Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
اعترافات مترجم
الأحد, آذار 15, 2015
انعام كجه جي

لا شيء في هذا الرجل الجالس بجواري في مهرجان دبي الأدبي يشبه العميل البريطاني الأشهر جيمس بوند، ومع هذا فقد رن اسمه في أذني ذلك الرنين الذي يحرك حواس الصحافيين في كل زمان ومكان. إنه لزلي ماكلوغلن، المدير السابق لمركز الدراسات العربية في بلدة شملان اللبنانية، أي المعهد الذي اشتهر بأنه كان يتولى تخريج الجواسيس، يأتي بهم ويعلمهم لغتنا ويرسلهم لكي يصبحوا دبلوماسيين أو مديري شركات تجارية أو ضباط استخبارات أو حتى مراسلين صحافيين.
بكل تهذيب سألته إن كان حقا يدير «وكر الجواسيس». وهذه الصفة ليست من عندي، بل هي عنوان كتاب سابق له. وبالتهذيب ذاته، لفت الرجل الثمانيني انتباهي إلى أنه وضع علامة استفهام بعد عنوان كتابه ذاك، أي أن المسألة غير مؤكدة وفيها وجهة نظر. وقد نفى أن يكون معهد شملان قد تأسس بهدف تخريج العملاء السريين، فقد كان أغلب الدارسين فيه من الدبلوماسيين الإنجليز أو المؤرخين المهتمين بالعالم العربي.
يتحدث الجنتلمان الآيرلندي الأصل بلهجة شامية: «حين قامت الحرب هربنا هريبة». كان القتل على الهوية، والأجانب مشبوهين. لكنه عاد إلى لبنان، بعد سنوات، ليحضر احتفالا بذكرى مرور 50 عاما على تأسيس معهد شملان، بصحبة عدد من أبرز خريجيه. ويمكن لمن يطالع كتابه الجديد الصادر بالإنجليزية بعنوان «اعترافات مترجم إلى العربية» أن يلاحظ دور ذلك المعهد في تخريج متحدثين بلغتنا قادوا وزارات وسفارات في أرجاء العالم. إن لزلي ماكلوغلن، وهو يروي سيرته المهنية الممتدة لخمسة عقود، يمر على مئات الأسماء والشخصيات ويتوقف عند كثير منها، مشيرا إلى أن فلانا كان طالبا في معهده. فالعالم ينقسم، بالنسبة إليه، بين من تخرج من شملان ومن لم.
لا ينكر المترجم المخضرم ذو القامة الطويلة النحيلة أن هناك علاقة بين تعلم اللغة وعمل الجواسيس. والجاسوس الناجح هو الذي يتمكن من لغة الذين يتجسس عليهم لأنها أساس فهمه لمجتمعهم، لكن يبقى من الخطأ، حسب رأيه، الاشتباه في كل من يتعمق في دراسة لغة أجنبية فيذهب الأخضر بسعر اليابس. من هو الأخضر، اليوم، ومن هو اليابس؟ ما رأيه في أن قادة الأحزاب والمعارضات العربية صاروا يتباهون بعلاقاتهم مع مسؤولي الـ«سي آي إيه»؟
يمر مرور الكرام على سؤالي ويرد بأنه، كأجنبي، يستغرب من عملاء إنجليز وأميركان ممن كانوا يعملون لصالح الأجهزة السرية في واشنطن ولندن باتوا يعلنون عن علاقاتهم السابقة مع تلك الجهات. وهو أمر ظل سرا في القرن الماضي. أما المتوددون العرب فلا يعنيهم أمره، ويختصر القول بأنه كاتب ومؤرخ ومترجم، يلقي المحاضرات عن العالم العربي في بلده والخارج. وقد تخصص في تاريخ السعودية ولا ينوي أن يتقاعد، فما زال قادرا على تقديم المشورة. هل يفلح العطار في إصلاح ما أفسد الدهر؟ يقول إن عددا كبيرا من الخبراء الإنجليز نصحوا حكومتهم ألا تشارك في غزو العراق، ونشروا رسالة مفتوحة في الصحافة، «ولكن لا حياة لمن تنادي»، مَثَل عربي يجري على لسان المترجم الخبير الذي يعتبر ذلك الهجوم «أكبر خطأ في تاريخ العلاقات البريطانية العربية».
بفضل وفد عراقي دخل لزلي ماكلوغلن، لأول مرة، مقر رئاسة الوزارة في لندن. طلبوه ليترجم بين طه ياسين رمضان ومارغريت ثاتشر، وكان ذلك في خريف 1983، أثناء الحرب مع إيران. وكما يحدث في مثل تلك الزيارات، نظم الإنجليز المواعيد بدقة ساعة بيغ بن. وغادر موكب من سيارات الليموزين فندق سافوي في اتجاه 10 داونينغ ستريت. وعند بلوغ ساحة الطرف الأغر لاحظ ضابط المرافقة أنهم متقدمون على الوقت المحدد فطلب من السائقين القيام بدورة إضافية لكي يصل الموكب في الموعد تماما. وقد جلس ماكلوغلن في سيارة مع المترجمة العراقية المرافقة للوفد والمتلهفة لرؤية السيدة الحديدية. وكانت مسز ثاتشر تنتظر ضيوفها عند البوابة الشهيرة للمبنى، فنزلت المترجمة وهرعت لمصافحتها قبل الجميع، متخطية قواعد البروتوكول أمام المصورين الذين كانوا على الرصيف المقابل.
هفوة المترجمة العراقية كانت أهون من هفوة أهل الدار، فأثناء زيارة الوفد العراقي لكلية ساندهيرست العسكرية، تجول الضيوف في الأرجاء ثم توجهوا إلى مائدة الغداء. وهنا لاحظ المترجم المحنك أن الأعلام العربية الصغيرة الموضوعة عليها لا تخص العراق. وكان لا بد من مناورة سريعة وإشغال الوفد بالفرجة على الصور التاريخية المعلقة على الجدران، لحين تصحيح الأعلام.
كان محمد سعيد الصحاف ضمن أعضاء الوفد. ويروي ماكلوغلن أنه استخدم تعبير «القوى العظمى» أثناء ترجمته لكلام رمضان، فصحح له الصحاف، وهو مدرس سابق للغة الإنجليزية، قائلا: «القوتان العظميان». وقد قبل التصحيح عن طيب خاطر.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.41531
Total : 101