عندما يمر في مجتمعنا، مناسبات دينية ووطنية وتاريخية مثلاً، منها ما تهمل ومنها ما يقتدى بها او يذكرها، فعندما مر اليوم الثامن من اذار هو يوم المرأة العالمي، لنضالها ونجاحها كامرأة حققت شيئا مماثلا للرجل في دورها الاجتماعي والسياسي معاً.
وحدها المرأة بطبيعتها تهمل هذا اليوم حيث لا تنتظر التهاني والتبريكات ولاهي معتادة للقاء هذا المحفل، كما انها لا ترى الرقى والعلو فيه، فهي باعتبارها عصرية وتقليدية في نفس الوقت مساومة مع نفسها، وقادرة على ان تساوم الرجل في أي وقت واي زمان ومكان، لتخوض صنيعتها المقتدرة.
حيث ثُبت وجودها منذ عهد الرسول "محمد" ص عندما أطلق شريعته الإلهية والإسلامية لتحرير المرأة من القيود، لوضع كرامتها وعزتها اساساً للمجتمع لا نصفهِ، لان الرسالة بعثت عندما وجدها داخل طوق من العنف والقيود الجاهلية، وهذا للأسف مازال يمتد عروقه.
ارادت أن ترفع هذا الشأن الإلهي، وتبقيهِ حي، ثم تجعلهُ امام كل عين لا ترى معنى النصف الثاني الذي خلق من ضلع ادم، بطريقتها الاجتماعي ودورها الكبير، لتربية أجيال عظيمة، تطلق عنان الرجولة معترف بامرأتهِ، كما لعبت دورها السياسي بشكل أكبر، متعادلة الرجل في العمل وإسترداد الحقوق، وطبقا للأفكار على الاغلب في كثير من مستويات صعبة وعسيرة.
الا إن معاناة المرأة تتعاظم شيئا فشيئاً، وأكثر بكثير من الاعمال التي تقدمها، بالعودة الى العصر الجاهلي من قبل الإرهاب الداعشي الذي أعادهُ بشكل رسمي، متعايش اسلامهُ المزيف، الا انها كما نلاحظ-جعلت اطواق واساور من الكرامة في تعليمها، وثبات الصبر في قلبها، لئلا تعيش المهانة الإنسانية، الذي دعا بها الإرهاب للذل والرق، والاسر والنزوح والتشرد.
تستغيث هنا المرأة، وتطلب من العالم اغاثتها باسترجاع كرامتها وهيبتها ووجودها في العالم، فقد تعتبر كثير من النساء وهي تعاني هذا العناء، هو يومها العالمي لكي تنقذ، حتى لم تكن أسيرة تحت سقف المطامع وايد الاحتلال، فهل المجتمعات الدولية والمنظمات الحقوقية، ان تعوضها على اقل تقدير من الأمان التي افتقدتها.
ام هل بإمكانها ان تسترجع اطفالها المشردة ورجالها الشهداء، ام انها تستطيع أن تمحوا الدموع التي تكفي لسقي بساتين الأرض، ورغم تلك المتغيرات العصرية الا انها تبقى مرآة لهذا العالم بزينتها وجمالها وسحرها.
مقالات اخرى للكاتب