ليس تهكما وإنما حزنا، لابل حزنا شديدا على ما يجري في العراق، التظاهرات مستمرة مع مطالب تصاعدية والعجيب أن الكثيرين باتوا لا يعلمون يطالبون ماذا بعدما وضعوا كل المطالب على الطاولة, والحكومة تحاول حل بعض الإشكاليات من خلال وعود ربما حتى لا تصل الى مسامع المتظاهرين وأكثر.
قد لا يعرفون حتى عن إطلاق سراح بعض الأبرياء بصحبة بعض المجرمين نزولا عند رغبات البعض منهم، ليس المهم الآن شرح وضع التظاهرات وإنما التفجيرات المروعة التي حدثت هذا اليوم في منطقة العلاوي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح في اكبر تحدي أمني للقوات الأمنية حيث فجرت سيارتان مفخختان (والبعض يقول ثلاثة) وانتحاريان بحزامين ناسفين هو الأخطر في هذه العملية الإجرامية حيث تنكروا بزي القوات الأمنية ودخلوا وزارة العدل والى الطابق الثالث حيث ملفات من حُكمَ عليهم بالإعدام بالرغم من حساسية المنطقة، كيف علموا أين تقع وتخزن مثل هذه الملفات الخطيرة ومن ساعدهم في ذلك؟ لا يعدو الأمر سهوا أو تكهنا من المجرمين في اختيار المكان والطابق في وزارة العدل على الإطلاق، إنها خطة مدبرة وبإحكام بالتعاون مع البعض المجرم من داخل القوات الأمنية ، وهذا لعمري ليست المرة الأولى التي يتعاون بعض ضعاف النفوس مع الإرهابيين من أجل المال، هل هناك مسؤول في الدولة نسى حادثة اقتحام البنك المركزي وتفجيرات وزارة الخارجية ؟ كل الخطط الأمنية فشلت لحد الآن ولم يحاسب من يديرها ويخطط لها ليومنا هذا وكأن ما يحدث لا يعدو أكثر من أفلام خيالية للرعب وحسب.، أين وزير الداخلية الأسبق جواد البولاني من اجزهته الكاشفة للمتفجرات، الصونر، والتي قال عنها إنها مضمونة وعملها جيد جدا 100% وتحتاج الى من يستعملها بقدرة 150% في حين إن بريطانيا حاكمت مُصدّرها بسبب عدم فاعلية الأجهزة من الناحية العملية والتي لم يستطع من يحملها غير كشف حشوة الأسنان، على كل حال فإن الأجهزة هذه حتى لو افترضنا صلاحيتها للعمل فأن عنصر الخيانة في تمرير السيارات المفخخة والمجرمين واقع حال وإن الأجهزة لا (تصرخ) عند اكتشافها سيارة مفخخة، ولجنة النزاهة قالت إنها لا تصلح للعمل في وضع العراق.وعدنان ألأسدي يقول فعاليتها 40% وخبراء العراق في وزارة التكنولوجيا يقولون 5% ولا أحد يعلم أين الخبر اليقين ,ربما عند جهينة قبل أن تقتل هي الأخرى بمفخخة..
الحدث ,إن عملية اليوم الإجرامية تضع المسؤولين أمام أحدى الخيارات فأما أن تعيد وبجدية التعامل مع من رجعوا الى الجيش(الجديد) من ضباط ومراتب الجيش السابق وتحاسب وبكل قسوة من تهاون في واجباته وتعاون مع المجرمين ,أو تقيل الوزراء المعنيين ويكون التحقيق عبر لجنة ينشر تقريرها خلال أيام أو السكوت كسكوت الموتى على هذه الأعمال ليجيروها لانتخاباتهم المقبلة والقبول بقتل العراقيين يوميا لا لشيء وإنما لحسابات خاصة حزبية وطائفية ضيقة والبلاد تشتعل كما يشتهون، في بلدان غير العراق إن حدث مثل هذا الحدث أو حتى اقل منه فأن البرلمان ينعقد حالا والوزارة تكون في اجتماع مستمر ويقال الوزير أو الوزارة كلها، لكن في عراقنا كبار الدولة جلدهم بثخن جلد الفيل.لقد نسوا الوطن والشعب ولم يبقى لهم غير حسابات تقاسم السلطة وجنى أموال لا حدود لها,فكلهم جاءوا من بيئة فقيرة,والفقر ليس فيه عيب,إلا ما ندر وكأنهم في حلم في الاستيلاء على كل ثروات الشعب ولم يعد يلتفتون الى ما يحدث من جرائم بحق الوطن والشعب يوميا.
متى يستيقظ الضمير العراقي لدي المسؤولين وتنفذ الأحكام بحق عتاة المجرمين القتلة بدل أن يسافروا الى الدول التي جاء منها الإرهابيين وأن يعقدوا الاتفاقيات بين (الأشقاء) ؟متى يطبق الحق الخاص قبل العام بحق (السواح) الذين أتوا من السعودية والتي أصبحت بين ليلة وضحاها الجارة العزيزة وتتغنى بها المستشارة السياسية للمالكي مريم الريس ,متى يعرف أهل الضحايا أن المجرمين قد لاقوا عقابهم ويعلن ذلك بالإعلام وليس خفية ؟ لماذا تنتظر وزارة العدل مثل هذا العمل الإجرامي الذي ذهب ضحيته منتسبي الوزارة وعشرات آخرين من القوى الأمنية والأبرياء والوزير مازال في زيارته الميمونة لعقد اتفاقية مع ليبيا لإطلاق سراح مجرميها,وكما يحدث أو حدث مع إرهابيي الجزائر وتونس والمغرب ومصر؟
اليوم تدان الحكومة من رأسها المالكي الى أصغر رجل عسكري وأمني على ما حدث. اليوم على الرؤوس المتكبرة أن تتنازل عن أنانيتها وتقوم بحامية الشعب وتقدم المتعاونين مع الإرهابيين الى العدالة لينالوا جزاءهم العادل.لكن إذا كان القضاء والجيش والشرطة والمخابرات بيد واحدة فكيف سوف يتم محاسبة المقصرين؟من يدافع عن العراق وشعبه؟
الكثيرون يقولون إنها دعاية انتخابية بامتياز,حيث سوف تستغل طائفيا ليثبت الفاشلون إنهم هم وحدهم من "يحمي" البلد والعباد.وما حدث قبل أيام قليلة في سجن أبو غريب والحريق الذي نشب هناك كان مقدمة لما جرى اليوم ولما سوف يجري في الأيام القادمة.الساسة الأكراد يهددون ومن خلال خطبة البرزاني اليوم, والعراقية تهدد والتحالف الوطني متفكك لحين ظهور الانتخابات ليتحد مرة أخرى في خطوة لفحص القوة المتبقية من بطاريته الطائفية ,كما يفعل الطرف الآخر والعراق يحترق.
علاوي..علاوي..هل من يوم آخر دامي؟
تعب العراق وشعبه من الفاسدين والسراق والمجرمين والطائفيين.حان الوقت ليقول الشعب العراق لهؤلاء:كفى...أرحلوا...
مقالات اخرى للكاتب