ويستحق جوابا سريعا من نوابنا الأفاضل الضليعين بالشأن السوري مؤكدة من حق الشعب الكويتي ان يعرف لمن تذهب أمواله تحديدا.
واستغربت العوضي ممن يدعي أن تسمية الكتيبة هو أمر ثانوي وبدوره استغرب النائب يوسف الزلزلة إنشاء الجيش السوري الحر كتيبة باسم "الطاغية صدام".
وقال :هل تسمية كتيبة من الجيش الحر باسم صدام حسين، يعني قبولهم بغزو الكويت من قبل المقبور صدام؟.
من جانبه هنأ الكاتب الصحافي نبيل الفضل الإخوان المسلمين الكويتيين والنائبين جمعان الحربش ووليد الطبطبائي بالذات على إعلان الجيش السوري الحر تأسيس كتيبة أسسوها باموال الكويتيين التي اوصلوها إلى دلب، واسموها كتيبة صدام حسين.
واضاف "هذا ما بشرنا به الأسعد قائد الجيش الحر عن طريق الحربش عندما قال للحربش والطبطبائي عندما زاراه في سوريا انه سيرد له جميل الكويتيين الذين ساعدوه وهو يفي بوعده .. لا بارك الله فيه ".
واضاف الفضل :الاخوان في ال1990 لم يشجبوا غزو صدام للكويت بل ايدوه واليوم نواب الحركة الدستورية الاسلامية يقدمون التبرعات الكويتية لتأسيس كتيبة باسم صدام ويطلقون عليه شهيدا استفزازاً لمشاعرنا!! وتساءل تأسيس كتيبة صدام كم كلف المتبرع الكويتي؟.
أما النائب يوسف الزلزله فتساءل :هل تسمية كتيبة من الجيش الحر باسم الشهيد صدام حسين يعني قبولهم بغزو الكويت من قبل المقبور صدام؟ مضيفا رحم الله شهداءنا الذين قتلهم صدام وزبانيته.
من جهتها قالت مرشحة الدائرة الثالثة السابقة صفاء الهاشم مهاجمة انكار النائب جمعان الحربش تشكيل كتيبة بإسم صدام حسين :انكارك وتشكيكك بالكتيبه الصداميه التي دُعمت بأموال الكويتيين ممن وثقوا بكم لتوجيهها بالقنوات الخيريه أمر مضحك ويعرّي تناقضاتكم مضيفة أتحداك أن تخرج بكشوف ماليه تثبت قيمة التبرعات وقنوات صرفها؟ .
الكاتب الكويتي عبداللطيف الدعيج أكد أنه ليس من المفروض ان يُفاجأ مؤيدو ما يسمى بالثورة السورية .
فقد كان الدليل واضحا وناصعا هنا في الكويت، فأغلب مؤيدي التمرد السوري ومن أخذ على عاتقه دعمه ماديا وإعلاميا كانوا الجماعة ذاتها التي حملت لواء «الجهاد» في كل بؤر التوتر.
في افغانستان والبوسنة والشيشان والآن في سوريا.. على ذمة احد الاطباء الفرنسيين الذين تطوعوا لعلاج الجرحى والمقاتلين في سوريا فان ستين في المائة من المقاتلين الجرحى هم من غير السوريين وعلى ذمة مراسل "الاندبندنت" فان الكثير من الشيشان والاتراك منضمون الى "الجيش السوري الحر".
واضاف الكاتب ان الجيش السوري الحر لم يخف طبيعته ومستقبل ما ينتظره السوريون منه، فأدبياته واعلامه ذاتهما يعرضان الكثير من الانتهاكات والممارسات غير الانسانية.
وبعد كل ما هذه الاتهامات المتبادلة في الكويت حاول رياض الأسعد قائد ما يسمى الجيش السوري الحر التنصل من المسؤولية لحفظ تدفق المال الكويتي إلى مسلحيه ،تلك الكتيبة لا تتبع الجيش السوري الحر ولا علم لي بها ثم قال ان التسمية يمكن أن تكون غباء ممن قام باختيارها أو اختراقاً من قبل نظام بشار الأسد .