تمثل الأمطار مصدرا مهما من مصادر المياه وعنصرا اساسيا من عناصر تشكيل البحار والمحيطات والأنهار وتلعب دورا كبيرا في توفير السلة الغذائية لعدد من الدول التي لا توجد فيها انهار او بحيرات او مسطحات مائية ولولا نعمة الأمطار لأصبحت الارض صحراء جرداء ولنضبت البحار والمحيطات والأنهار ولانعدمت الحياة على الأرض. وتنتظر الكثير من دول العالم" خاصة في الوقت الراهن الذي يشهد فيه العالم تصحرا وجفافا" الأمطار بلهفة وشوق من اجل إدامة حيوية الأرض وتبدل المناخ والتخلص من الغازات والأتربة والتلوث البيئي الذي يشكل معدلات عالية خاصة في المدن المزدحمة اضافة الى سقي المزروعات والاهم من كل هذا هو خزن الأمطار والاستفادة منها للاستخدامات البشرية والزراعية والحيوانية،خاصة في الدول التي تقدر قيمة المياه لانها تعتبر الأمطار قضية مفصلية وقضية حياة او موت لهذا فإنها تتهيأ لها بطريقة تجعلها لا تفرط بقطرة واحدة من الأمطار وكلما كانت كمية الامطار كبيرة كلما كانت منافع الدولة وتدابيرها بمستوى هذا الحدث بل ان زيادة الكميات المتوفرة من الأمطار يمثل عنصر اطمئنان وفرح لهذه الدول لانها تستطيع زيادة المشاريع والمساحات المزروعة دون اللجوء الى مصادر قد يصعب الحصول عليها. ويعتبر العراق حالة استثنائية في مسالة الاستفادة من مياه الأمطار فهي نقمة في كل زمان ومكان سواء في المناطق الحضرية او الريفية في الصيف او في الشتاء لانه لم يضع في حساباته الاستفادة من هذه النعمة الربانية بسبب غياب الرؤية والمنهج وبسبب غياب التخطيط والدراسات الواقعية وعدم وجود الخزانات والسدود الخاصة لهذا الغرض وكذلك بسبب حالة اللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية التي تغلف شعور المسؤولين في المفاصل المعنية. الشيء الأدهى والأمر ان العراق بحاجة فعلية لمثل هذه الأمطار لان الكثير من أراضية تجردت من خضرتها وهجرها الفلاح والطير ولم يعد العراق ارض السواد بل أصبح ارض التراب ،كما انه في حالة من الخصام والصراع مع دول الجوار التي تمسك بعصمة منابع الأنهار خاصة تركيا العثمانية وسوريا وكذلك إيران. ان ما جرى في العراق وعلى مدار الأسابيع الماضية من حالة استثنائية لسقوط كميات كبيرة من الأمطار كان سيجنب العراق الكثير من المشاكل وسيجنبه الدخول في صراعات مع الدول المتشاطئة" ولو لفترة محدودة "لو أحسن خزن هذه المياه واستثمرها بصورة صحيحة الا ان ما حدث مثل كارثة بكل معنى الكلمة لان ما جادت به السماء من غيث تسبب بكارثة إنسانية وهجرة جماعية إجبارية وأدى الى خسائر بشرية خلفت قتلى وجرحى وتسبب بخسائر مادية" زراعية وحيوانية " . يبدوا ان الحكومة العراقية والحكومات المحلية وعلى مر العصور كانت تتعامل مع امطار الصيف على اساس نظرية"حجيك مطر صيف ..ما بلل اليمشون" لذلك لم تقم بما هو واجب عليها من استعدادات وتحصينات لمثل هذه الحالات الطارئة وربا ستقوم الحكومة ووزارة الموارد المائية برفع دعوى غش وكذب على كاتب وملحن ومطرب الاغنية لانهما ضللا الحكومة ومنعاها من اتخاذ الاحتياطات المطلوبة لمواجهة الامطار.
مقالات اخرى للكاتب