Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
بيت فيروز
الأحد, آذار 15, 2015
سمير عطا الله

كانت بيروت مدينة مرصّعة بالمعمار الهندسي القديم. مساجدها وكنائسها وآثارها وبيوتها ومدارسها وسبلها (مشارب المياه العامة)، وقناطرها وحدائقها ومرفأها وقرميدها وشرفاتها وحجارتها، تحكي علاقتها بالتاريخ، من أيام مدرسة الحقوق الرومانية (500 م) إلى المرحلة العثمانية، إلى المرحلة الفرنسية، إلى الأيام الاستقلالية الأولى.
جاءت الحرب فدمرت بعضها. ثم جاء الباطون فمحا كل شيء. ووقَّع أحد وزراء الثقافة في الحكومة الماضية قرارًا بتحويل موقع المدرسة الرومانية في وسط المدينة، إلى مبانٍ للبيع السريع. الكثير من مجد بيروت الهندسي بيع لتجّار الشقق. لذلك اعتبر القرار الحكومي بالحفاظ على المنزل القديم الذي عاشت فيه فيروز كأثر تراثي، انتصارًا للذوق والأدب والشعور الوطني. كانت حصة نهاد حداد وأهلها (5 أفراد) من هذا المنزل، غرفة واحدة ومطبخًا صغيرًا. وفي هذا المطبخ كانت فيروز تمضي وقتها لكي تسترق السمع إلى الأغاني من راديو الجيران. وعندما تمكَّن والدها أخيرًا من شراء مذياع قديم، صارت تردد الأغاني معه، مما أزعج الجار المقابل الذي كان يعمل في الليل وينام في النهار. وكان يصرخ في نهاد حداد (ملحق «النهار» 21 فبراير/ شباط 2015): «يا عمي اسكتوا. انقلولنا هالإذاعة من هون».
أصغى الرائد الموسيقي محمد فليفل إلى صوت الصبية نهاد حداد في المدرسة، فضمَّها إلى فرقته، وأخذ يدربها على تجويد القرآن. ثم تعرف إليها حليم الرومي، رئيس قسم الموسيقى في الإذاعة، فضمَّها إلى فرقته. وهناك تعرّفت على عازف كمان شاب يدعى عاصي الرحباني. بعد قليل سوف يتزوجان وتنتقل فيروز من الحجرة الصغيرة والمذياع العتيق والحي العتيق، حامل المعالم التركية الجميلة، لكي تعيش في سفوح الجبل.
لم تغنِّ فيروز للمدينة التي عاشت فيها صباها. غنّت للقرية والشجر والقمر والتاريخ. وظل المنزل القرميدي العتيق خاليًا ومهجورًا. لقد ذهب الجيران وغاب الرجل المسكين الذي كان يتذمّر من أنه يستيقظ على أحد أجمل أصوات الأرض. ولو أدرك يومها أن هذا صوت فيروز، وليس صوت نهاد، ابنة عامل المطبعة اللاجئ من تركيا، لكان أمضى الوقت على نافذة المطبخ المقابل.
يحكي المنزل العتيق حكاية صوت لم يعرف لبنان مثله. الصوت الذي غنّى عزه وفقره ومآسيه: بحبك يا لبنان/ يا وطني بحبك/ كيف ما كنت بحبك/ بفقرك بحبك/ بعزك بحبك! عندما ضربت الحرب لبنان وزعزعته، تدخل صوت فيروز ليذكِّر المتقاتلين بأرضهم: «القمر بيضوي عَ الناس والناس بيتقاتلوا». كانت فيروز ترفض دائمًا أن تغيِّر في برنامج حفلتها. وكل مرة كنت أطلب منها أن تضيف أغنية «بيقولو زغيَّر بلدي». دائمًا تتكرم، نهاد حداد.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45229
Total : 101