في حمى الجري خلف المناصب يستعجل الكبار حد استباق ظهور النتائج النهائيه للانتخابات وكل منهم يحاول ترتيب الاوضاع بما يضمن له اكبر حصه من الغنائم , مرجل المطبخ السياسي يواصل الليل بالنهار وكل طرف من الاطراف يدعي انه فاوض (كتل) هامه في العمليه السياسيه لضمان القائمه الاكبر على ضوء قرار المحكمه الاتحاديه في تفسيرها لمعنى الكتله الاكبر عقب الانتخابات البرلمانيه السابقه والتي نص الدستور على ان يُكلف مرشحها برئاسة وتشكيل الكابينه الوزاريه , وعلى هذا الضوء تتنافس الكتل فيما بينها على تحقيق تحالفات تضمن لها ان تكون الاكبر , ومن الطبيعي ان نرى فرقاء تقاطعوا في يوم ما تتحول علاقتهم (دهن ودبس) بين ليلة وضحاها طمعا بالمناصب طبعا , إذ من المستبعد ان تجد بعض القوائم المتفاوضه الان مشتركات وطنيه او اتفاق على برنامج عمل وطني بعد ان اصبح الشعب والوطن خارج حدود اهتمامهم حال اغلاق صناديق المفوضيه وانتهاء مبررات التنابز والتناشز ولم تعد هناك خطوط حمراء ولا صفراء والكل لايخفي طمعه بالمزيد والكل متفق على ان السياسه لعبه والشاطر من يكسب اكثر , وفي ماراثون السباق الى الرئاسات الثلاث او الاربع حسب بعض التسريبات التي تضيف المجلس الذي تم اسناده لعلاوي في اتفاقية اربيل قبل ان يكتشف المستشارين عدم قانونيته وتعارضه مع الدستور!!! وقد عاد الان ليصبح دستوريا يُعرض على البعض لكسب ودهم وضمان ولاءهم وتحالفهم مع هذا الطرف او ذاك لتحقيق (الكتله الاكبر) .
(الكبار) لم يتركوا بابا لم يطرقوه , حتى ابواب العرافات , وكلهم يعلن عن عدم فرط عُقد تحالفاته السابقه في مناورة مكشوفه وادعاءات يُكذبها الواقع , والتفافاتهم لقطع الطريق على المنافس قد تصل الى اغراء اقرب المقربين منه عله يتخلى عن التزاماته تجاهه ليدخل في عقد غيره , يذهب المحللون والمراقبون الى وضع سقوف زمنيه متفاوته للتاريخ المتوقع لانبلاج (نور فجر جديد!! ) بحكومة محاصصاتيه ليس فيها من جديد غير اسمها بعد ان استهلك الماضي اسم المحاصصه والشراكه وقد يكون بعض اتباع هذا الطرف او ذاك ممن يجيدون التسميات يبحثون عن اسم جديد لحالة الأمس عله يوحي بان ثمة شيئ تغير , خاصة وان الجميع قد رفع شعار التغيير!! .
وامعانا بعدم اهتمام اهل الحل والعقد بشأن الناس والوطن قد يطول انتظار الوليد القادم بعوامل شتى منها ما يتعلق بالمفاوضات بين الفرقاء وكثرة الطعون المقدمه للمفوضيه حول مجريات عملية الانتخابات واختيار رئيس الجمهوريه ووو...الخ من الحجج التي يُراد بها أشياء ليس للناس فيها من حساب .
المهم ان المنصب الاكثر اهميه هو الان محط اهتمام اكثر من شخص , ترنوا له الابصار وكل طامع به يستعرض مؤهلاته وكفائته ورؤيته للغد ونظريته في ادارة الشأن العام على طريقة (الخُطٍاب) حين يشتد بينهم التنافس وكلهم يجد له (ملكي اكثر من الملك) في استعراض اهميته وخطورة دوره وقابلياته غير المتوفره لدى منافسيه وكل منهم يتقدم الان الى ولي أمر الشابه الجميله الغنيه ولا مفردة تتردد على لسانه غير ... أني خوش ولد
مقالات اخرى للكاتب