كثرت الارقام التي يتبارى بها اصحابها لخوض الانتخابات الخاصة بالمحافظات , ولعل ابرز الغايات الانتخابية هي صناعة التغيير عبر بديل صالح لأخر جُرب لكنه لم يوفق واثبت فشله او على الاقل لترميم المجالس المتهالكة بواسط تطعيمها عسى ان يحقق الجديد ما فشل به القديم .
في منتصف بغداد تلّخصت المسيرة الغراء لمحافظها (الفلتة ) حيث تقرأ ما قام به السيد الدكتور المحافظ طيلة الاعوام الاربعة المنصرمة ويبدو انه مصم على السير قدما باكمال تلك المسيرة , تجد لافتة (فلكس ) ملونة بابعاد (3 في 3 ) تقريبا كُتب عليها بخط واضح اسم السيد المحافظ وتسلسله وامور اخرى , لكن الملفت ان اللافتة ضمت انجاز المحافظ (توزيع 3200 مولدة كهربائية ) , في بداية الامر توقعت ان هذا يدخل ضمن عمليات التسقيط الانتخابية حيث ليس من المعقول ان يقوم هذا الرجل بفتح قضية معقدة الهبت الناس صيفا , وكيف له ان يطرح برنامجا انتخابيا فيه من اليأس والاحباط ما يكفي لعزوف الناس عن المشاركة , تبين ان الموضوع لا يدخل ضمن التسقيط بل ان المحافظ يعتز بهذه المكرمات ويصر على الاستمرار بها .... بدأ صيفنا مبكرا كما في العام الماضي , وقطع علينا محافظ بغداد كل الامال والاحلام بتحسن واقع الكهرباء , ليس مهما ان نعرف كم كلفت هذه المولدات من ميزانية الدولة وكم هو حجم الفساد الذي رافق شراءها عبر الصفقات المعمول بها في العراق .. اما حجم الوقود المصروف لعمل هذه المولدات فلا يعرفه الا الدكتور محافظ البصرة التي ستبقى تعطي وتعيش قصة البؤس المزمن , وعلى ذكر السيد محافظ البصرة فلا بد لنا ان نستذكر الانجاز التاريخي الفذ المتمثل بالعدد الشيق جدا من المستشارين , اربعون (رقم جميل ) مستشارا في الدورة الاولى ومن المحتمل ان يتضاعف العدد ليشمل اغلب ابناء المسؤولين الذين لم يحصلوا على وظيفة محترمة بسبب صغر السن وغياب المؤهل !!!
قصة المولدات تعكس عجز تام واستسلام مذل لواقع مزري , فكيف تريدني ان اختار من يصر على التراجع نحو عهد مضى ويتبجح وبكل صلافة بطريقة ادارة فاشلة ترافقها سرقات مؤكدة ؟؟
اما صاحبنا الثاني , المحافظ والاربعون مستشار , فمن ابرز انجازاته حرصه على المال العام الذي جعله يعيد 82% من ميزنية محافظة البصرة التي انتشرت على سواحلها العديدة ناطحات السحاب , فضلا عن مياه الاسالة المملّحة لتقي الناس مرض الانخفاض بضط الدم , لم تعد البصرة بحاجة لشيء , اربع سنوات خلت جعلتها جنة الشرق الاوسط (حسب المقارنة العراقية المفضلة , كل شيء يربط بالشرق الاوسط ) .
نتمنى لهم الفوز مرة اخرى ليكملوا ما بدوأه , فمن اعاد ترشيحه يسعى للبقاء في موقعه , وان بقي فلن يعطي اكثر , بل سيرسخ ما سار عليه طيلة الدورة السابقة .
مقالات اخرى للكاتب